قفلت السماعة و ما هي الا ثواني وانطق الباب
و انفتح لا اعلم كيف هربت ، لكن ما كان لي سبيل
سوى النافذة الواسعة ، تمنيت لي جناحين و احلق
خارج المكان ، تقفل الباب وانا لا اعلم هل هو بالداخل
ام لا ، لكن بمجرد خرجت تلك الحروف
تيقنت انه بالداخل لكن ليس بداخل المكان
فقط وانما بداخل اعماقي ، و إلا لماذا جُـن
قلبـي و نبض بسرعة ؟ لماذا فُـجِـع وكأنـي
لـأول مرة أسمع بها اسمي من مخلوق .
حاولت استجماع قواي وأنا التفت ناحيته كان
مثل فيلم مصري قديم ، كل ما يرتديه هو السواد
و مع لون بشرته الغريب المغاير ، حدث ماهو ممنوع .
زفرت وأنا اغمض عيناي واشوش الرؤية قليلاً
أشرت له ان يستريح : تفضل مُهند نورت .
همس بـ غرابة : شكراً .
جلس وهو يتلفت على ديكور المكان ، وأنا اخفض
رأسي متهرب من هذا المنظر لكن لم اكن لألبث
لف لي و بـ هدوء : اسف على الجيه بدون موعد .
هتآن بـ هدوء مشابه يخفي من العواصف الكثير : لا ابد .
اخيراً التفت لي : متفرغ طيب
ولا مشغول وجيتك بوقت غلط .
لحظة صمت ثم همس هتآن : هذا افضل
وقت يجي فيه واحد مثلك ، لااا ابدد متفرغ .
عقدت حواجبها بـ عدم فهم و عيونه الحادة تزيد
من توترها ، شدت على كفها المعرقة وهي تبـلل
شفاهها بـ لسانها بـ حركة غريزية نطقت : انا
جاي عشان العرض الي كلمتني عنه بذيك المرة .
أبتسم هتآن وهو يمرر كفه على شاربه : اييييه وليه طولت ؟.
زفرت وهي تتجنب اي التقاء بالنظرات : كنت
اضبط وضعي مع المدرسة وكذا .
وقف وهو يتركه كرسيه خلف المكتب ويتوجه
للكرسي المقابل لها ، جلس وهو يراقب ملامحها
بـ نظرة غريبة : وكيف لقيت مدرسة ؟.
ازداد توترها والسبب نظراته المميتة : ايه الحمدلله وماشي فيها ، وحاب اشتغل برضو عشان يكون في دخل اكبر .
أبتسم : ايه اكيد .
رفعت رأسها واخيراً وهي تستنكر اسلوبه معها
نطقت بـ عدم فهم : اايييهه وش بيكون الشغل ؟!.
انطوت ملامحه و هدأ لـ دقايق وهو يفكر بـ جدية
وش كان بيعطيه من شغل و كيف يخلي واحد متدرب
بلا شهادة او شيء تحت نظره ، ارتفعت عيونه خلفها
كانت تجلس منال على المكتب وهي تناظر ميلآف
بنظرة غريبة حادة ، أبتسم اخيراً ، وهو يوقف ويتوجه
لـ مكتبه ويستخرج اوراق معينة من احد الادراج .
عاد لها وهو يجلس ويضع الملف الضخم امامها
زاد استغرابها من تصرفاته وهدوئه الي زاد الجو
توتر و رعب ، قطع الصمت وهو يناظر بـ وسط عينها .
هتآن : افتح هالملف و رتبه بوضوح على حسب
البيانات و الطريقة الي تناسبك من ناحية البيانات
اعطيك نص ساعة ، واذا انتهيت وشغلك تمام اعتبر
نفسك موظف بـ هالشركة بـ شهادتك .
قطعته : واذا مو تمام ؟!.
هدأ لحظة ثم رفع رأسه وهو يتفقد ملامحها
" حتى لو مو تمام ما رح اعترض اكيد ".
اجاب وهو يرجع لـ مكتبه وعلى شفاهه بسمة
غريبة وهو يشعل احدى سجائره : نتفق بعدها .
ميلآف : وش الفايدة طيب ؟!.
اجاب وشعور غريب يملئ صدره : على اساسه بختار لك شغل.
فعلاً طريقة مجدية ، فتحت الملف وهـي
تتفقده كان بيانات و حسابات لـ دخل الشركة
و مبيعاتها في السنتين الماضية يعني تاريخين
قديمة لماذا يعطيني ؟ و عدد الفروع المباع
لها و معلومات البيع مع الاسعار و امور كثيرة تنهدت
بـ تعب كيف بتفهم بـ هذي الأمور وهي ما تعلمتها
و كيف رح تبدأ ، قررت تبدأ بحسابها من تاريخ محدد
وهي مصدومة من كمية التغير ، رفعت رأسها " هذا دخل
شركته و يدور على وحده زيي تشتغل عنده ؟!! بديت اشك فيه منجد " جلس هو الأخر على مكتبه و هو يسحب
السماعة ويأشر لها : وش تشرب ؟!.
كانت منشغلة بالأوراق كلياً : شكراً مابي .
هتآن بـ استمتاع وعينه عليها : ادريس كوبين قهوة من نوعي .
رفعت رأسها له وهي تعقد حواجبها بأستغراب من طريقته .
بــعــد مـرور نــصــف ساعة .
رفعت رأسها بـ تعب وهي تدلك عنقها بـ ارهاق
مر الوقت ولمّ تنجز سوا الربع من العمل ، رفعت
رأسها كان يقف عند النافذة الكبيرة يساره في جيبه
و يمدينه تمسك بـ كوب القهوة و بين اصبعيه سجارة
يشتعل اخرها ، لـ لحظة تأملته ، لا يبدو مثل المدراء
المتوقعين لا شكلاً ولا اسلوباً ، كان يرتدي
مثل بدلات الاجانب ، توقعته يرتدي الثوب
لكن لا انكر ان شكله بـ هذي البدله كارثة متحركة
حسيت بـ وخز في قلبي ، وعيني تتأمله لماذا يساعدني
و وش فائدته من هذا الأمر بـ النسبة له لا يعتبر مستفيد
فأنا بدون خبرة او شهادة مطلوبة ، معقولة فرآس طلب منه
هييي بلا دلاخه يا ميلآف فرآس لو درى اني طالعه بـ هالشكل
ذبحني ، مسوي فيها ولي امر ، لكن بسيطة
بس الاقي اول مرتب من شغلي و بحياته يحلم
يشوف ملآك و يستغل ضعفنا ، يظنني ما افهم
نوعيته الي تستغل كل المواقف ، والكارثة ملآك
مصدقته من كل قلبها ، اما هذا فـ هو العكس لا
اقول بأنه الأفضل ، لكن لا اظنه من نفس طينة
فرآس المنتهز للفرص بل على العكس هو من يعطي
الفرصة ، لـ لحظة ألتفت وانا مو منتبهه وقعت عيني
في تلك المحاجر الحادة القاتلة ، رجف كامل جسدي
و دماغي معها ، غغغببيييةةة يا ميلآف غغببييةةة .
تحرك متجه لي لا لا لا ، يربي اكيد انتبه ، وش سويت انا
المهم ما اتوتر المهم ما اتوتر لازم ما اتوتر ولا رح يفهم
كل شيء ، اقترب وهو يبعد الأوراق المجاورة لي
ويجلس بـ جانبي على نفس الأريكة الجلدية حاولت
تشتيت توتري وانا اعود لـ الاوراق ، كان قريب جداً
و فوقها رائحة سجائره كتمتني بـ زيادة ، قطع السكون
وهو ينطق : انتهى وقتك .
بـ نفاذ صبر رميت الورق وانا اوقف : هتآن انا اعتذر
بس شغل مثل كذا ما اقدر عليه دسم بالحيل وبعدين
هذي تواريخ قديمة معقولة تحتاجها هاللحين ؟!.
وقف هو كذلك وهو يعقد حواجبه ، كانت المسافة
بيننا ضئيلة و توضح لي سبب من اسباب هيبته هو
هذا الطول الفارع ، عدت للخلف والأوكسجين يقرر
التخلي عني ، نطق بـ هدوء : علامك للحين ما شفت شي !.
قطعته : ما يحتاج تشوف لـأن رتبت الربع
بس و فوقها ترتيب يفشل ، انا مو لذي الأشياء .
تقدم خطوه وهو يضيق نفسي اكثر و ظله يغطيني
نطق بـ هدوء : مهند علامك ؟! ما توقعتك تستسلم
بسرعة كذا ، ترى هذا شغل الشركات دائماً دقيق ومرهق .
زفرت بـ ارهاق : اسف بس عطني شي اهون
او اذا كل الشغل عبارة عن كذا ، انا طالع .
سكت لـ فترة وهو يناظرني بـ نظرة غريبة مخيفة
اقترب اكثر ، و كفه تمتد ناحيتي ، تشنج دماغي
و يده تمتد لـ خدي كانت كفه الضخمة الدافية
ترتسي على جلدي ملامسة له ، سرى فيني تيار
نفض جسدي كامل ، وش يسوي هذا ؟!.
انخفض وهو ينزل لـ يناسب طوله طولي و ينطق
بـ نبرة غريبة و عيونه المخيفة ترمقني : كمل شغل
حتى لو ما عرفت ما بتركك تروح . " اااييييششش !!!!!! " هذا ناوي يذبحني المصيبة
جسدي جسدي ما يسعفني ، احاول الهرب ، التحرك
ضرب يده ، الأبتعاد ، لكن كأن من صُب أسمنت على
ساقيه ، احس بـ شيء ينكزني بـ خدي وحرارة غريبة
و المكان تحول لـ دوامة سوداء ، فجأة بسرعة وهو
يعود للخلف و ينحني ، بدأ يكح بقوة فجأةً ، بشكل
قوي حسيت حنجرته جُرحت ، تحنط اكثر وانا اراقبه
تغيرت ملامحه و احمر وجهه و هو يأشر لي على شيء
خلفي ، بالكاد تحرك عنقي لـ التفت لمكان ما يأشر
واخيراً استوعبت ، كان يستنجد بي ، ركضت للجهة
الاخرى من مكتبه وانا اسحب كوب الماء توجهت
له وهو يرتمي على الكنبة بـ تعب ، و نزوته لا زالت
مستمرة و وجهه محمر بشكل مخيف وعيناه تدمع بشدة .
ناولته الكوب وانا اساعده يشرب كان يكح بشكل
مخيف ، للحظة انتابني شعور مخيف ، هدأ ثواني
وهو يسحب الكوب ويشرب ولا زالت كفي عليه
شد على كفي حيل حاولت الفرا بدون جدوى
انهى الكوب في رشفة واحدة وهو يزفر بقوة .
بـ خوف نطقت : هتآن علامك ؟ بسم الله خوفتني .
كان يضع كفه على صدره وهو يضغط
عليه وكأنه يتألم ، حاولت مساعدته وهي
تجهل ما خطبه : ايش ! وش يألمك ؟.
هز رأسه و وجهه يصفر ، وقفت وهي تنوي طلب
العون ، جاهله لـما حل به ، خرجت وهي تنادي
السيكرتيرة ، أرتفعت كفه وهو يخبط الكنبه محاولاً
ايجاد ما يستند عليه وقعت يده على حقيبتها زفـر
وهو يلقط نفسه وكأنه كان في سباق ، لف لما وقعت
يده عليه وهو يسحبها ، لا شعورياً خطر بباله شيء
التفتت عيونه الدامعة بأتجاه الباب لكن لم يكن
يرى احد ، فتحها بـ هدوء وهو يخرج بوك اسود
مهترئ فتحه بـ هدوء وهو يستوي بـ جلسته ويضبط
نفسه وقعت عينه على النسخة الاخرى ، وهو يتفقد
ملامحه ، لمح الكرت العائلي وهو يخرجه بـ لـ يتجمد
لحظات طويلة لا يعلم مدى بقائه على تلك الحال
لا يعلم كم لبث ينظر لتلك الحروف و تلك التواريخ
والأسماء ، لم يعد يفهم ، هل لدى مهند توأم ؟!.
كيف لا تظهر معهم دائماً ما يرى ملآك فقط
و كان يظن طوال الوقت بأنهما وحيدان ارجع
الكرت و عيناه تظلله ، مسحها وهو ينتبه لـ مجموعة
الكتب داخل الحقيبة لكن لم يكن يقدر على اخراجها
بسبب وجود شيء اسود فوقها و ضيق مساحة الشنطة
المهترئة و سحابها يستنجد ، لفت نظره ورقة غريبة في
البوك استخرجها بهدوء وهو يفتحها و عيونه المنهكه
تدور على احرف الورقة الرسمية المتهالكة هي كذلك
لـ تشله الصدمة و توقف مجرى تنفسه
لحظات حسها دهر ، لأول مرة يشك في
علمه ، لربما هو لا يجيد القراءة ، او لربما
هي مجرد تخيلات واوهام تراوده فقط لا غير
سمع اصوات تقترب تيقظه من دوامة جديدة
وقع بها ، بسرعة طوى الورقة وهو يرجعها وحروفها
واعلى عبارة فيها تنحفر بـ صدره و ذهنه ، اعادها
وهو يستند و يوقف ، دخلت و انفاسها طايرة وخلفها
ذلك الكائن ذلك المخلوق الذي لا اعلم ماهيته للآن
تغلب القدر على عقلي و اوقفه لم اعد استوعب اي
شيء ، منال بـ خوف : استاذ هتآن عسى خير علامك ؟!.
تجاوزها بـ نظراته وهو يلف لـ ميلآف و بـ نبرة غريبة
مجروحة بسبب كحته الشديدة : انت خذ اغراضك والحقني .
خرج تاركهم خلفه ، و فعلاً تبعته
في المصعد كان يقف وعيناه تجوب
كل ملامحها و الدنيا تدور فيه وكأن
غمامة تحيط بـ عقله ، يحتاج و بـ شدة
لـ كأس يهدأ هذه الفوضى والتساؤلات
القاتلة ، بـ صوت مفخم نطقت : هتآن علامك طلعت ؟
وش فيك خوفتني ؟ بتروح المستشفى ؟.
فتح المصعد ولا زالت عيونه مثبته على
جسدها وهو يتفقد كل بوصة بها امتدت
كفه وهو يمسك بـ معصمها ، خرج من
المصعد وجُل ما يسمعه هو الصمت
الداخلي ، خالٍ من كل شيء داخله
الفراغ و حسب و تلك الحروف تدور
امامه و تترسخ بـ ذاكرته .
هذا علامه توجهنا للمواقف وهو يفتح
باب الراكب و يدفعني لـ داخل ، علامه
ذا عليّ ؟ وش يبي بعد ، ثواني وكان بجانبي
حرك بسرعة كادت تكسر رقبتي منها لفيت
له و قلبي ينغزني ، هذا مو طبيعي اليوم
نطقت بخوف وانا اشوف عداد السرعة
يرتفع و كأنه ينبأني بـ شيء ، نطقت بدون شعور
وانا اشوفه يتجاوز السيارات بـ شارع عام مزدحم
بشكل متهور : هتآن خفف .
و كأني لوحت امام ثور بـ خرقه حمراء صرخ بـ صوته
الرجولي بـ نبرة حجرت الدم بـ عروقي : ااننككتتمممم .
في شيء ! والله في شيء ! تسمرت في
مكاني و انا اتشهد من داخلي واصوات
البواري ترتفع ، تجمد انا كذلك ، ماذا
يحدث لماذا نحن في هذا الحال الآن
ماذا فعلت ؟ اغمضت عيوني بقوة هذا
وين موديني بعد دقايق توقف فجأة
وانفاسه تملئ ارجاء السيارة الباردة برودة
تنخر العظم و تقتل الروح ، كان يزفر بقوة
حتى التفاته له ما قدرت التفت ، لمحته
بـ طرف عيني ينزل رأسه على الدركسون
ما ادري وش جننه كذا لكن الي اعرفه ان
اليوم مو معدي على خير وهذي اللحظات
الأخيرة لي بلا شك او ريب .
مرت عشر دقايق كاملة وانا متحنطة رفعت
رأسي للمكان كان مكان مقطوع شبه فارغ
الا من محطة وقود بعيدة شوي ، لفيت له
ولا زال على حاله بأستثناء الجاكيت و ربطة
العنق كان راميها ورى ، نطقت والرجفة بانت
بـ صوتي : هتآن وش فيه ؟.
لا أعلم كيف وصلنا لهذي البقعة لكن ما اعلمه
انني استغفلت و بشكل كبير و ضُحِك علي لحد
لا يستهان به ، لا زالت رؤيتي مشوشه واستيعابي
ضعيف ، اذا كانت تلك شهادة وفاة و بأسم
( مهند محمد السالمي ) ، فالجالس بجانبي
الآن هي نسيخته ، توأمه ذات الأسم الغريب
و الحال الأغرب !!! ميلآف !!! حتى تردده لقلبي
غريب ، كيف اتت بجرأة مثل هذه ؟
كيف استحقرت عقول الكثير وهي
تخالط الجميع بـ هوية شخص متوفي
فقط لأنها تناسخه بالشكل !
كيف قدرت تتعايش بين الناس وهي
فتاة بـ عمر ٢٠ عام ، تاركه بيتها ودراستها
و خارج لـ الشوارع تكلم الرجال وتماشيهم
لعبة الحياة ؟ ليه ما فكرت فيها من قبل ؟
الهوية منتهيه من فترة وما تجددت ؟
التصرفات ! و النبرات ! الملامح الغريبة !
لف لها بـ عيون حمراء بـ شدة ، كأن من سكب
بداخلها دمائه ، ارتدت للباب و نظراته الحادة
تصلب شرايينها نطق بـ نبرة انتشلتها لـ تضرب
بـ قلبها الصغير اقسى صخور الحياة ومنحدرات
عمرها ، بـ نبرة ثابتة و نفس واحد : تــشــرفــنــا مــيــلآف .
اقوى صفعات عمرها ، اجتمع الدمع
بالمحاجر العسلية وهو يظلل حتى رمشها
الطويل ، تحجر الدمع بعروقها و قلبها ينزف
رجفت اوصالها من اخمس قدمها لـ اخر عروق
قلبها ، حتى نبرة اسمها اختلفت عند نطقه .
تثبتت عيونهم والتقت ابعد العواصم و الدمع
يشهد على مجرى الأمر ، كانت عيونه الحادة
المحمرة تفصل كل ملامحها و لونها المخطوف
و صدرها الي يرتفع ويهبط بسرعة وكأنها ملاحقة
من مفترسها ، بلا شعور ارتفعت كفها الصغيرة لـ
مقبض الباب بسرعة وهي توليه ظهرها لـ يسبقها
ويضغط زر الأمان ، هدأ المكان و كل ما يعترضه
هو صوت انفاسهم لحظات غريبة ، توقفت فيها
كل حواس ادراكهما ، لفت له وهي تنطق بـ رعب
وضح في كل تفاصيلها : افتح .
كان لا زال على حاله رأسه على الدركسون لكن
لاف لها ويتأمل كل بوصة فيها ، نطق بـ هدوء
وهو يغرز خطافاته في اطرافها ويقيد حركتها
وفكرها : كيف مات مُهند ؟. انزلت رأسها بـ هدوء وهي تضغط على كفها
عمرها ما مرت بـ شعور يشابه هالشعور عرف
فرآس قبله ولا حست بـ هالشعور وهالخوف
لكن بمجرد عرف هو رعب الدنيا اجتمع بقلبها .
ارتفعت كفها الصغيرة و صورة مُهند الملقى بين
دمائه ، تعود و تستقر امام ناظريها لـ تهز كيانها
المتهالك ، مسحت عيونها بقوة وهي تتلافى النظر
له ، حست بـ حركته اتجاهها تجمد وأرتفع صوتها
بلا شعور و نبرة الخوف وضحت : وخخرر الله يخليك .
حست بـ قبضته القوية على معصمها وهو يلفها
له وبسبب شدها لـ ذراعها تألمت ، لم يترك ذراعها
حتى التفتت ناحيته وهي تناظره بـ خوف و صدمة
اقترب منها و هو ينطق : تــرجـيـنـي ؟!.
توالت صفعاته لها بـ عباراته وهو يرشقها بدون
تمهل او حتى تفهم ، بدون شعور ارتفعت كفها
الصغيرة لأعلى ارتفاع وهي تهبط موازية لـ خده
لــحــظة صمت طويلة ، لف لها وعيونه تثبتت
في عيونها و بـ نبرة غريبة نطق وصبره يكافح
للبقاء : هذا ثاني كف ، تتوقعينها بتكون بدون رد ؟. صرخت بقوة هزت ارجاء السيارة وهي تسحب ذراعها
منه ، و بلا شعور ارتفع بكائها و شهقاتها تقاطع صمت
المكان نفضته و بـ صراخ هستيري : اترركككنننيييي .
كانت نظراته مثبته عليها و كفه ممسكه
بـ معصمها بدون اي رد فعل ، نفضته وبصراخ
اعلى : اتركنننييييي .
قطعها بـ نبرة شلة نصف تفكيرها و عيونة فيها
لمعة غريبة نفضت قلبها اكثر : تـرجـيـنـي .
صرخت بدون شعور : و مين انت عشان اترجاك ؟.
بـ كل بساطة نطق : انا اجـلـك .
زاد ضغطه على ذراعها وهو يلفها له : ترجيني !.
صرخت بألم وهي تسحب ذراعها وتضربه بالثانية
لكن بلا جدوى : وخرررر ولا والله تندم لا تلمسني
والله لأوريك الويل شيل يدك بسرعة لا تخلني اندمك .
ارتفع طرف حاجبه : تندميني ؟!!! كونك مين ؟
من وراك ؟ كيف بتندميني ؟ من لك ؟ مين تكونين ؟.
انتفض قلبها وهي تشوف ملامح مختلفة كلياً
عن تلك السابقة ، نبرة غير ، بلا شعور و هي
مو حاسة بـنفسها جمعت ماء فمها وهي تكافئه
بـ" بصقه " من شفاهها الصغيرة ، واخيراً افلت
ذراعها وهي تعود للخلف و يدها متشنجة والدم
وصل لـ عيونها ، لفت لـ الشباك وهي تضربه بكفها
بكل قوتها ، لكن اكيد بلا جدوى ، قطعها ويده تنمد
على الطبلون امامها وهو يسحب علبة المناديل ويمسح
اعلى ثوبه ، لف لها وهو ينطق ولا زالت
نفس النبرة الشيطانية الغريبة تستحل
حنجرته : عقلك بـ حجم حبة السمسم وتبين
تواجهين العالم وتختلطين فيهم و تعيشين بيننا ؟.
ردت وهي تمسح دمعها : افتح الباب لا يجيك شيء
ما يعجبك افتح احسن لك والله .. والله اكسر سيارتك .
لف لها وهو يسترخي في جلسته ، و يخرج
بكت سجائره واضعاً لأحداها بين شفاهـه
وعيونه لا تفارقها ، اخذ نفس عميق وهو ينفثه
بـ فظاظه في اتجاهها : تكسرين سيارتي ؟ زي
ما كسرتي سيارة العيال الي خطفوك هذيك الليل ؟!.
زادت حمرتها وهي تجهل الكائن الجالس
امامها ، بـ صوت كاره : فرآس علمك الكلب ؟!.
ارتفع طرف شفته في استهتار بالتأكيد فرآس يعلم
والا كيف تزوج اختها ؟ الآن عرف لماذا كان يلتصق
بهم وبـ شدة ، نطق بـ نرجسيته الغريبة تلك التـي
فارقته لـ سنوات لـ تعود الآن وهي تحتل الموقف الصحيح
ارتفع طرف يده بـ طريقه مهينه لها : وش تحبين نبدأ فيه ؟
سرقتك لـ هوية شخص متوفي ؟ ولا تشبهك بالرجال لفترة
و اخذك وظيفة ؟ و لا ضربك لـ ابن عمتي ؟ ايه صح وش
مشكلتكم ؟. بـ نبرة احتقار : لا يكون اعتدى
على رجولتك بـ يوم زي ذوليك الشباب ؟؟.
دفعته : اتركني يا كلب .
ارتفعت حواجبه وهو يتمتم : كلب !!.
تناولت قارورة مياة وهي توجه رأسها لـ زجاج
النافذة ، وهي تضرب الزجاج بقوة ، تكتف وهو
يناظرها بـ نبرة مغرورة : لا خلصتي صحيني .
اراح جلسته وهو يغمض عينيه مستحضراً لـ النوم
ولا كأنه قام بأي شيء ، لفت له : يا حيوان افتح بسرعة .
لف للجهة الأخرى وهو فعلاً يسلمه نفسه
لـ سلطانه بدون ادنى تفكير ، وكأن الأمر مجرد
لعبة ، بعد استيعاب دفعته من كتفه : هيييهه تستهبل ؟!.
ابتسم بأستهزاء كبير ولا زالت عينيه مغلقة : لا تنسين
ضخمي صوتك ولا ما بصدق بعدين .
ابتسم بأستهزاء كبير ولا زالت عينيه مغلقة : لا تنسين
ضخمي صوتك ولا ما بصدق بعدين .
زادت نرفزتها و غضبها ارتفع بصوت كاره نطقت
و الدمع يتسلل لعينيها مجدداً : افتح الباب ان كنت
رجال ، و خل عنك هالسوالف الناس لها ظروفها وانت
تجي تحكم من دماغك كذا بدون تستوعب .
عدل جلسته وهو يلف لها بسرعة ارعبتها وينطق
بـ فحيح و سقف صبره ينوي الهبوط : شوفي يا بنت
اللذين ، سالفة رجولة وما رجولة اخرجي منها لا أعلمك
الطريق ، ثانياً انا ما حكمت انا انتظرك تتكللمين بس شكلك
ما تبين فـ بكيفك لكن نزلة من هالسيارة مو نازلة .
عاد لـ وضعه وهو يلف بـ وجهه للباب
طيرت عيونها مو مستوعبه حـروفـه
نطقت و غضبها يتصاعد اكثر : احسن لك تفتح
الباب والله لأفضحك والمحطة قريبة ترى .
لارد
صرخت : رجععننيي لششقةةة .
لارد
زاد صراخها : حيوان انت ؟ اصمخ ما تسمع ؟. لارد
جُن جنونها وهي تضرب كتفه بقوة لكن لا زال بلا رد .
مرت ربــع ساعــة وهي تقريباً تخاطب
نفسها منذ حين اخذه لـ غفوة و تحاول استدراجه
لكن بلا جدوى ، اخيراً انطلقت منها صرخه : صدقني لـ تندم
على قلة ادبك ذي والله لأجرجرك لين تصير تترجاني اننتت .
لا رد ، على نفس وضعه تقدمت بـ هدوء
نحوه وهي تحاول الوصول لـ جهة الباب
و ضغط على احد الازرار ، وعينها تراقب
صدره يرتفع وينخفض بأنتظام ، امتدت
يدها وهي تبحث على الزر اوقف نبضها
وتشنج دماغها و صوت هاتفه يقطع مخططاتها
فتح عيونه الي زادت حمّرة وهو يناظرها كانت
قريبة منه تثبتت السود الحادة عليها بـ نظرة
اوقفت شعر جسدها ، بسرعة عادت لـ مكانها
وهي تنتفض ونبضات قلبها على وشك التوقف .
أرتفع طرف شفته بـ استحقار وهو يرفع هاتفه كان
المتصل فرآس رفع الجوال وهو يضعه على سبيكر
و يلتفت لها : هلا فرآس .
فرآس بـ نبرة خوف : هلابك هلابك ... اااءء بسألك
ادري مالك شغل ... الزبددةة شفت مُهند اليوم شيء ؟. أبتسم بـ قرف وهو يجول عينيه بينها وبين شاشة
هاتفه و انفاسها ترتفع ، عاد لـ ينغلق وجهه بـ ضيق
وهو ينطق : مُهند بقبره الله يرحمه ، اما النسيخه
فأحنا بـ شهر عسل مؤقت ، و راجعين بإذن الله .
و قبل حتى يعطي ردة فعل اقفل في وجهه وهو
يرمي هاتفه عند قدميه بعد ان اقفله و يلف لها .
بـ أستهتار : هاه جاء وقت التوضيح ولا باقي ؟.
لحظة هدوء وهي تسحب نفس وعينيها
مغلقة : وش تبي مني ؟ هذاك عرفت مدري كيف
عرفت لكن خلاص ، رجعني و انسى من وجودي .
بأستهزاء : لااااء ما اقدر انسى منك ابد .
لفت له بـسرعة لـ يصدم بـ نظرة غريبة و هي
تدافع شهقاتها والعبرة تحرق حنجرتها نطقت
بـ كره : وللدد عمتك الـ#### صدم توأمي وقتله
و العدالة خرجت برا الموضوع عشان حفنة فلوس
لكن لا يظن اني بتركه بحاله والله والله ما ارتاح لين
اخذ روحه ، واذا ودك روح علمه ما عندي مشكلة .
بـ عدم استيعاب ، تمتم : مستحيل .
صرخت بقهر : لا مو مستحيل مو مستحيل عليكم
يا عيال الفلوس مو مستحيل ، لكن صدقني مو تاركته
لين اخذ بـ حق اخويه وانا ادري تدعمه وتغطي عليه
لكن صدقني لأجرجرك معه .
بدون وعي صرخ : دقيقه دقيقه وش تقولين انتي ؟!.
لفت له وهي تمسح دمعها بـ قهر من ضعفها : انتم الي
تركتوني بلا حيلة والله لأذوقكم نفس الشعور لكن انتظروا .
لحظة صمت غريبة ، و مشاعره زاد تعقيدها
انزل رأسه ، معقولة صدق الموضوع ؟ الصدمة
مو مخليتني استوعب شي ولا حتى افهم شي
ليه كلشي جاي فوق بعضه و متعقد كذا .
صارحتها : شوفي انا اعرف بلاوي جلال كثيرة وما يشرفني
اصلاً انه قريبي لكن انه يكون قاتل مستحيلة والله .
ردت بـ نبرة كره وحقد صريحة : ايوة اكيد بتدافع
عنه و بتوقف معه لكن صدقني ما اتركم بحالكم
لين اخذ حق اخوي منكم يا ظالمين .
بدأت تستشد حالتها وفعلاً تنهار الله العالم اني
ما اعرف بشيء و كل هالموضوع انا خارج منه
بس كيف اقنع طفلة صار الانتقام واخذ الحق
اسمى غاياتها ، صديت وانا اجهل ما انطق به
لذلك لربما خرجت للعالم بهيئته ، نطقت وانا
من كل قلبي اخاطبها صحيح راسها يابس لكن
مستحيل اتركها تلوث يديها وتنهي عمرها وتظلم
نفسها : شوفي يا بنت الناس انا مالي علاقة بـ جلال
مرة و تو رجعت البلد من اربع شهور يعني مدري اذا
الي صار صدق او لا لكن الاكيد ما رح تبرأه المحكمة
وهو قاتل اكيد لقو شيء انتي مو فاهمته .
صرخت بـ قهر : لا تبرر لي .
قاطعتها : ما ابرر لك لكن هالأمور اكبر منك وممكن
تكونين فاهمتها غلط ، مستحيل موضوع قتل يمررونه
عشان فلوس صاحية انتي ؟ بعدين ولد عمتي واعرفه
مطفر وان لقى ريالين صرفهم في زفته الي يشربه .
ميلآف : انت تبي تضحك بعقلي سنتين عايشه على
هالموضوع و ان قاتل اخوي حي و يدور الأرض ومتهني
بعيشته تبيني اصدق الحين انه ماله شغل والموضوع
زي ما تقول اكبر مني ؟ انتم اكيد تعاونتم وقتلتوه .
عقد حواجبه : يا ادمية وش تعاونا اقولك ما كنت بالبلد
قبل سنتين و فوقها وش عرفني بأخوك انا ؟؟؟!.
ارجعت شعرها لـ خلف اذنيها وهي تظهر لي
ما خفي من معالمها ، و كأن الشمس لـ تو
اشرقت ، رفعت عينيها وهي تناظرني و بـ نظرة
اوضحت لي ان الطفل اذا حقد ..... حقده عظيم .
ميلآف : والله ما اتركه لين اخذ روحه ولو فكرة بس
انك تساعده او تغطي عليه باخذ روحك انت كمان تفهم ؟؟!.
لفت للجهة الاخرى وهي تستسلم تاركه
لي تحديد وجهتنا ، عقلي صُلب وافكاري
تحجرت ، لابد من ان اقابل منعدم الفائدة
واتفاهم معه من غير المجدي اخذ جُل الأمر
من طرف اهل المقتول .
صحيح اني استهجنته من تلك الليلة الي عرفت فيها
ان جلال الـ#### يكون قريبه ، لكن ابداً لم يطرأ لي
انه قد يساعده ابداً ، وحتى الآن وهو يبرر لي لكن صدقاً
لم يخطر في بالي ابداً انه قد يساعده او يغطي عليه هو
اساساً انصدم ، لكن لابد ان احذر ، من الممكن اني ينقلب
الأمر كلياً ، حرك السيارة بـ هدوء بعد ان افشيت له عن
مخططاتي بدون حتى ان يناقشني ، افضل له الا يتدخل
والا احرقت روحه ، وصلنا للعمارة والوقت الآن يشير الى
اقتراب اذان المغرب ، فتحت الباب لكن لم يُفتح .
يارب .... لفيت له و بـ فحيح من بين سنوني : وش تبي بعد ؟.
زفر وهو يطفي السيارة كاملة و يفرك عينيه
بـ هدوء و صوت رزين نطق : ميلآف انتي لازم تتركين
هالموضوع من اصله ، و ترجعين لـ طبيعتك وتبعدين
عن حياة الشارع الي ما غير بتضرك وبس .
اغمضت عيونها بقوة وهي تسحب نفسي
واعصابها من اساسها تالفة : اهاااهه ... طيب افتح الباب .
رفع رأسه لـ تقع عينه بـ عينها و بـ حدة : اتكلم انا .
صرخت : يعنننييي وش تبغاني اسوي لك مثلاً .
امتدت يده بسرعة لـ شنطتها عند رجولها ارتدت
للخلف بـ خوف من تصرفاته ، انتبه اكن تجاهل وهو
يستخرج الشيء الأسود الذي تحسسه ولم يخب
ظنه كانت عبائة و طرحـة ، رماها عليها وهو ينطق
هتآن : البسيها .
ناظرتها ثم ناظرته وهي ترميها عند رجولها
و بـ نبرة حادة : افتح الباب لا نفتح قبرك الليلة .
كرر بـ هدوء : البسيها .
صرخت فيه : ماااالللككك شششغغلللل .
صرخ هو كذلك : اذاً تفاهمممي مع قسم الشرطة الليلة .
سكتت مصدومة و انفاسها تملئ ارجاء المكان
سحب هاتفه وهو يشغل مقطع الصوت : اروح من هنا على المركز اقولهم عن سرقة الهوية و نيتك في قتل شخص ، و عملك في قطاع رجالي وكل هبهبتك .. ساعتها طلعي نفسك منها واشوف كيف يا اخ ميلآف .
اتسعت العيون العسلية بـ صدمة وهي
تتمتم بـ وهن : تهددني ؟.
اجاب فوراً : ايه .
فتحت شفاهها في استعجال لـ تشتمه لكن
قطع عليها طرق على النافذة وهو يأشر بمعنى
"نزل القزاز" ناظره ثم ناظرها وبـ حدة غريبـة
شوهت نبرته : الحين تلبسين عباتك وحتى فرآس
ما تكشفين قدامه ، ولو بس عرفت انك رجعتي
لـ هوية اخوك صدقيني اخلص عليك .
ارتفعت حواجبها بـ صدمة و نبضات قلبها زادت
صرخت بـ صوت كاد يكسر زجاج السيارة : الله يـ#### ي كلب اطلع من حياتي مالك شغل فيني ولا لأحد شغلللل .
كرر وعينه مثبته على عينها : البسيها .
تثبتت عيونها العسلية في عيونه و هي لأول مرة
تقيد هكذا من جميع الجهات ، صُفِدت ، و كُفِنت
كيف لها ان تكون بلا حيل الى هذه الحد المُنهك .
برقت عيونها بـ لمعة والدمع يزينها محاجرها
انزلت رأسها وهي تسحب العباية بقوة وترتديها
نطق بـ هدوء : عشان تعرفين حياة الخارج مو بذي السهولة .
كُسرت
حُبِطت
حُطِمت
اختفت كل امالها ، وامتزجت بالسراب .
لفت تنوي النزول لكنه قطع عليها و بـ نبرته
الغريبة و هو ينوي مخاطبة عقلها : انا بتكلم معه ولو
الموضوع جد ، وكل شيء قلتيه صح صدقيني ما يضيع
دم اخوك وتاخذون حقه ، وحد الله يقام ، الحياة مو لعبة
لو بغيتي تقتلين احد رحتي وقتلتيه ، لا تستهترين بالوضع
لأنه مو مهزلة لو قضيتي عمرك بالسجن ولا قطعوا رقبتك
بعده ، في شيء اسمه شرع و قانون و حكومة مستحيل
يضيع حق احد بـ هذي الطريقة لو جمعوا فلوس الدنيا .
ليه لو يقول ان القمر مربع صدقته ؟
ليه لو يقول ان السماء خضراء صدقته ؟
ليه لما يقول موت اخوي مو مدبر بديت اغير رأيي
ليه لما يقول انه خارج الموضوع صدقته ، ليه ما
اشك فيه ليه ما افكر زي ما ابي ، ليه حتى عقلي
يعارضني ؟ ليه ؟.
لفت لي صاحبة اجمل عيون في عالمي المظلم
بعد ان شدت لثمتها وهي تمتحن قلبي المتهالك
وتنطق بـ نبرة غريبة : ليه تساعدني ؟.
انا نفسي اسأل هالسؤال ، انا نفسي ادور اجابته
ليه انا هنا ؟ وليه اقول هالكلام ؟ وليه قلبي يرفض
الابتعاد ؟ وانا الي كنت الوم فرآس .
زفرت وانا اصدقها القول : ما ادري .
نزلت وهي تجر رجولها تحت انظار فرآس المذهولة
دخل مكانها بسرعة وهو ينطق : وش دراـ......
قطعه هتآن بـ تعب : انقلع برا سيارتي ، ولا اشوفك
توطوط بـ شقتي ، تبي مرتك خذها بعد الزواج ان كنت رجال .
ارتفعت حواجبه بـ صدمه وكأنه لُطِم
لكن ليس هتآن من يتناقش بـ هذه الحال .
نزل مبتعد متوجة لـ سيارته وهو مصدوم منهما .
دخل البيت الواسع وهو يجر اقدامه
كانت تقف امامه بكامل زينتها وعينيها
تعاتبه ، تأملها و قد تكون اول مرة .
طويلة بـ جسد عارضة ، وملامح جميلة لكن عصرية
بـ ميك اب كامل وكأنها اظلت طريقها لـ قاعة زفاف
و فستان باللونين الابيض و الاسود ، لـ منتصف فخذيها
وهو يبرز مفاتنها وليس لـ رجل عذرٌ بها الا إن كان أعمى
لكن مهما حاول فـ ذلك لا يتحرك .
ليس ذلك الجمال الملموس الجمال الذي يقارب
القلب ، في حله رائعة لكنها لم تحرك عروق قلبه
لم تزلزل داخله ، لم تحرك ساكنه ، لم تستولي
على عقله بـ مظهرها ، تبدو كما يبدو اثاث منزله .
تخطاها وهو يدخل نطقت : هتآن كيف دوامك حبيبي ؟.
توجه لـ جناحه متجاهلها ، واحداث هذا اليوم
انهكته ، قطع دخوله لـ جناحه صوتها من خلفه .
ام هتآن : هتآن ممكن نتكلم ؟.
لف لها بـ ملامح التعب كان يستوليها : هلا يمه .
اقتربت وهي تفك ازرار قميصه وبـ نبرة حانية : كلمتني
منال عنك اليوم ، وش فيك يمه ؟ وش متعبك ؟.
تأمل ملامحها بـ هدوء ثم نطق وكفه تتلمس
وجهها : مافيني الا العافية يمه .
نطقت وهي تخاجل منه : شفته اليوم ؟!.
ارتفع طرف شفته في بسمه حنونة : لا لكن مصيره يجي .
زفرت : ان شاء الله ، خلص وتعال تعشى معنا .
بـ هدوء : عليكم بالعافية انا بتسبح واصلي
واطلع عندي شغل ضروري .
عقدت حواجبها : بس يمه توك راجع تعبان .
ابتسم وهو يتركها خلفه .
دخل وهو يرمي جاكيته ، توجه لـ الحمام اكرمكم
الله وهو يدخل كانت مخلصة كل الماء الدافئ اضطر
لـ الدخول تحت الدش البارد ، اغلق عينيه
لـتزاوره تلك الملامح الشامية المختلفة
عن الجميع ، المتوسدة في داخله على اثخن جدران
قلبه و اقربها لـ شريانه ، كيف استحلته و تخطت حدوده ؟
امتلكت داخله و زلزلت كيانه القوي
اذاً فـ ميوله ليس خطأ ولا ذنب فـ هي
انثى كما تمناها ، طائشة ، متسرعة
طفلة ، ساذجة ، لكن كل ذلك فـي
اطار عقلية رجولية بحته ، تنقصها
بعض الخبرات ولن تعد اخطائها
في الحياة بعد ذلك .
تذكر نزعاته و افكاره عنها ، شكوكه ، اوهامه
الي جرته من علياء قلبه و اوهنته ، بين شعور
الرضا انها الجنس الصحيح وبين شعور الرغبة
في البعد عن كامل الأمر ، تنهد بقوة وهو يحاول
طردها ولو مؤقتاً من دماغه لـ يهدأ داخله لـ دقائق
فـ حسب لا يطلب الكثير ابداً .
خرج وهو يجفف شعره كانت مستلقية على
السرير بـ مجرد شافته جلست وهو تضع رجل
فوق الأخرى لـ تكشف عن الاجزاء الباقية من
جسدها تحت خرقة القماش ، زفر وهو لا يملك
من القول شيئاً ، نطقت بـ دلع : تعبان ؟ اَمسجـِك ؟.
كأن من عصر ليمونة على شفاهه ، عبس وهو
يوليها ظهره : لا بس اطلعي بـلبس .
وقفت وهو تتوجه له وما جعله يعلم هو صوت
كعبها الذي لا يماشي الزمان والمكان ، لكن هذا
هو واقعها اليومي ، زفر وهو يحس بأذرعها تلتف
حوله اغمض عيونه وهو يحاول إمساك أعصابـه
همست من خلفه : ليه جسمك بارد ؟.
ابتسم بـ شماته : عشان حظرتك تسبحتي بكل الماي الدافي .
الصقت وجهها بـ ظهره : ااءء... اسسفة .
دفعها بـ كوعه وهو يبتعد ويأشر بـ كفه
لها : لجين اطلعي بلبس وراي شغل .
عقدت حواجبها : علامك مني هتآن ؟!.
رفع رأسه وهو ينطق بـ احتقار و طرف شفاهه
ارتفع في ازدراء لحالها : توك تنتبهين ؟!.
كشرت وهي تخفض رأسه خارجه وبهمس : مصيرك تطيح .
بلا سابق انذار سقطت كلمتـها كـ رؤيـة
امامه ، يجلس عند قدمي تلك المتسلطة
ذلك السياج العالي ، وهو يتوسل ان ترحم قلبه .
بلا شعور سحبها مع ذراعها بـ خشونة وهو
يدفعها على الجدار بقوة ، اطلقت صرخة
ألم صادقة ، فيما قطعها وهو يمسك بـ دقنها
بـ كفه و يضغط بقوة و بـ حدة : ععيييددييي الي قلتيه ؟!!.
دمعت على طول وهي تدفع يده : اسفة اسفة .
نفضها من يده كمن ينفض قذارة : فاااررققييي .
خرجت مسرعة وهي تمسح دمعها و كرامتها قد
طُلـيَ بها الجدار ، زفر وهو يمسح جبينه ، ليه هي
كانت الصورة الأولى الي راودت ذهني لماذا هي ؟.
لماذا هي بالذات ؟ لماذا لم تكن اخرى ؟
لماذا لم تكت قائلتها ؟ لماذا هي بالذات ؟
خرج مسرع وهو رافع جواله ويعلم ما قد ينتظره
صرخت من داخل الصالة : هتآنننن .
وقف وهو يغلق عيناه و يستدعي صبره ، عاد ملبياً
وهي يراها جالسة بجانب امه و كفيها بين كفي امه
لفت له بـ وجه محمر ، ام هتآن بـ حدة : تعال .
نطق بـ صدق : والله مشغول يمه لا رجعت .
زاد صراخها : هتآن قلت تعال انا .
أول ما طرأ في باله هو والده ، أبتسم
بـ نذالة : يمه بتفوتين عليه عملية صلح كبيرة .
عقدت حواجبها و بـ همس : كلمك ؟.
اتسعت بسمته : ايه .
شدت على كفها وهي من أمسكت من مكان حساس
نطقت بـ تردد : اي زين علمه اني مو راده عليه لا يدق .
ابتسم : كيف تبينه يجي وانتي ما تردين .
عقدت حواجبها وهي ترفع دقنها بـ حركة
غريزية : احسن يدل البيت لو بغى جاء .
خرج وهو يرفع جواله اتصل فيه للمرة السادسة
وهو يدق لين يفصل ، رجع يتصل وهو يركب سيارته
كانت راحة غريبة تستولي على المكان اغلق عينيه
لـ ثواني وهو يُسكن قلبه فـ هو يعرف هذه الرائحة
جيداً ، التفت لـ المقعد الموازي له وصورتها وهي
نائمة تعود لـ مخيلته هي لم تخرج حتى تعود لكن
هي تتثبت وبرائحتها تزيد ، كانت السيارة عبارة عن
رائحتها مخلوطة بـ رائحة سجائره ، قطع تأمله صوت
جواله ، كان هو يتصل ، رد بسرعة لـ يبتره صارخاً
بـ نبرة لطالما كرهها : اااووه ولد الخال وش عندك مزعجني ؟. نطق بـ كره وضح في نبرته : وين اشوفك ؟. ابتسم وهو يناظر الشباب : مع اخوياك الـ ##### .
رد ماجد وهو يعلم طينته جيداً : ابلع ##### .
هتآن : في القارة ؟. بـ خبث نطق : اية تعال ترى جايبين لك نسوان و شراب .
قفل بسرعة وهو يشتمه بأسوء الشتائم
و ضغطه ارتفع ، رمى جواله وهو يقـود
بسرعة جنونية لطالما كان يذكره بهذا
الأمر وهو يعلق عليه بأسوء الجمل ليزيد
من كرهه و نبذه للموقف السابق في حياته .
وصل وهو ينزل ويقفل الباب بقوة ومن يقف أمامه ميت
لا محالة ، وصل غرفة الديوانية الخاصة بـ قروبهم و هو
يضرب الباب بالجدار تلفت كان جالس في طرف الغرفة
الواسعة وعلى وجهة ابتسامة دنيئة ، ماجد بـ رحابة
واستغراب: هلللا ابو عبود .
توجه لـ جلال وهو يوقفه من ياقته ويجره خلفه
مازن بـ ضحكة : جاك الموت يا تارك الصلاة .
خرج وهو يسحبه خلفه لـ نهاية الممر مختفيان
عن الأنظار بـ قوة دفعه على الجدار : كلمتين تجاوب
فيهم يا ايه يا لا وان لفيت و درت والله اقبرك .
جلال بـ كره وهو يدفعه : اقول مناك لا اقبرك صدق انا .
بدون شعور سدد له لكمة كادت تكسر
فكه ، عاد للخلف وهو يمسك وجهه .
هتآن وهو يتنفس بسرعة : مهند محمد السالمي .
بسرعة ارتفع رأسه لـ تقع عينه بـ العينين الحادة
وهو بالكاد يتنفس ، اكمل هتآن : الكلام الي جاني صدق ؟.
لا رد ونظراته تغيرت و ملامح وجهه اكتساها البهتان .
هتآن بـ صرخة : انننططققققق .
جلال بملامح مخطوفة : مـءءء مالي شـغغل .
أنت تقرأ
رواية حقيقة خلف سياج الانتظار
Romance- ••••••••••••••••••• ~ أنا هُــنا ~ . تحت أنقاض العجز الدائم و تحت أمال الأطفال المسروقة و بجانب أسوار الحقول المحترقة و على ضفاف الأنهار الجــافــة ؛ تُولدُ في ميدان المآسي باكيه تـحكي لأيامهــا تنهيدات أُمٍ ساهرة يداعب خدها نسمات ليل باردة ت...