ما هُوَ الكابوسُ الحُلو؟هُوَ ذاكَ الذِّي يطرُقُ بابكَ بعْدَ أنْ انْتظرْتَ طويلًا زيارتُهُ مُخيِّلتك و اشْتَقْتَ كثيرًا إلى أبْطالِه، هُوَ ذاكَ الذّي يُجْبِرُكَ على السُّكونِ و الصَّمْتِ للتلذُّذِ بلحظاتِهِ القصيرَة بصدْرٍ رَحِب.. أيْضًا قدْ يأْتيكَ مِنْ حَيْثُ لا تدْري و لا تترقَّبْ، وقْتَها سيكونُ بِمثابَةِ صفْعَةٍ صادِمَةٍ تليهَا قُبْلَةٌ دافِئَةٌ مُزيلَةٌ لألمِ الصَّفْعة
ما هوَ الكابوسُ المُرُّ؟
مُشابِهٌ لِما سبَقَ و الفرْقُ يكْمُنُ في كوْنِ شخصيّاتِهِ لم تكُنْ مُنْتَظَرَة، غير مرغوب بِهَا، مهمَّشَة، مُفتعلَة للخراب، غير إنْسانيّة
و الأسْوأُ من كلّ هذا أنَّهُ يُجْبركَ على السُّكونِ و الصَّمْتِ.... و أنْتَ مُسْتَيْقظ!*
*
*
رفَعْتُ حاجِبي الأيْمَنَ عالِيًا بتعجُّبٍ، أتفحَّصُها مِنْ رأْسِها إلى أخْمُصْ قدمَيْها مُلاحِظًا أنَّها كانَتْ مُخْتَلِفَة، لا ترْتَدي أطْرافًا آليَّةً أوْ عدسات...جميل!
ثمَّ لمْ أمْنَعْ نفْسي عنْ سُؤالِها
"أنتِ مَلِكَةُ البشَرِ و ال...نمسيس...هذا إسْمُهُمْ صحيح؟
إذَنْ لِماذا البشَرُ يخافونَهُمْ؟ أليْسَ واجِبُكِ كمَلِكَة أنْ تُحقِّقي للجَّميع السَّلام النّفْسي و التَّعايشَ وسَطَ ظروفٍ آمِنَة و أجْواءَ هادِئة؟""هُمْ لا يخافونَهُمْ بلْ يتقاسَمُونَ الأرْضَ معهُمْ، و ليْسَ كلُّ منْ يخْطو نفْسَ الأرْض التِّي تخْطوهَا أضْعَفَ مِنْكَ و لا يُشَكِّلُ تهْديدًا لكَ صحيح؟"
كدْتُ أنْ أفْتَحَ فمِي لأَهبَها ردًّا يكْسِرُ ثِقَتَها و ينْفي صِحَّةَ ثرْثَرَتِها التِّي لمْ تُقْنِعْني و لكِنَّها أشارَتْ بِيَدِها إلى 'النّمسيس' بِجانِبي لأشعرَ بِيَدٍ ذاتَ أظافِرَ طويلَةٍ دغْدَغَتْ عُنُقي وَ هيَ تشدُّ شعْري إلى الأسْفَلِ فاتَّعَتْ عيْنايَ بِصَدْمَةٍ كردِّ فعْلٍ طبيعيٍّ على ما حَصَل، و ما ضاعَفَ صدْمَتي و زادها سوءًا كانَ ذلِكَ السَّائلُ الحارُّ الذِّي سُكِبَ الكثيرُ مِنْهُ على عيْنيَّ
سقَطْتُ على جانِبي الأيْسَرَ أفْرُكُهُما بِعُنْفٍ و أصْرُخُ بهسْتيرية لأُخفِّفَ عنِّي ذلِكَ الألَمَ الحادَّ الذِّي يُقطِّعُ مقْلتيَّ إربًا إربًا لكِنْ دونَ جدْوى، و فجأةً توقّف الألمُ و انْسحبَ من جسمي كالشَّعْرة من العجين
فتحْتُ عيْنايَ و جزعْتُ ممَّا رأيْتُ لدرجَةِ أنَّ دمائِي التِّي ثارتْ بداخِلِ جسدِي بعنْفٍ شديدٍ دثَّرتْني و أنا فاقِدٌ لجميعِ الأحاسيسِ بما فيها البرْدُ من الأساس
أنا أراهُمْ، أسْمعُ صوْتَ رفْرفةِ أجْنِحتِهِمْ و كمْ كانَ مُزْعِجًا!
أجْنِحَتُهُمْ المقعَّرةُ المتدلّيةُ منْها مِجسَّاتٌ مشوَّهةٌ سوداءُ مغطّاةٌ بسائلٍ أسْود لزجٍ كريهِ الرَّائِحَة بدتْ غيْرَ كفيلَةٍ بحمْلِ أجْسادِهِمْ المقوَّسةِ و لكنَّها نجحتْ و جعلتْهُمْ يطيرونَ على بعْدِ متْرٍ فقطْ منَ الأرْضِ و كأنَّهُ محرَّمٌ عليْهِمْ أوْ غيرُ مقدَّرٍ لهمْ أن يكونوا واطِئيها بأقْدامِهِمْ الدَّميمة، أعْيُنُهُمْ حمْراءُ بالكامِلِ دونَ أيِّ بياضٍ يخفِّفُ منْ حدَّةِ نظراتِها الثَّاقِبَة المثيرَةِ للخوفِ و تهيُّج الأجساد، أمَّا عنْ أشْكالِ أجْسامِهِمْ فقدْ بدتْ لي أنّها لا تشبِهُ خاصَّة أيِّ كائنٍ وقعَ عليهِ بصري يوْمًا، فقطْ هيَ مقوَّسةٌ بشدَّةٍ عنْدَ منْتصفِ العامودِ الفقرِيِّ مع أرْبعةِ أطْرافٍ موْصولةٍ بهَا و قدْ تمكَّنتُ بصعوبةٍ منْ عدِّ أصابعِها المُتلاصِقَة بسَبب تلْكَ الحروقِ الخطيرةِ المنتشرَةِ هنا و هناكَ فكانوا تقْريبًا ثمانيةُ أصابعَ لكلِّ يدٍ و ساقٍ
أنت تقرأ
جَلِيدٌ هَشْ: رِحْلَةٌ اللَّاعَوْدَة
Bilim Kurgu~لستُ ضعيفا بل أنا فقط جشِعٌ، إلى درجة كوني لا أمانع أن أكون فأر تجارب لآلاتي~ ﴿كيم سوكجين﴾ ﴿لاليسا مانوبان﴾ بدأت في: 8/08/2019 *مشاركة في مسابقة "أسوة" لسنة 2019 في فئة الخيال©