يأْخذُني الشَّوْقُ إلى أيَّامٍ خوالي كانَتْ تنْقُلُني فيهَا وِسادتي الطريَّةُ و غطائي الدَّافئ إلى عالم الأحلام دونَ طلبِ إذْنٍ من الأفكارِ المتضاربةِ التِّي صارتْ تحتكِرُ كلَّ صوبٍ و طوبٍ من عقلي المشوَّش.
يأخُذُني الشَّوقُ إلى أيَّامٍ خوالي كانتْ تستدْعيني خلالها الخرفانُ الوهميَّةُ إلى عدِّها حتّى يتمكَّن منِّي النُّعاس، لكنَّني لم أكنْ أستجيبُ إلى تلكَ الدَّعواتِ بما أنَّني كُنْتُ في غنى عنْها بفضْلِ راحَةِ بالي و طمأنينتي على الصَّعيدِ النّفسيِّ
والدايَ ربَّياني بطريقَةٍ يُقتَدى بِها، برقَّةٍ لا تُؤْذي جسَدي و بقَسوَةٍ لا تُشعرني بأنَّني مختَلف، و ذاكَ المزيجُ خلقَ بداخلي امتنانًا و حبًّا جمًّا تجاهَهُما
قبلَ أنْ تُدْهسَ سيَّارتُنا في تلكَ اللَّيلَةِ الغائِمَة الممطرة، و يُفارِقانِ الحياة تارِكيْنِ جسدًا صغيرًا هشًّا خلفهُما و الذِّي كان من المُعجِزَةِ أنَّهُ عادَ إلى الحياةِ بالرَّغمِ من ضُعفِه، دافِعيْنِ طِفلهُما إلى هُوَّةِ ال'لماذا همْ و ليسَ أنا'
***
مهْما حاوَلْتُ السَّيْرَ بجانِبِهِ بنفسِ السُّرعةِ لم أنجحْ في أن أبقى حِذوَهُ لثواني يُمكِنُ احتِسابُها، فإمَّا أنْ يسبقَني بخطُواتٍ بسبَبِ شُرودي و إمَّا أن أسبِقَهُ بخُطُواتٍ بغيةَ طردِ تلكَ الأفْكارِ الجُّنونيَّةِ التِّي جعلتْني أشرُدُ بسببِها من عقلي
"أخبِرْني عن برْمودَا جونكوك"
طرَحْتُ سُؤَالًا إنكارِيًّا هدفي منْهُ هوَ فقطْ تشتيته، و الآخرُ لمْ يخيِّبْني بلْ شرعَ يزْعِجُ رأْسي و يصيبهُ بالصُّداعِ جراء مدِّي بمعلوماتٍ سبقَ و أن سمِعتُهاأنصت إليهِ بإمعانٍ عنْ عمدٍ، أطلتُ الانتظار و التحمُّلَ فقطْ لشَحْنِ نفْسي بطاقةٍ و جُرأةٍ لفعلِ ما أنا مُقدِمٌ عليْه...ضربُهُ على رأسِهِ بحجَرٍ أخفيْتُهُ أسفلَ معْطَفي سلفًا و جرُّ جسدِهِ إلى أن أصِلَ إلى وِجْهَتي، التِّي تلاعبْتُ بقُفلِها بفضلِ صفيْحاتٍ شفَّافةٍ و رصاصٍ من قلمي الذَّانِ استعْمَلتُهما في رفعِ بصماتِ لاليسَا خلْسةً، و تمَّ تقديمُ جسدِ شخصٍ آخر كقُربانٍ إلى جسدي الذِّي لا يستحقُّ
***
الوِحْدَةُ ليْسَتْ أن تكونَ بمُفردِكَ حرفيًّا، بلْ الوِحْدةُ هيَ أن تكون بينَ الآلافِ بينما مُؤنسُكَ هوَ ضميرُكَ الذِّي يقيمُ معكَ حوارًا داخليًّا و ذراعاكَ اللتان تحاوِطانِكَ بلُطفٍ لمدِّكَ بدفءٍ ذاتيٍّ يخفَّفُ عليكَ شدَّةَ الفراغ
حالتي الآن هي خيرُ مثالٍ حيٍّ على ما أقوله، أسيرُ بينَ الكثيرين و جميعُهُمْ يتجاهلونَني، دونَ أيِّ استثناءٍ فحزَّ ذلكَ في نفسي
أنت تقرأ
جَلِيدٌ هَشْ: رِحْلَةٌ اللَّاعَوْدَة
Fiksi Ilmiah~لستُ ضعيفا بل أنا فقط جشِعٌ، إلى درجة كوني لا أمانع أن أكون فأر تجارب لآلاتي~ ﴿كيم سوكجين﴾ ﴿لاليسا مانوبان﴾ بدأت في: 8/08/2019 *مشاركة في مسابقة "أسوة" لسنة 2019 في فئة الخيال©