Chapter 10:

620 67 15
                                    

ذهبت للحديقة المجاورة لهم، كانت واقفة قرب شجرة ضخمة، تُسقط ما بعينيها من دموع.

وفي لحظة شاركتها السماء في حزنها، لكن ما زادتها إلا رعبا، تمسكت بجذع الشجرة فيتحول بكائها إلى خوف واضطراب.

✩✩

سمع صوت المطر يهطل، فهطل قلبه خوفا عليها.

نزل بسرعة متجها نحو الباب، ارتدى معطفه سريعا وحمل المظلة.

هو متأكد أنها لن تبتعد كثيرا فلم يمضي على خروجها أكثر من دقائق قليلة.

اتجه للبحث عنها في المكان المتوقع له، اتبع حدسه، فوجدها تجلس القرفصاء ضامة نفسها أسفل تلك الشجرة، التي حمتها بقليل من قطرات المطر.

جرى بسرعة نحوها، وعانقها أسفل المظلة.

-ارفعي رأسك وانظري إلي.
تحدث بهدوء.

-سويون انظري إلي.

كانت تنفي وتضل متشبثة بقميصه.
حاول أن يجعلها تقف، وقد وجد صعوبة حتى نجح.

أمسك ذقنها ورفع وجهها إليه، لكنها أغلقت أذنيها بيديها وحدقت في الأرض.

-سويون، يجب عليك أن تتغلبي على خوفك!

نفت برأسها.

-أرجوك..انظري لي، لاتخافي أنا بجانبك.
قال بأكثر نبرة ليٍّنة لديه، هدأت قليلا.

بدأت ترفع عينيها شيئا فشيئا إليه، فابتسم لها براحة، وضع يدا على يدها حيث أذنيها، فيده الأخرى تمسك بالمظلة، وهم بإنزالها ببطء، ثم انتقل ليدها الثانية وفعل المثل.

-لا داعي للخوف، إنها قطرات ماء تنزل من السماء، شيء طبيعي، سويوناه!

هدوء لم تحظى به عندما ينزل المطر، رغم ذلك لازلت قطرات دموعها غزيرة.

ظلت تنظر إليه بعينيها الزجاجيتين، تنتظر منه شيئا آخر غير الذي يذكره.

إن لم يُجبها ستبقى دموعها تنهمر، لماذا ينظر لها هكذا ؟

أنزل المظلة تزامنا مع قوله.
-أحبك.

ابتلا بالماء، داعب وجنتيها وقربها إليها، ثم تلتصق شفتيهما بقطرات زادت من حلوة مذاقهما.

لا تعرف ما الذي يجب فعله في موقف كهذا، نصف ذهنها مع اضطرابها، والنصف الآخر مع ما تحس به على شفتيها.

بقيت متصنمة، بينما هو يحاول قدر الإمكان أن يجعلها تنغمس معه.

-استنشقي رائحة المطر، إنها جميلة.
نطق عندما ابتعد وأسند جبينه ضد خاصتها.

-هل ارتحتي الآن ؟
قال وهو يمسح بظهر أنامله على وجنتيها.

أغمضت عينيها واستنشقت الهواء كما أمرها، حاولت الاسترخاء و التغلب على ما يجعلها ضعيفة.

تلك المأساة التي سببت اضطرابها أصبحت سعادة بالنسبة لها.

فتحت عينيها بابتسامة، وعانقته لتجذبه نحوها و تكمل ما بدأ به.

استمتعت بلذة المطر على شفتيه، فمن قوة جذب الآخر للآخر، صارت الشجرة مأوى لقبلاتهما.
_

___________________________
يتبع...

___________________________يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
P.JM/ Serendipity : شبيهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن