(create by half of me)
فلتت مني وأنا المندمج اتأمل جمال شفاهها التي
تلفظ بأسوء وأعنف العبارات القاتلة، بل جمال
غضبها و تعبها، لا لا بل جمالها وهي ترشقني بها
و أظن قلبي من أفلتها: بس أنا أحبك!.
———————————
أنـــا أحـــبـــــك
لأني مًيًاًلً وقلبي غًاًوًيً دربه
حدسي يًخًوًنً ويصيب هًوًاًيً
عوجاء اًيًاًمًي وأجمعتني بغلطاتي
اطلبها اًلًبًعًدً وتطلبني اًحًبًاًبًيً
———————————.
عادت للخلف كأن من سلب منها حبالها
الصوتية، أرتفعت حدقاتها لي وصدرها
يرتفع ويهبط بسرعة، الغرفة ممتلئة بصوتها
! ونفسها فقط! و قلبي ممتلئ بها هي.
نطقت وأنا إلي خارت قوتي صدق وضعف
قلبي وصرت الوهين بيننا، وما كتمته وأستندت
عليه لفترة قد كُسِر ولم يعد لي من يقويني، أنا
كذلك محترق داخلي لكن بنار أحبها، شيء داخلي يحث
لساني على فضح أفكاره ورمي ما بداخله يكفي
كتم يكفي ضغط، لو لم يطلع من لها مشاعر قلبه
من سيطلع هل سيخبأ مافي قلبه طوال حياته ويضعه
في في الأسفل ويركنه تحت الحطام، ليقتله شيئاً فشيئاً؟.
ضعفت حتى رجوله عن حمله وأنخفض ليهوي
جثمانه على الأرضية الباردة ،وعيونه
المعروفة بحدتها قد لانت من فرط شعوره، وعباراته
قد ثارت من فرط إنتظارها، وكأنه قتيل يسبح بين دمائه
أرتسى جسده ومن يراه يظنه جندي حرب
حاول النجاة، وقُتِل بسلاحه، عينيه تثبتت
على جسدها النحيل، وهي تطلب الرحمة
من سليطة القلب، نطق بسخرية من نفسه
قبل أن تسخر هي، سخر من وهنه، قبل أن
يسخر منه أحد.
—الأشعة الذهبية الساطعة تتسلل بين ستائر
الغرفة الهادئة، تحتضن مخدتها الناعمة وتخبأ
ملامحها الجميلة الملآئكية فيها، أنخفض السرير
لترتسم بسمة خلابة على محياها البريء وهو يقترب
ليلتصق بجسدها المغطى بشرشف خفيف باللون
الأبيض، همس بصوته الشاعري: صباحهم
الشمس وصباحي بسمتك.
ضحكت بنعومة: أنت من وين تجيب هالكلام الغريب؟!.
أعاد رأسه للخلف وهو يعقد حواجبه: غريب!!!.
زاد ضحكها وهي تلف له: ايوه.
برطم: وأنا أحسب إني رومانصي؟!!!.
أزداد ضحكها حتى عمت نبرتها المدغدغة للإذن
كل الغرفة الواسعة، لتصاحبها ضحكته الفرحة
بل العاشقة، وهو يبوس جبينها: خبلتي فيني على الصبح.
جلست وهي تسحب الشرشف وتغطي جسدها
وتمسح دموعها ببسمة: لا لا رومانصي لا تخاف.
تنفس الصعداء بتمثيل: الحمدلله يعني اعجبك.
أرتمت بحضنه وبنبرة ناعمة: تعجبني حتى لو منت رومانصي.
ضحك: المشكلة مقدر ما اكون لأنها بالفطرة.
زاد ضحكها: اقققوولل زودتها.
شدها عليه وهو يبوس عيونها: احلى صباحاتي.
خذت نفس وهي تمسك وجهه بين يديها
وتستلطفه للمرة السادسة على التوالي: اليوم نروح لها؟!.
برطم: ياليل السالفة الي ما تخلص مسرع زهقتي مني؟.
ببراءة: لا فرآس لا تقول كذا بس هي وحيدة
لازم أروح أتطمن عليها قلت لي أول يومين
ونمرها ما نطول وألحين صار أسبوع.
فرآس: قلبي إحنا بشهر عسل وبعدين من قالك وحدها؟.
عقدت حواجبها، ليرتفع طرف شفته
بوناسة: عندها من يهجد دماغها العنيد.
دفعته: إنقلع قصدك هتآنوه لا معليش ما أتطمن خويك
هذاك مو طبيعي أحس، أوكيه ماقصر بس برضو لازم ازورها
اتطمن لا تكرهني بعدين تحسبني تركتها.
ضحك: أيه وربك ماهو بطبيعي.
لفت بإستغراب وشك غريب سايرها: ليه وش فيه؟!.
وقف وهو يرفع السماعة يطلب الفطور، وببسمة
نذالة: طاح واقف هتآنوه.
زاد خوفها وهي تعود وتقترب منه: وش تقصدك؟.
للأسف ما يتأمن عند فرآس سر، أخرج هاتفه
بسرعة وهو شاق البسمة، فتح شات أعلى
الصفحة مسجل(أخوي) لتقرأ الرسالة بدايتها
" داري أنك عريس عشان كذا رسلت مع إني
ما أحب وضع المسجات لكن شيء ما يتأجل .......
صفحة كاملة، أمسكت بالجوال وهي تتهجأ
بصعوبة فهي ذات تعليم منخفض ومصطلحات
هتآن لم تكن باليسيرة، فجأة شهقت وهي تغطي
فمها ورفعت رأسها لفرآس وعينيها الداعجات قد
أتسعت حدقاتهما، بضحكة وسعادة نطق
: اثنين مومليت وكرك و.......
انتهت من قراءتها وهي تطلق صرخة كتمتها
مستقصده بكفها وعيونها إمتلئت بالدمع.
——
بعد مرور أسبوع كامل.
خرجت وهي تجفف شعرها ألي أزداد طوله
بوضوح ليصل لكتفيها، لبست مريولها وهي
ساهية وعيونها مثبتة على البوكس الملفوف
بشرائط سوداء فوقه ياسمينات انيقة بيضاء
تعبر عن ذوق و رقيّ محفور في صاحب الهدية
زفرت بهدوء وقد بدأ لون الياسمينات الرقيقات
يتحول لصفار، أقتربت وهي تداعب ذات البتلات
منذ ثلاثة أيام و تعود لمكانها غير قادرة على التعمق
أكثر من ذلك، حملت مشطها وهي تفرق
شعرها الحريري لتصبح جهة اليسار اكثر
من اليمين أعادت كلا الطرفين خلف أذنيها
غير المخرومين كـ باقي فتيات جيلها، وهي
تتأمل ملامحها، أصبحت تميز اشياء بها هي
لم تعلم بوجودها إلى بعد جُمله، توردت تفاحاتها
في عجل و ذات النبرة تتردد على أُذنيها ببطيءٍ
ينافي العجل ليغرس حروفه النابية عن طبيعتها
القاسية، في عروق قلبها، لـ ترى بأن مجرد أستذكار
إعتراف لُقن لقلبها وعقلها منذ أيام أحيا في خديها
حُمّرة ربيعٍ فاتِــنة، أمتدت كفها وهي تفتح
أحد أدراج أختها وتتناول مرطب شفاه بلون
الكرز، تناسته ملآك بقصدٍ عالمة بإن حُب سوف
يروي شفتيّ أختها ذات يومٍ بغير علمٍ منها.
سوف يجمل حالها ويغير قلبها، لـ تعترف بوضعها له أن
تلك العبارات تفتح على قلبها نافذة شروق شمسها
كانت بسببه هو وعباراته المجنونة، لامس مرطب الشفاه
كرزاتها ليزدان هو من حُسنِها، انزلته وهي
تمرر اصابعها على حاجبيها الطبيعيين برفعة
في طرفيهما تدين لجمال والدتها الشّامية بالكثير.
تملصت من امام المرآة بعد أن تعرفت على كيانها
الجديد، وهي ترحب به بهدوء، بغير حفاوة لأن صانعه
بعيد عن المرأى، نعم كيان جديد بصنع شخص غريب.
سحبت عباتها وحقيبتها وهي تتوجه لباب
الغرفة وتستعيد ذاكرتها ذات المنظر كلما
وقعت عينيها على الباب، منظره مستند
على الباب وعينيه حادة النظرات ذباحات
قلبها ترتسم بنظرة أخرى، كادت تقسم بأنه
شخص أخر، تلفظ بما في داخله بدون أن ينطق
هي تصدقه وإن لم يتكلف في تعبيرات ماذا إن؟؟.
أغمضت عينيها وذات العبارات تنعاد
عليها وكأنها لأول مرة تسمعها، بذات
الحجرشة والحنجرة الرجالية بنغمة غاوية
أستحلت قلبها، أغمضت عينيها وهي تتيح
لمخيلتها ربطها بأحداث تلك الليلة، لتراه مرةً
أخرى: أيوه أحبك، أو مدري وش بس
في شيء داخلي متمسك فيك مدري وش يسمونه
ماني بطبيب حُب ولا خبير لكن أنا ..،أنــ.. ـا ما أبي
أبعد عنك أبي أكون معك وأشوفك وأهتم فيك وأقترب
منك وأساعدك، أنا أبي أردك لعرشك أنتي مثل ( أميرة )
هاربة ما تستحق أقدامها تلامس حتى أرض بلدها فكيف
بأرض عدوينها؟دموعك هذي تحرق قلبي
وكأنها أسيد ينسكب على شراييني، وتسأليني
وش هالشعور؟ معرف بس لو هو (حُب) أنا
سلمت قلبي له ولا أقدر أجابهه، مستحيل
أجابهه أكتشفت أني ضعيف ضعيف لدرجة
أتصورك مكان كل شيء يسعدني، تخليت عن
عن شوفة العالم ومناظره وأستبدلت كل زوايا
حياتي بملامحك، بنظراتك، بعيونك، وهالعبارات
الي ترميني فيهم رضيتهم، من أول ما لمحتك وقلبي
يغرق، وهو ألي ما يعرف يسبح، أرحمي حالي تراك
يا بنت الناس، أغادر الدنيا وأنسى الوعي، لما بس تمرني
ريحتك، صرت أميزها ولها بذاكرتي الحيز الكبير، أنسى
الناس والعالم وأعرف جهه وحدة....
قطع أستذكارها صوت بوري الباص المزعج
لكل من في العمارة ليصلها عبر نوافذ شقتهم
المفتوحة كلها ليتجدد الهواء وتتجدد روحها
معه،فزت وهالفزة أعتادتها من يومين في نفس
هاللحظة ونفس هالوقت، لأنها هي ألي تصحيها
من حلمها الصباحي الربيعي، مرت أمام ذات الغرفة
التي نسي إغلاقها بعد تلك الليلة التاريخية، وهي التي
كانت محتارة لأمرها منذ سكنهم في هذه الشقة لتتبين
انه لازال شيء منه داخلها، دفعت الباب بهدوء.
وهي تطل على أرجاء الغرفة المملوئة برائحة الغبار
شدة لثمتها وشالت حقيبتها ومرت المطبخ
تأخذ علبة مياه تتعذر بالإطالة وهي بس تبي
تهدي قلبها و وقعه المجنون من الصباح، أرهقها
وقفت خلف الباب وهي تاخذ نفس عميق وكأنه
أخر لقاء لها بأنفاسها.
ضغطت ازرار المصعد وهي تستعد لرؤية
ذلك المنظر، وصلت وهي تنزل وتخرج مع
الباب كان الباص في نهاية الشارع وقفـت
لـ تلتفت خلفها كما العادة تقدم بخطوات
أنيقة وهيبه كُتبت على حروف أسمه، ونظارته
ذات اللون البني القاتم من الاعلى والفاتح من
الأسفل تخفي عينيه الحادة، وقف قريب بيني
وبينه خطوتين و خليط الروائح التي باتت معروفة
بالنسبة لي مع هبوب الهواء تداعب أنفي، نطق
الصوت الرجولي العميق، ورفرفت فراشات في معدتي
من عبارته الصباحية الدائمة البسيطة العميقة بوصولها
لقلبها: صباح الخير.
صباحي خير؟!. ولا أنت الخير لصباحي؟.
رديت مدعية الهدوء: صباح النور.
تلفت ثم نطق: يلا.
مشى وأنا أتبعه وكأني لأول مره
أرى الشارع أمامي و أمر به، هناك من خرجت عيونهم
في الباص ينظرونه وكفه تأشر لفوضى الطريق المهمل
بلا إشارة، أقترب من الباص ثم وقف، تخطيته
بسرعه ليتمتم بعبارة لم أسمعها جيداً لمرور
أحدى السيارات، كان العديد من الأباء يوصلون
بناتهم اللواتي من هذا الحي والحي المجاور
لطرف الأخر من الشارع ولأنه الموقف
الوحيد للباص، و مكان خاطىء في رأس الشارع الذي
يجمع بين ثلاث شوارع بلا إشارة كان كل أب يطوق كف
إبنته ويوصلها لباب الباص الكبير، في بادئ الأمر
كنت أمر بنفسي فقد أعتدت الأمر لكن من يومين
أصبحت كباقي فتيات الباص.
——
من الساعة الخامسة و ٥٠ دقيقة
وأنا أقف عند العمارة، أعلم جيداً
أنها لن تخرج إلا عند السادسة والنصف
لكن قادني أخرق في يسار صدري، أخيراً
جاء باص المدرسة كُتب أسم مدرستهم
على طرفيه، وهو يوقظ من لم يستيقظ
بعد في هذه الأحياء ليخرج جميع من
ينتمين لهذه المدرسة، ومن ضمنهم
شمس يومي، نعم فشمسي لم تشرق
بعد، خرجت تسير على عجاله كما في
عادتها، رششت العطر بسرعة كمن يستعد
لمعود غرامي، وأنا أنزل بسرعة متوجه لها
وقفت بجانبها لترتفع كفها تشد بها لثمتها
وهي تنير الحي بأسرة بما كشفت من وجهها
المشرق، صبحت عليها، بأبسط الجمل وقلبي
يتمنى لو يقصد في عسلياتها الأبيات حُباً ولا يوهن.
ردت بهدوء وعيونها تتلفت على الطريق
لا تعي بأني هنا لأجلها، أدرك بأنها تستعجل
لتجد مكان فأعداد من في هذا الباص كثيرة
قاطعت الشارع لتسير أميرة قلبي خلفي حتى
أقتربنا وأنا ألتفت مودعاً لها لأجدها قد تعدتني تطير متوجهة للباص، و عينيها لا تراني من الخلق شيئاً نُسِب لها وسمي بإسمها غروراً وكبريائاً وترفاً تعيشه
وحدها، لمحت بيدها علبة ماء باردة تنرفزت
فجأة لا زالت لم تشفى بالكامل، نطقت ولكن
لم تكن لترد حتى لو سمعتني: موية باردة وأنتي تعبانة هاه؟!.
صعدت وأختفت بين الحشود بينما
توجهت أنا لسيارتي، الوجهه الثانية
السوبر ماركت، بالتأكيد هنالك نواقص
للبيت ومن هوسي لم أرسل أحدهم ليشتريها
بل سأحضرها بنفسي، انتهيت على الساعة التاسعة
بعد أن أنتقيت الأفضل ومررت لمحل خاص.
كانت الساعة تشير للعاشرة وقد تأخرت عن
دوامي لكن لا آبه، رجعت لشقة وصعدت وأنا
أتوجه لشقة فتحت الباب و لفيت للبواب: دخلها هنا.
وفعلاً دخلها، وأنصرف أما مافي يدي
فقد بقي في يدي، لأضعه في مكانه
المخصص، دخلت ليشل حركتي صوته: اااايييههه
مستوصي خيرررر ابو عبدالحكيم.
طاح قلبي زفرت وأنا أشتمه: لع# الله ذا الوجه.
بضحكة واسعة: ليه وش الوجه الي تبغى تصبح عليه.
تجاهلته، وتوجهت لغرفتها، فصرخ فيني: هوب هوب
المدام هناك.
بعدم فهم، هتآن: هاه!!!.
فرآس: جايبها تشوف أختها علامك؟.
زفر: ااهااههه.
فرآس بـنذالة وعينه على الكيس بكف هتآن: ههيييه.
توجه إلى ستاند الشاشة وهو يضع الكيس
خلفه، ويرمي فرآس بنظرة: ممكن تجي معي شوي.
أتسعت أبتسامته أكثر وأكثر، وهو يقف ويتوجه
للغرفة فتح الباب نصف وهو يهمس: رتبي الأغراض الي بالمدخل انا طالع شويتين و راجع ما بطول.
أبتسمت: بحفظ الله.
أرسل بوسة بالهواء بحركات مراهق وتبع هتآن ألي
كان قد وصل للمصعد، في المصعد كان يرمقه بنظرات
طويلة، زفر وهو يلف له: ايوه وبعدين؟.
أتسعت بسمته لدرجة تحولت لضحكة مطولة
تنزفز أكثر وهو يصر على سنونه: جعلك
بـ#### وش شاق وجهك مع الصبح؟.
زاد ضحكه: في غيركم يا توم وجيري؟!.
فتح الباب وخرجوا، نطق بغضب: كل####.
توجهوا لسيارته وهو يحرك متجه للشركة بعد
ما أبلغته السكرتيرة بوجود من ينتظره من ساعة
على الأغلب، رفع سجارته لـفمه، وهو ياخذ نفس
طويل ويلفظه: أي نعم وش مو عاجبينك؟!.
مسح دمع عيونه من فرط سخريته وضحكه: لا والله
يالخوي ألا قدر ولقى غطاه لكن أنت فاتحتها باين
لا لأن لو، ااوووهه كنت الحين منوم بالعناية.
رماه بطرف عينه: زايد ازعاجك بنزلك ترى.
اخذ نفس وهو يضبط نفسه وقد بدأ الإنزعاج
فعلاً على محيا هتآن: أسمع مو شيء سيء ألا كفو وقرار
سليم، لكن السلطانة نهله بتقص رقبتك، ألا لو ناوي تاخذها
مسيار يعني؟!.
لف له بسرعه: اقول بتحترم نفسك ولا أنحرك؟.
فرآس بجدية: أتكلم بالحقيقة مستحيل
خالتي توافق لو تنطبق السماء على الارض
لا تنسى بنت اختها معك، وانا عارف كيف
ماخذها...
قطعه بسخرية: زين عارف اني مُهدد، ادورك ذيك
الفترة ما عبرتني همك نفسك، تأكدت انك اناني.
ارتفع حاجبيه دلالة الصدمة من عبارة هتآن
الطفوليةوهو يرد: اعوذبالله من الشيطان وش هالهرج؟.
أحتدت نبرته: تزعل من الحقيقة؟.
زفر وهو يلف لشباك: وش صار؟. سكت للحظة ثم اخيراً صد عن الموضوع بأسره
وهو ينطق: مسؤول ....... التنفيذي اذا تعرفه .......
اعجبه تصميم القارة كثير و سألني بالحفل من باب
المزح بس اظنها بخاطره، لو القارة بتنعرض للبيع
قريب او لا، وقتها ما رديت عليه وقلت اكلمك ونسيت
بس اعطيك خبر لو فكرت بيوم ترى لها شراي.
فرآس بنبرة ضيقة: ما أتوقعه يعرف القارة زين.
لف له وهو يتأمله ثم صد للجهة الأخرى وفجأة
عصف به ذهنه وهو يجره خلفه لذكريات قديمة
لم يكن ليصنفها من الذكريات، فهو لا يود إستذكارها
البتة، أخرج بكت الدخان وهو يضع سجارة في فمه
ويشعلها لعلها تصفي ذهنه قليلاً، نطق بشتات لا يشاركه
سوا فرآس صاحب وأخ يتحمل أمور لم يتحمل
غيره، من الصغر وهما معاً وسيظلان، لم يعقب
على عباراته فـ هو متأكد بأنها تذهب لهدفها
الصحيح: أبيها ومن كل قلبي، ما بيهمني رأي أحد
يكفيني هي ترضى فيني، وتوافق غيره ما يهمني.
