الحلقة الأولى

15.2K 845 661
                                    

عادت إلى شقتها متأففة وحانقة، أزاحت بعصبية خصل شعرها البني المُحمر الطويل من أمام وجهها لتعود الخصلة مرة أخرى وتغطي بعض جبينها وعينها اليسرى المحمرة من كثرة البكاء.

أخذت تردد من بين أسنانها بعد أن دخلت سور مبنى شقتها وأصبحت بعيدة عن الأعين في الشارع:
' غبي غبي غبي وكاذب أيضًا!! '

ركلت حافة السلم بباطن حذائها الأسود ذو الكعب العالي  فإرتج إصبعها داخله وتأوَّهَت ألمًا نادمة على فعلتها ثم إتخذت طريقها ناحية الطابق الثاني حيث شقتها.

ضمت معطفها الأسود إليها مخفية بذلك فستانها الرمادي المصمم من أحدث دور الأزياء بجواربه الطويلة وإكسسوارته التي طلبتها له خصيصًا لتشعر بأنها أغبى إنسانة بعد كل هذا المجهود الذي قامت به لمقابله حبيبها.

ظنت أنه أخيرًا وبعد سنتين من المواعده والمشاكل العصيبة التي واجهت علاقتهما وإنتهت بأن جعلتها أقوى وأمتن؛ ظنت أنه سيطلب يدها للزواج في هذا الموعد لذلك تأنقت كما لم تفعل من قبل، فإذا بها تفاجأ بعد إنتظار دام لمدة ربع ساعة بـ"رسالة هاتفية" منه أخبرها فيها أنه لن يستطيع القدوم لأن لديه حالة طارئة في العمل!

هي تفهم أحوال عمله وليس لديها إعتراض لكن ذنبها الوحيد أنها قد رفعت من أمالها عاليًا لذلك كان تحطمها قويًا.

تنهدت بحسرة عندما وصلت إلى طابقها وقد شدت قبضتيها على يد حقيبتها الغالية، توجهت مطأطئة رأسها إلى شقتها ومع إقترابها لاحظت إلى وجود حذاء شخص يقف أمام باب شقتها، رفعت بصرها ببطء ليظهر هو أمامها.

بأبهى حلة كان، إرتدى بذله سوداء غالية وربطة عنق رمادية ماثلة فستانها، كان يحمل في يده اليسرى باقة من زهور حمراء فاقعة اللون مربوطه بشريط أحمر أيضًا.

وقف متكئًا على باب شقتها ثم إلتفت ناحيتها مخرجًا يده اليمنى من جيبه ومبتسمًا تلك الإبتسامة التي طالما أذابت قلبها، قال لها: 
' لقد تأخرتي، ظننتُ أنكِ لن تأتي أبدًا. '

قالت وهي تحارب دموع سعادتها لكي لا تسقط: 
' أيها الغبي لم فعلت هذا؟ '
ليجيبها وهو يأخذ يدها اليمنى ويجعلها تمسك بالباقة: 
' حتى تكون المفاجأة أجمل '

كانت الزهور جميلة للغاية، شعرت أن وجنتيها قد صارتا بلونها من فرط سعادتها، إستنشقت عبيرها ثم قالت بخجل: 
' شكرًا  لك '

لم يقل شيئًا بل إبتسم ثم أمسك بيدها اليسرى وفي حركة مفاجئة لها إنحنى على ركبته اليسرى وهو لا يزال ممسكًا بيدها ثم أخرج علبه بيضاء صغيرة وفتحها بيد واحدة ليبدو لها الخاتم الماسي داخلها، رفع العلبة قليلًا ثم قال لها بحب كبير: 
' أتقبلين أن تكوني شريكة لحياتي؟ '

تكور فمها للحظة ثم ما لبث أن إنهمرت تلك الدموع التي حاولت حبسها، لتقول فورًا ودون تفكير: 
' بالتأكيد أقبل '

قصة حب || Love Story حيث تعيش القصص. اكتشف الآن