الحلقة الثانية

7.9K 700 316
                                    


تمام الحادية عشرة والنصف كنت قد استعديت للخروج وذهبت إلى مكان اللقاء وبالتأكيد كان يقف هناك منتظرًا.

متكئًا على السيارة ومرتديًا بذلة رمادية كاملة بكل إضافاتها وربطة عنق مخططة مع معطف أسود يصل للركبة.

كان مركزًا على هاتفه وهو يراسل شخصًا ما ويضحك أيضًا، لابد أنه يتحدث مع فتاة أخرى بالتأكيد فمن هم مثله يفعلون هذا.

توجهت ناحية السيارة وأردت فتح بابي بنفسي لكن يده قد إمتدت قبلي ممسكه بمقبض الباب، ظننت أنه لم ينتبه لي لكنه كان قد أدخل هاتفه إلى جيبه وقال لي وهو يفتح الباب:
' تفضلي أنسة يونا '
ركبت من دون أن أعلق كما العادة.

الحادية عشرة وخمس وأربعون دقيقة وصلنا إلى مبنى الشركة ولا يزال لدي ربع ساعة حتى موعد الإجتماع فاليوم سأقابل مخرج فيلم سأقوم بتأدية دور البطولة فيه كما سأقابل معه من سيؤدي دور البطل لنتفق على بعض الأمور ولنتسلم نص الفيلم وأيضًا يبدو أننا سنشارك في إختيار بعض الممثلين.
نوعًا ما أنا متحمسة لهذا الفيلم فلقد عملت مع هذا المخرج وإسمه نوبوناغا كثيرًا من قبل وقد أخرج العديد من القصص التي لا تزال محفورة في داخلي لذلك أنا أثق به وبإختياره لقصة هذا الفيلم.

وصلت إلى غرفة الإجتماعات التي سيقام فيها الإجتماع بعد أقل من خمسة عشر دقيقة وقد كان هو من خلفي والغريب في الأمر أنه لم يقم بإجراء أية حوارات صغيرة طوال طريقنا إلى هنا، لكني لن أتذمر بالتأكيد.

وجدنا إحدى الموظفات في قسم التمثيل وهي تقوم بتجهيز بعض الأشياء هنا وهناك، إتسعت إبتسامتها عندما رأتنا، بالتأكيد ليس بسببي بل بسبب من يقف خلفي فهو مشهور للغاية في الشركة بشكل غريب من الجنسين، دائمًا دائمًا ما أجده محاطًا بالكثير من الناس.

إنحنت الفتاة قائلة:
' مرحبًا بكما '
نظرت إلي وقالت بسعادة:
' لقد شاهدت الحلقة الأخيرة من دبل أس البارحة، لقد أبدعتي كالعادة أنسة يونا '
قلت بإستغراب: ' دبل أس ؟ ألا تزال تعرض؟ '
'بالتأكيد، لقد إنتهت البارحة فحسب ألم تشاهديها؟ '
أجابتني ببعض إستنكار لأهز رأسي قائلة: ' أنا لا أشاهد الأعمال التي أمثلها '
' أوه حقًا، كم هذا غريب'

في الحقيقة أنا لا أشاهد اي شئ سواء أمثلت فيه أم لم أمثل فمنذ ذلك اليوم حينما إكتشفت كرهي للمسلسلات لم أشاهد أي شيء وإكتفيت فقط بما أمثله.

حولت الفتاة نظرها ناحيته وقالت وقد تغيرت نبرتها لجدية:
' سيدي، لقد إنتهت جميع الأقسام من تجهيز ميزانياتها '

كان في البداية يراقب في حوارنا بإستمتاع وعندما سألته تغيرت ملامحه ونبرته لجدية لا تشببه أبدًا ليقول بعد أن عقد يديه معًا:
'نعم لقد أُخطرت بذلك، لدي فراغ بين الثانية والثالثة مساءً سيكون الإجتماع في هذا الوقت '
قامت الفتاة بتسجيل ما قاله في جهاز لوحي ثم تابعت تسائله عن بضعة أشياء أخرى.

قصة حب || Love Story حيث تعيش القصص. اكتشف الآن