همس وهو المحروم من ذلك الشعور: وأمك؟!.
شد قبضته على الدركسون: طعتها مرة.
زفر وهو يدلدل رأسه: بيكون أول أمر يخصك تعاند فيه.
أكمل وهو يصفي صوته: كيف بترضى فيك؟ وجلال؟
وأخوها؟ فكرت فيها؟ لا تكسرك وترجع لحالتك.
جرحه تلميحه الصريح صر على أسنانه: فرآس أنا
مو ضعيف والأشياء ألي مشيتها مشيتها بسبيل
ما مشيتها غصب عني ولا حتى برضاي.
شدد لكنته: البنت مهبوله....
قطعه بحده: أقضب!!.
بمحاولة لتفهم ميول اخوه الغريب: ما شفتها انا شهد لما
مسكت جلال ليلة الحفل كانت مثل شيء ما ينوصف
شيء غريب شيء، واكيد ناتج عن اشياء متراكمة الأفضل
تتأكد من صحتها النفسية اول في النهاية شهدوا هذا الشيء
قدامهم والموضوع مو بسيط.
بشتات: لو بس يرد ابوي بعرف كل شيء.
بهدوء وهو يسلمه نصف الحقائق: عمي انا تكلمت
معه، وما قدرت افهمه وما ودي اتدخل اكثر بس برضو
وعدت زوجتي.
لف له بحده: قلت لك من ذيك الليلة اطلع منها صح؟!.
صد لشباك: خلاص خلاص، بس لو بغيت شيء كمال
موجود بيساعدك، وقبل كمال انا هنا.
هدأ شوي: كمال مكلمه اليوم ان شاء الله.
طغى السكون وإندثر الإثنان في ظلال أفكارهم
وحجم ما وقعا فيه ليس بهين كلاهما قد وعدا
وعداً من الصعب النفاذ به.
لكن احدهم لديه افضليات،فـ ملآك مسلمه
الأمر لمن مقدرته فوق كل شيء وعدله عدل
أما ميلآف ذا الأثنين والعشرين ربيعاً حزيناً
كئيباً قد أقسمت الإقتصاص مِن مَن سكب
الدماء، و من أحتض هذا السـاكِـب.
——
قضمت لقمة كبيرة وعينيها تتجول على المارين
وهم يرمونها بنظرات غريبة، عرفت النصف منهم
معضمهم في الباص، وعرفت ما يجول في فكرهم
زفرت كمن نجى من الغرق، شالت كتابها وهي تصعد
لصفها بنصف افطارها الذي لم تتمه، جلست وهــي
تحافظ على وحدتها حتى بين الحشود الكثيرة.
دخلت إحدى المجموعات وأخرهم أغلقت
الباب خلفها، كانوا مجموعة من ست بنات
توجهوا لأخر الصف، وجلسوا لكن من أغلقت
الباب وهي الفتاة السابعة كانت رغباتها مختلفة
كلياً، أقتربت وهي تسحب كرسي من مقابل ميلآف
وبملامح طفولية لكن عدمتها بطراز بنت المدارس
المراهقة، أنحنت على الطاولة، وهي تهمس.
البنت: هاي جارة!.
رفعت عينيها وهي ترميها بنظرة تقييم كاملة
لتعود عينيها على كتابها، ومصاصة العصيـر
في فمها، أزداد إقتراب البنت وإنحنائها على
الطاولة لـ تهمس: كيف تعرفين هتآن الفراح؟. بسرعة رفعت رأسها لـ يرتد شعرها لخلف
كتفيها، وهي تحدق لوهلة، ثم تجاهلـت
لتعود على حالها، همست البنت بين سنونها
وهي تقترب: سألت أنا ردي.
إرتفع طرف شفتها في آسلوب جديد إكتسبته
بغير علمها وهي ترد: وإذا ما رديت؟.
إحمر وجه البنت ولا زالت على همسها وهي
تشد على سنونها: بحفر وجهك بهذا.
( إستهدفت الشخص الخاطئ يالأسفها )
أستوت بجلستها وهي تمسك بكف البنت
التي تحتضن القلم بين اصابعها المزينـة
بخواتم، وبهمس مشابه: عيديها!!!.
شدت قبضتها على كف البنت وهي تجمع بين
شيئين عظامها والقلم!!!، صرخت بألم وهي تسحب
يدها، لفظت بغضب وجميع تعابيرها تغيرت: #####.
وقفت بسرعة ليرتد الكرسي خلفها ويسقط
ليتغير الموقف كلياً، وهي تناظر البنت بنصف
عين وفرق الطول وهيئتها الصبيانية الغريبة
على المجتمع الذي تختلط به تقريباً: وخري من طريقي.
إرتدت البنت للخلف، لتتجاوزها وهي ترمي
علبة العصير الفارغة من خلفها، لتقع في سلة
وراء الباب الذي فتح بعدها لتتوافد باقي الطالبات
لداخل الفصل، عادت لمكانها وهي ترمق البنت وشلتها
بنظرات هادئة خارجياً عاصفة داخلياً، جلست
و داخلة يعصف (جارة) وتسأل عن هتآن؟ معقولة
مشبك ورعة؟ التافة، مرت في مخيلتي عباراته هزيت
رأسي بقوة وكأني سأطرده منه، وأنا أتمنى هذه المرة.
إنتهى الدوام وزاد عدد العيون المحدقة
عن ما سبق، خرجنا وأنا أصعد البـاص
كنت متأخرة بسبب حاجتي لـ تحدث
لمعلمة، صعدت وعلى ما يبدو أنني
الأخيرة
صعدت ويبدو انني الأخيرة وقد أكتدس
الباص، لاحظت بمجرد صعودي هدأ الضجيج
والكل يناظرني، وكأني من كوكب أخر، نطقت
بصوت واضح تعمدته: عمى!.
شعور سيء وأنا أعلم ما يجول في داخلهم لكن هذه
الحركات أصبحت لا تطاق لازم أقوله يذلف عن دربي
كل صبح مرتز بوجهي، وصلنا وأنا أنزل وصف الأبـاء
أمامنا والذي أغلبهم ذو لحا بيضاء بشدة
ركضت إحداهم وهي تلتصق بساعد والدها
والإخرى أخيها الصغير، وهناك مجموعات بجانب
بعضهم، جُن جنون السائقين كما في كل ظهيرة
وكأنهم وحدهم من يداومون ويشقون، تطمنـت
بعد أن تأكدت من عدم وجوده، وأنا أقطع الشارع
رافعه يدي لسائقي السيارات(المختلين) فجأة إرتفع
صوت بوري حاد كاد يثقب
إذني، ليتبعه إصطدام قوي، بدون شعور
توقفت كلياً بدون حراك وأنا أغمض عيناي
بقوة، حاولت زحزحت قدماي من الإرض وكأنها
إلتصقت بها، بل زُرِعت مكاني، ليتوقف كامل
الشارع، ويلتفت الجميع منتظرين منظر الدم
المنسكب، جولت عيوني بينهم وقلبي لا ينبض
والدنيا رمادية بالنسبة لي، إلتفت لصاحب هذه
السيارة لتتوافق صورته مع رمادية عيناي، بعينيه
السوداء الحادة حدة قاتلة، ولون شعره الأسود
الحالك وشاربه!، وعينيه مفتوحة على وسعها بسرعة
فتح الباب ونزل يركض وهو يقترب مني، لتلمني الرائحة
ذاتها من كل حدي: جاك شيء؟!!!!!!!.
نفضني بقوة وهو ينشر الرائحة المختلطة بقوة
علي، اخيراً عدت لواقع أمري، وأنا محرومة من
النفس نطقت بصوت يرجف، وكل من في الشارع ينظر
والقليل من السيارات قد تحركت اما الباقي قد
جمد سائقيها، بصوت ما اعرف اني أمتلكه في
مثل هذه المواقف: يييععنننييي للممااااا ييكككوووننن
معع البببننتتت رجاللل ما ررحح تتدهههسسونههااا بس
لوووحدددهاااا تعاممملونننهااا ممعاامملللة الرصييف؟!!!!.
رفعت رأسي لتمر عيني على رقم لوحة السيارة
مسبقاً، قبل ان تتثبت في عيني من كاد يلحقني
بأخي، وعينيه تنطق بلغة غريبة جهلتها وهي لغة
لم أعتدها ابداً، نطق احدهم ليوقظني من دوامتي
لكن بلغة بذيئة ألحقت الأذى بكلينا، الرجال وعلى
وجهه نظره مشمئزه: شوفي من بغى يدهسك
بالإول ثم صارخي على الناس هههههه والله حاله.
هذه المرة كاد حقاً يثقب إذني وهو يرد
بنبرة رجولية حادة: ررررووح في حاااالكك يالشيبة.
سحبني من ساعدي وهو يقتلعني من جذوري
ويركبني في الخلف ويقفل الباب ركب وهو يشغل
السيارة، مرة... مرتين...
اخيراً اشتغلت وهو يحرك
بسرعة لألمح جسد في الأمام، حاولت أصفي رؤيتي
لأراه وبيده ملف مفتوح وبداخله أوراق متناثرة في
كل مكان وفي يديه ايضاً، وصلنا لمواقف العمارة
الغير بعيدة ونفسه هو الوحيد المسيطر على جو
السيارة، وقف وهو يزفر بقوة محاولاً ضبط نفسه
نطق بصـوت متحجرش آمر وصراخ حاد وكأني
أقترفت أعظم الذنوب: مفروض ما تتحركين
شبر لين اجيييكك تأخرت دقيقتين قمتي رميتي
نفسك في الشارع على طول تبين تموتين انتي!!!!.
رديت وقد احتدت في حنجرتي وهي تجرح
داخلي وصراخه علي زادها سوءًا: مالك شغللللل فينننيييي.
ارتفع صوته أكثر وهو ينفض قلبي بجملة لم
أحسب لها حساب: تبييينن تلحقين اخوك انتتتتتتي؟؟؟؟!!!!!!. وكأني تلقيت صفعة حادة أنتشلت قلبي من
مكانه ورمته لأقصى الأرض بقوة آلمتني حد
الموت، بغير وعي خانتني عيوني و كانت بأول مرة.
قاطعهم وهو يتلفت بينهم وهو الأخر قد فقد نفسه
ناظرهم ثم لملم أوراقه وبحدة: صدق مجانين
ما شفت اجن منكم ولا بشوف.
نزل وهو يضرب الباب بقوة ليبقيا على إنفراد
ماهي الا ثواني وألتفت لها، وهو ينطق بهدوء.
هتآن: مو قلت لك تنتظريني تارك شغلي ومستعجل
عشان الحق على رجعتك، لكن انتي......
رفعت رأسها وهي تلمس قلبه بدموع حارات حارقات
وهو غير واعي، هذه أول مرة يصرخ فيها عليها الا يكفيها
انها تعِبه و منهكه ما زاد الطين بله انها مرعوبة، ليس من
العدل ان تجدها من كل الجهات، نزل بسرعه وهو يلتف
ويفتح الباب ركب لتلتصق هي في طرف الباب الأخر،ودموعها
متجمدة في عيونها القاتلة، نطق بنبرة ندم
صريحة تناسى خلفها كبريائه الدفين: أسف.
التفتت وهي تفتح الباب تنوي النزول، امسك بذراعها
لتنطق بصوت وضحت فيه عبرة شنيعة قبيحة: اتركني.
سحبها بقوة، وهو يقترب وذراعه كادت تحيطها
اقفل الباب وقربه منها اخافها اكثر، نطق بحنجرته
الرجولية البحته بهدوء: ليه ما انتظرتيني؟.
لارد.
اعاد بسياق مختلف: طيب ليه ما مشيتي مع مجموعة
شوفيهم يتجمعوا ويمشوا سوا ليه ما رحتي معاهم.
نطقت بعد فترة صمت، بصوت متحجرش: ما يطيقوني.
عقد حواجبه: مين؟!.
حاولت تصفي صوتها وهي ترفع عيونها في عيونه
الحادة: أبعد عني صرت على ألسِـنة الناس بسببك.
أغمض عينيه وجملة ذلك الرجل تتكرر في اذنه
هو ايضاً قد لقي من المضايقات ذاتها، أمتدت
كفه بلا شعور منه وهو الذي يغوص في عمق
قلبه، وينسى ما حوله بمجرد وجوده بجانبها
أمسك بكفها بين يديه وهو ينطق بنبرة غريبة
نبرة لم تعتدها: لا يهمونك.
قاطعته وهي توقظه ونفسها من الهواجيس
الظالة الهاتكة بقلبيهما، وهي تسحب كفها
من كفوفه الضخمة الدافية بسرعة: قلت لك
بعد عني ولا تقرب ابد كفايتني الي فيني.
رفع رأسه لتقع عينه بعينها: ليه وش فيك؟.
أحست بحرارة تلامس خديها وكأنها تقترب لـ شعلة
نار وعيونه الحادة المحاطة بأهداب حالكة السواد
مقوسه للأعلى تزيده غروراً فرط فيه حُبه المُذل لها.
نطقت وهي تخفض رأسها والرجفة وضحت بنبرتها
وهي تشعر بالدنيا تدور من حولهما و وحدهما
الثابتين، وبنبرة رجاء غريبة أحتلت حنجرتها
للمرة الأولى وبهذه اللحظة، عادت لها عباراته
وزادتها خجلاً، وهي تحاول تنميق ما تبقى من
صبرها: أتركني بحالي هتآن كفاية الله يخليك
ما قصرت وقفت معنا كثير وما أنساها لك
يكفي الله يخليك.
عاد يحتضن كفيها وأسمه الخارج من شفتيها
قد حرك عواصف في قلبه، نطق: ليه تقولين هالكلام؟.
حاولت تسحبها لكن بلا جدوى كانت قبضته
تحاوط كفوفها النحيلة الباردة، عادت للخلف
فإذا به يطرح سؤاله: فتحتي الهدية الي عطيتك؟.
رفعت راسها وقد تبدلت نظرته وكأنه مزيج من أشخاص
كل من يخالجه شعور منهم يستولي عليه، ويغير تعابيره
وعباراته وفقاً لرغباته: أنتظرك، تفتحيه الليلة؟.
زفرت وهي لا تجيد التعامل بالهدوء وقد أستهلكت
ما بقي من لباقتها، وهو ما احتفظت به لسنين في
النهاي لم يجدي استعماله: انت وش فيك ما تفهم؟.
عقد حواجبه وهو يرتد للخلف: علامك؟.
بنبرة مرتفعة: قلت لك خلاص وخر واتركني وهديتك
رميتها ما ابيها، على اي اساس تهديني اصلاً!!! سلامات.
أخفض رأسه، وبعد وهلة: كذا قولك؟!.
سحبت كفوفها وهو تتعمد خدشه: ايه هذا قولي
وقلتها من هذيك الليلة وخر عني يا ابن الناس مالك
شغل فيني خلاص تدخلت في وقت اوكيه كنا نحتاجك
بس الحين خلاص مفهوم وش معنى خلاص؟.
له طاقته و الغرور والكبرياء مزروع فيه إذا لم
يقابل حُبه بمثله، فلابد لعزة الذات الظهور حينها.
أرتفع طرف شفته في نبرة غرور: شفتي نفسك علي؟.
تنهدت: لا ما شفت نفسي بس خلاص ريحني منك.
تمتم خلفها بهدوء، وعيونه تتفحص ملامحها
بنظرة شاملة: اريحك مني!!!.
تجاهلته وحرارة جسدها تزداد، فتحت الباب
لينزل هو من الجهة الأخرى، ويقابلها حاولت
تخطيه لكن كان يعترضها في كل اتجاه، نطق
وهو يشل اركانها بعبارته: لقيت قاتل اخوك
لكن مستحيل انطق بحرف لين تنفذين شرطي.
رفعت رأسها بسرعة والشمس تأتي من خلفه
ليطوقها ظله، ورغم حرارة الجو الا ان اطرافها
زادت برودة نطقت بتمتمة: عيد!.
أدخل يديه بجيوبه وهو ينطق بنبرة أستشعرت
فيها تفضله بطريقه او بأخرى: لقيته ولقيت كل
الإثباتات والملفات المتخبية لكن اوعدك ما انطق
بحرف لين يتنفذ شرطي غيره لا.
ضعفت رجولها وهي تنذرها بأنها لم تعد قادرة
على رفعها أكثر من ذلك، رفعت رأسها له وهو
نبضاتها تتراجع: مستحيل!.
أردف: أنا وعدتك.
اغمضت عيونها وفتحتها أكثر من مرة وهي
تظن ما يدور على اسماعها ليس الا بسبب
الشمس وحرارتها، إلى أن أعقب: صدقيني
ميلآف ما رح تقدرين تسوين شي بدونـي
في مسألة أخوك عشان كذا ما عندك خيار.
رفعت رأسها وعباراته تتهاطل على مسامعها ولا تتيح
لها الفرصة للفهم، بعد دقائق معدودة بلعت ريقهـا
بصعوبة وهي تنطق: مين؟!.
أعاد عباراته وهو يرجو في داخله ان تسأله
عن ماهيتها: قلت لك بشرط.
بدون شعور أسودت عيونها و تحول كل شيء
لصورة مُهند الممتلئة بالدماء وجسده الهزيل
مرمي في منتصف الشارع، دفعته بقوة غيـر
طبيعية وهي تلصقه بالسيارة الي خلفه وتنطق
بصوت متحجرش وعيونها تطلق ألسنة الغضب
و الحقد الدفينة: كنت متوقعه أكيد مو قريبك أكيد
أكيد رح تغطي عليه، لكن صدقني لو تدفع أموال
الدنيا كلها مستحيل ثم مستحيل اتركه بحاله.
عقد حواجبه وهو الغارق في بحر عيونها: ادفع!!!!.
شدته من ياقته اكثر: اعرف انك تظننين
برضى بالفلوس لكن وربك غير دمه ال####
ما يرضيني لو فلوس الكون كلها.
نطق بهدوء: مين قال بعطيك فلوس؟.
عادت للخلف وهي تترك ياقته بتدريج وتضربها
اخماس بأسداس تتوقع طلب أخر حتى نفض قلبها
بكلمه بسيطة نطقها: أبيك أنتي.
رفعت رأسها والحاجبان البنية تجتمعان وتشدان
وثاق بعضهما علامة له، أعاد وملامحه تتغير وهو
يتقدم منها لتلتصق هي بـ باب
سيارته خلفها: أيه أبيك أنتي وش قلت لك
هذيك الليلة؟ ترى ما كنت أمزح ولا بمزح.
أنتفضت جسدها كله وهي تخفض رأسها
بسرعة منعاً لأي تلاقي بالنظرات، أتبع وهو
يشل حواسها عن الإدراك، وهو يشتت غمامة
عدم الفهم المرتسية على رأسها بعبارته التي
لم يكد وينطق بها بـ نبرة حُب وموقف أكثر
رومنسية تستحقه هذه العنيدة الصغيرة التي
سلبت راحته لشهور: أبيك أنتي أبي أتزوجك.
أنت تقرأ
رواية حقيقة خلف سياج الانتظار
Romance- ••••••••••••••••••• ~ أنا هُــنا ~ . تحت أنقاض العجز الدائم و تحت أمال الأطفال المسروقة و بجانب أسوار الحقول المحترقة و على ضفاف الأنهار الجــافــة ؛ تُولدُ في ميدان المآسي باكيه تـحكي لأيامهــا تنهيدات أُمٍ ساهرة يداعب خدها نسمات ليل باردة ت...