تم إغلاق المقهى مبكرا كما اتفق الجميع و اختفوا جميعا فى غرفهم استعدادا للحفل .. ساعة و طل احدهم تلو الاخر .. تجمعوا حول مائدة صغيرة أنيقة فى احد أطراف المطبخ تتوسطها كعكة عيد الميلاد ..
جلس جميعهم فى سعادة و بدأوا الاحتفال ..
اندفعت غفران تطفئ الأنوار بعد ان اشعل منير الشموع المغروسة بالكعكة ..
اخذوا فى الغناء و المزاح و ما ان هم يوسف بأخذ شهيقا قويا حتى يطفئ الشموع حتى هتفت غفران مازحة :- فليأخذ كل منكما ساتر .. فالإعصار قادم فى الطريق..
انفجر الجميع ضاحكا الا يوسف نظر عابسا و هتف مدعيا الحنق :- بعض الهدوء.. هناك شموع نركز لنطفئها ..
هتفت غفران فى سخرية تغيظه :- اشعر انك تحاول ان تطفئ الشمس لا بعض الشموع ..!؟..
لم تستطع هناء إمساك قهقهاتها و هتفت :- كفى غفران و دعينا ننهى إطفاء تلك الشمعات .. ام انك تلهينا عن تناول الكعكة حتى لا نحكم عليها !؟ .. يبدوانها سيئة ..
هتفت غفران تدافع عن كعكتها العزيزة :- انا لا مثيل لكعكاتى ابدااا ..
هنا استغل يوسف انشغالها بالدفاع عن كعكاتها و نفخ بقوة لتنطفئ الشمعات دفعة واحدة ليعم الظلام ..
نهضت مندفعة لتفتح الأنوار مرة اخرى ليندفع يوسف فى نفس ذات اللحظة ليفعل ذلك فأصطدمت به و تأوهت محاولة الصمود و حاولت ان تتماسك حتى لا تسقط فما كان منه الا الإمساك برسغها فى قوة لتتمالك نفسها و تقف فى ثبات اخيرا ..
شعرت بلمسته تشبه جمر حارق قبض على ذراعها فجذبته فى سرعة مضطربة و فتح هو الأنوار ليعود كل منهما للطاولة من جديد ..
هتف منير الذى لم يلحظ و زوجه توتر غفران الذى حاولت السيطرة عليه بمهارة:- ماذا تمنيت چو و انت تطفئ الشموع !؟..
هتف يوسف مبتسما :- تمنيت السعادة للجميع .. اما عن نفسى .. فما عاد هناك شئ اتمناه ..
هتفت هناء متعجبة :- لا امنيات مطلقا !؟.. لا رغبة فى مال او عمل مرموق او ربما زوجة و اولاد ..!؟..
هتف يوسف فى هدوء يناقض تماما ذاك الوجع الذى يعتمل بصدره :- لا .. لا رغبة على الإطلاق .. اكتفيت بنفسى ..
هتف منير متسائلا فى مرح :- كم عمرك الان !؟..
هتف يوسف مبتسما :- أربعون عاما كاملة على تلك الارض ..
هتف منير مشيرا لغفران :- مرحى يا رجل فلقد أتممت انا الأربعين منذ أسابيع قليلة .. اتذكرين ماذا قلتِ لى ساعتها يا غفران !؟..
همست غفران و لم تتطلع الى اى منهما بل تشاغلت بتقطيع الكعكة :- لا .. لا اذكر ..
على الرغم من انها كانت تذكر تماما ماذا قالت لكنها اثرت الإنكار و هى توزع الحلوى على الاطباق ليستطرد منير :- قلتِ ان سن الأربعين هو سن النضج الحقيقى و انه مذكور فى القران كذلك على لسان سيدنا سليمان شاكرا انعم الله ..
![](https://img.wattpad.com/cover/196300235-288-k864561.jpg)
أنت تقرأ
الى تلك الرائعة .. احبك .. مكتملة
Romanceنقيضان ... لايمكن ان يجتمعا معا الا و كان الجدال هو سيد الموقف .. لكنهما رغما عن ذلك .. انجذبا كقضبى مغناطيس .. فهل يمكن للماء و الزيت ان يختلطا فى إناء واحد !؟..