٢- الحلم

14.3K 740 83
                                    

       

وقفت تتطلع حولها تتأكد انها وصلت للعنوان الصحيح المدرج فى تلك القصاصة التى تحملها و تسمرت امام زجاج الواجهة تعدل من هندامها بعد ان اشترت ثوب جديد فى عجالة من متجر قريب من بيت نوال كى تصبح اكثر رسمية بدلا من ثيابها التى كانت قد اتسخت بالفعل من جراء هروبها و التى لم تكن تصلح من الاساس لما انتوت عليه .. أصلحت من وضع حجابها الذى انحرف قليلا للخلف بسبب الزحام و الحر الشديد فى مثل ذلك الوقت من العام ..

سمت الله و دفعت الباب الزجاجى الذى اصدر صوتا منغما لينبه من بالداخل ان احدهم دخل بالفعل .. ظهر رجلا

من خلف ستار ما فى الجهة الخلفية تبعته امرأة يبدو انها اصغر منه سنا .. استنتجت انهما زوجان ..

اضطربت قليلا من نظراتهما المتفحصة و اخيرا استجمعت شجاعتها و اندفعت ترسم على شفتيها ابتسامة خجلى هاتفة :- السلام عليكم ..

رد كلاهما السلام فى مودة طمأنتها لتستطرد وهى تمد كفها بقصاصه الإعلان التى كانت لاتزل بكفها هاتفة :- انا هنا من اجل ذاك الإعلان الذى فى الجريدة .. أليس ذلك هو العنوان الصحيح !؟..

تناول الرجل القصاصة متطلعا اليها و هتف وهو يهز رأسه مؤكدا و هو يناول زوجه القصاصة لتتطلع اليها بدورها :- انه هو بالفعل .. لكن للاسف ذاك الإعلان كان منذ ما يزيد عن شهر و لقد غيرنا رغبتنا فى البيع ..

اكدت السيدة فى ابتسامة تؤكد قول زوجها:- نعم .. الحمد لله لقد عدلنا عن البيع .. كان قرارا متهورا استطعنا التراجع عنه لحسن الظن ..

تنهدت غفران فى حزن هامسة :- حسنا .. آسفة لأزعاجكما .. وداعا ..

واستدارت راحلة تجر ازيال الخيبة تشعر برغبة فى البكاء فقد انهار حلمها الذى بنت عليه كل قادم فى حياتها منذ اللحظة التى قررت فيها الهرب من مزرعة ابيها و الابتعاد عن كل ما يذكرها بحياتها السابقة و عمها القاسى و نادر ذاك الذى سلمته قلبها البكر لتستشعر معه مشاعر لم تخبرها يوما ..

توقفت فجأة عندما نادتها السيدة تستوقفها هاتفة :- نحن بحاجة لمن يقوم بالخدمة فى المقهى لمساعدتنا .. هل تقبلين !؟..

تطلع اليها زوجها هاتفا :- لكن يا هناء الحال ليست على ما يرام تلك الأيام حتى نستطيع دفع رواتب إضافية ..

ساد الصمت و كلاهما يتطلع الى غفران التى هتفت فى سرعة :- لكنى جئت للشراء لا العمل .. هذا ما جئت من اجله .. انا على استعداد للشراء اذا كانت النية لاتزل متوفرة..

هتف منير مؤكدا :- لكننا تراجعنا كما أخبرتك و..

جذبته هناء جانبا و بدأت تهمس :- نحن لانزل بحاجة للمال حتى و لو غيرنا رغبتنا فى بيع المقهى .. ما رأيك لو عرضنا عليها الشراكة !؟.. يبدو انها فتاة طيبة و نحن بحاجة لمال و لشريك فى العمل كذلك ..

الى تلك الرائعة .. احبك  .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن