١-العروس الهاربة

23.3K 756 85
                                        

تلألأت الأضواء الملونة على الطوابق الثلاثة لتلك الفيلا الريفية حيث سيعقد قران غفران ابنة سالم الناجى على الوجيه نادر منصور الألفى ..  

كانت الموسيقى تنبعث فى صخب من خلف جدران الفيلا العتيقة التى تشى بالتميز و الاصالة تؤكد على جو السعادة و الفرحة الذى ينتشر بالداخل ..

بدأ الحضور فى الظهور على اعتاب تلك البوابة الحديدية بسياراتهم الفارهة وظهرعلى الدرج مندفعا لإستقبالهم رجل الاعمال المعروف  سميح الناجى عم العروس ..

اندفع سميح يرحب بالضيوف و المدعوين

و يدلهم على الطريق لداخل الفيلا استعداداً لعقد القران ..

سار بين ضيوف الحفل يوزع الابتسامات الدبلوماسية هنا و هناك حتى وصل لمدخل ما اندفع داخله حتى وصل للمطبخ فهتف بإمرأة خمسينية فى نزق :- اين غفران !؟.. و لما لستِ معها بغرفتها تساعدينها على الاستعداد !؟..

تنهدت المرأة فى هدوء هامسة :- حاضر يا سميح بيه .. سأذهب لإستعجالها ..

هتف سميح متعجبلا :- اسرعى اذن فالمدعوين اكتملوا تقريبا و هى لاتزل بحجرتها .. أخبرتها ان لا ترهق نفسها فى صنع حلوى الزفاف و كعكاته بنفسها لكنها لا تستمع لأى نصيحة فيما يخص امر الطعام و صنعه .. لا اتعجب ابدا لو اندفعت لحجرتها الان لأجدها نائمة ملء جفونها بعد ذاك الإرهاق فى صنع كعكاتها لثلاث ليال كاملة ..

هتفت نوال مدافعة عن ربيبتها :- و من يمكنه ان يصنع كعكات زفاف بروعة كعكاتها حتى تترك صنع كعكات زفافها نفسه لأى من كان ليصنعها !؟.. انها تجد سعادتها الحقيقة فى ذلك و خاصة بعد وفاة امها التى علمتها كل مهارات صنع الحلوى .. انها تذكرها بها ..

هتف سميح ممتعضا :- لا تطيلى الكلام و الحكى الفارغ و اذهبى لاستدعائها فقد مل الضيوف و ضاق عريسها ذرعا .. و سأذهب انا لإلهاء المدعوين حتى تظهر  ..

اطلق كلماته الاخيرة سريعا و هو يندفع خارجا من المطبخ و فى أعقابه تتوجه نوال لغرفة العروس حتى تخبرها بضرورة نزولها لعقد القران و الترحيب بضيوف عمها ..

انطلقت الزغاريد معلنة بدء مراسم عقد القران بالفعل و انتظر الجميع طلة العروس 

من اعلى الدرج بصحبة عمها الذى اندفع يعتليه متعجلا إياها ..

دخل الغرفة متحفزا تملاؤه رغبة ملحمة فى توبيخ تلك المدللة عديمة اللياقة .. الا ان الغرفة كانت فارغة تماما الا من نوال التى كانت تجلس فى تيه لا تعلم اين ذهبت غفران فى ليلة كهذه !؟.. و لما رحلت من الاساس مخلفة حفل زفافها و خطيبها الذى كانت تعتقد انها تحبه !؟..

هتف سميح فى توتر :- اين غفران !؟..

هزت نوال رأسها فى اضطراب :- لا اعلم فيبدو انها .. انها ..

الى تلك الرائعة .. احبك  .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن