توجهت لـ الشقة و أنا اقود سيارتي بـ جنون
معقولة يتحاشى الحديث ؟ معقولة له يـد
بهذا الأمر ؟ بمجرد افكر فيها رجل كبير بالعمر
و والد اعز اخواني ، دائماً ما وقف معي وساندني
كيف له ان يفعل مثل هذا الفعل ، ان يظلم بشراً
ان يقتل روح ، ان يساهم في التغطية على مجرم .
بحثت عن هاتفي وانا انوي الاتصال في كمال لـ يستخرج
جلال من تحت الأرض ويحظره لي ، فجأة لمح في رأسـي
صورتها و تلك الدمعات تقف على عتبات اهدابها تنـوي
الهبوط على انعم بقعتين ، تلك النبرة و الحرقة الدفينة
لماذا شعرت بأنني المسؤول ؟
لماذا اود الوقوف خلف كل هذا ؟
لماذا اجهد نفسي واكافح لـ شخص انا لا اعرفه حتى ؟
ما خطبي ؟ لماذا انا مهووس الآن ؟
وكل ما اود فعله هو رؤية جلال و الثأر منه ، لطالما
استفزني ذلك الـ##### حتى ابن خاله ( هتآن ) لم
يكن يلبث معه في نفس المكان لـ دقائق ، انسان بغيض
ومن رآه او عاشره فهم سبب هذا ، فـ هو وحيد والدته
الفقيران ، و خاله ( عبدالحكيم ) والد هتآن يصرف عليه
من نقود من ؟ من نقود زوجته ( خالتي نهله ) امرأة الأعمال
التي وكلت ابنها الوحيد بكل اعمالها لـ سبب واحد انها لا تثق
بـ زوجها الفاشل وظيفياً و عملياً بكل جدارة !.
وصلت وانا انزل وعيني على المواقف لم يكن
قد أتى هتآن ، دخلت وانا اتوجه لـ داخل صعدت
المصاعد وانا اجهز عباراتي التي انوي ان اقنع ميلآف
بها هي تدعني بمفردي مع ملآك ، فتح المصعد وانا
اخرج لـ اصدم بحال الممر ، كان اكياس طعام مرميه على الأرض و الباب مفتوح ، وايضاً باب اخر ، توجهت له وانا
اجهل ماهو ، طليت كان شبه مخزن بـ اثاث وكراتين .
متى فُتح ؟ اغلقته ، وانا ارفع الاكياس عن الارض و ادخل
كنت اتلفت المكان هادئ ، توجهت للمطبخ وانا ادعي
الا تكون ميلآف اصطحبت اختها وخرجت للمجهول .
حسيت بـ حركة بالصالة ثم صوت التلفاز يعلى بـ شدة
و اصوات مختلفة ، تارةً اخبار و تارةً اغاني و اخرى غريبة .
خرجت لـ اجمد ويتوقف قلبي عن النبض
لـ ثواني بل لـ دقائق بل لـ لـسنين و سنين
لم اعدها ولم احصها لكنها كافية ان تحط
من ثقل عقلي ، و تقطع نفسي ، وتنهي رغبتي
في النظر لـ اي شي غيرها ، هي فقط الوحيدة .
تقف في منتصف الصالة بـ بنطلون اسود بالي
لكن ربما جسدها الجميل ما زينه ؟ وبلوزة زهرية
تتناغم بشكل عجيب مع لون بشرتها الملفت بشدة
بأكمام قصيرة ، يغطي ظهرها خصلات الشعر المتناثرة
على ظهرها و كتفها الأيسر بـ فوضى لم ارى اجمل منها
يسارها على خصرها الجميل ، و يمينها تمسك بـ ريموت
التلفاز الكبير ، قطعت تأملي لـ اروع لوحات الخالق وهي تصرخ .لحظة وكأنها تذكرت وهي تغطي فمها وتضرب جبينها
اختبئت خلف الثلاجة ، وعينيّ تراها متوجهة للباب .
لحظات وانا اسمع صوت الباب يتقفل ، لـ تعود
بسرعة لـ الصالة وهي تقبض كفوفها بـ خوف و
توتر ، لما حتى لـ امسك بـ نفسي ؟ خرجت من
خلفها وانا لا انوي اخافتها لكن لم اجد طريقة
افضل ، لفت بسرعة بعد ما همست : ملآك .
أيه ملآك أسم على مسمى ، ملآك على الأرض
يمشي و يتنفس ، يصدم و يبدي مشاعره بطرق
غريبة تشغل فكري وتثلج قلبي ، ملامحها لا تُرى
الا بالجنة ربما ؟! لكن هي امامي الآن .
انفرج ثغرها الصغير المورد وهو يطلق صرخة ثقبت
اذاني ، ما لبثت ثواني حتى سحبت المخدة الجانبية
وهي تغطي نفسها بها ، فتحت عيوني بـ صدمة كانت
قد تكورت و وضعت المخدة امامها لكي تسترها ..مني.. الصراحة ما سيطرت على نفسي انفجرت
اضحك على شكلها وهالمخدة ما سترت
حتى كامل وجهها ، لكن ظرافتها جعلتني
اضحك صرخت بـ نبرة خايفة : اطلع برا يا قليل الادب .
اقتربت وانا اجلس بجانبها ، صرخت بـ صدمة
و ملامحها محمرة بـ شدة : يا وسخ كيف تجلس جنبي ؟!.
ابتسمت : كيف اجلس بجنبك منتي شايفة كيف اجلس ؟!.
عقدت حواجبها و بـ دلاخة ما شهد مثلها : هاه !.
سايرتها وانا امد ذراعي على طرف الكنبه : زي منتي شايفة
يا طويلة العمر اجلس على ##### ، زي ما انتي جالسة .
اتسعت عيونها وهي تصرخ بقوة وترميني
بالمخدة على وجهي : يا وسخ يا قليل الادب
اطلع برا كيف تتكلم كذا ممميييلآااااافففففف .
فرآس بـ ضحكة : مو صدق يعني ؟ مو الأوادم يجلسون كذا ؟!.
تناولت المخدة الثانية وهي ترميني ثم انهالت
علي الوان من المخدات ، وانا ميت على شكلها
بـ نفس متقطع وهي تتجاوزني : بدق على الشرطة .
زاد ضحكي وانا اراقب شكلها وهي تتوجه لـ داخل
تبعتها بسرعة وهي ترفع جوالي من فوق الطاولة
و هي تفتح الشاشة وتناظر ثم لفت لي بـ فهاوة .
ملآك : افتح لي جوالك .
وهنا فعلاً ما قدرت امسك نفسي وانفجرت ضحك
و انا اراقب ملامحها المصدومة ، خرجت بسرعة
وهي تسحب عبايتها من العلاقة وترتديها بـ وسط
الصالة ، تبعتها بعد ما مسحت دمعي ، سحبت
ذراعها وانا اساعدها تلبس عباتها ، صرخت وهي
تتراجع للخلف و رأسها دخل مكان الكم : وخخرر والله بقول لميلآف ، اصلاً هي قالت لي انك مجنون بس ما صدقتها .
عدلت الجملة : المجنونة قالت اني مجنون ؟.
اخيراً وصل رأسها لـ مكانه وهي تلبس الطرحة بسرعة
وتلف لي : يا حيوان لا تقول عنها مجنونة .
راقبتها وهي ترتدي حذائها بشكل مقلوب و تتوجه للباب
تبعتها وانا اناديها : ملآك .
ما ادري اذا هي دلاخة ولا عدم وعي بس ردت بسرعة : هاه .
فرآس : وين رايحة ؟!.
ملآك وهي تفتح الباب وتخرج وهو خلفها : عند ميلآف .
ابتسم : وين ميلآف ؟.
لفت لي بسرعة ، و بـ فهاوة : مدري شفتها ؟!.
اهخ ما عدت اتحمل ، امسكت بـ كفها وانا اسحبها
خلفي صرخت بـ صدمة : يييممماااععهههه وخر وش تسوي ؟.
دخل واغلق الباب وهو يسند جسده عليه
ويتكتف وعيونه عليها بـ بسمة غريبة : اكيد
ميلآف طلعت تجيب عشاء .
دفعتني عن الباب : لا الباب دق وهي
راحت تفتح ومعد شفتها من بعدها .
لحظات ثم ضربت صدرها : ااننخخخططففتتت اختي .
امسك بأكتافها وهو يلفها له وينحي نحوها
و ينطق بـ هدوء وعيونه بعيونها : جيبي جوالي من الغرفة .
ركضت فيما انطلقت منه بسمة هادية وهو
يضع يديه بـ جيوبه ، لهذا ميلآف تتحكم بها .
خرجت وهي تناولني جوالي ومحفظتي ، اخذتها
وانا اتصل في هتآن ، مكالمة كاملة لم يرد !!!!!؟.
جلست وانا اعيد الأتصال لـ يرد بعد ثلاث رنات
بـ صوت غريب مبحوح ، باغته : وينك ؟.
رد : بالطريق .
فرآس بـ شك : مُهند معك ؟!.
سكت ثم أردف : ههه ايه معي .
قفل وهو يرفع رأسه لها كانت واقفة وعينها عليه
ابتسم وهو يخفض رأسه : مع هتآن .
تخصرت : وبعدين معه خويك ذا كل شوي ياخذها ؟!.
فرآس : مدري بس ممكن حل الصلح و رايحين ياخذون عشاء .
بـ هدوء : ليش دخلت ؟!. فرآس : لقيت الباب مفتوح و استغربت و دخلت .
جلست على ابعد كنبه : فرآس .
رفع رأسه بسرعة وهو يناظرها : سمي .
شبكت كفوفها : بتساعدنا ؟!.
همس : في ايش ؟!.
زفرت وهي تنزل رأسها : بـ معنى اصح
بتساعدني بموضوع ميلآف او لا ؟.
فرآس : اي بساعدك .
همست : ما ابيها تستمر على هالوضع ترى .
فرآس : كيف تبينا نقنعها ؟ انتي اكيد ادرى بأختك
ما ابي اتناشب مع انسانه عنيدة مثلها ، اقنعيها
بـ هدوء تترك هالموضوع ، وانا بحله صدقيني .
رفعت رأسها : فرآس هي ما تبي احد يشفق علينا .
وقف وهو يفرك جبينه : مو شفقة هذا حق .
نزلت رأسها لـ تتغير نبرتها : وش تبي مقابل مساعدتك لنا ؟!.
ابتسم وهو يجول عيونه بالصالة بـ هدوء
لـ تحط على جسدها النحيل البعيد عنه
بـ هدوء : حالياً ما ابي شي لين اتأكد من شيء .
رفعت رأسها بـ صدمة من كلمته ، شعر بأنه يفقد
ثقتها به رويداً رويداً ، نطق بسرعة : اكيد باخذ مقابل
بس مو وانتم بذي الحالة انتظر يتعدل وضعكم .
نزلت رأسها بـ هدوء : في كل الأحوال شكراً لك .
أبتسم وهو خارج : مو على اساس اني مجنون ؟.
ابتسمت وهي تفرك كفوفها بخجل : يحق لي خوفتني .
أنت تقرأ
رواية حقيقة خلف سياج الانتظار
Romance- ••••••••••••••••••• ~ أنا هُــنا ~ . تحت أنقاض العجز الدائم و تحت أمال الأطفال المسروقة و بجانب أسوار الحقول المحترقة و على ضفاف الأنهار الجــافــة ؛ تُولدُ في ميدان المآسي باكيه تـحكي لأيامهــا تنهيدات أُمٍ ساهرة يداعب خدها نسمات ليل باردة ت...