البارت العاشر من *غرام اهل الصعيد*
بقلمي/هدى سمير
*****************************************
اتي الليل سريعاً وذهبت ليلى مع شقيقها وزوجته الي بيت يحيي مهران وظلوا يتساهرون تحت حديث عبدالرحمن وشمس الذي لا يخلوا من مشاكستهم لبعض
-اومال فريده فين يا هشام مجتش معاك ليه
-اصلي خلصت شغل وجيت على طول ف مفيش وقت ان اتصل بيها وكدا
-اه
-اه ايه انت مالك انا بكلم شمس
-منا وشمس واحد
-ياراجل ! واحد ازاي بقى
-مش هى بنت اختي
-حصل
-يبقى واحد..بص خاليك في حالك احنا قرايب في بعضينا
-اولع
-انا وانت في يوم واحد يارب
- ان اا
قاطع شجارهم صوت يحيي الصارم بعض الشيئ:-
-بس انت وهو البنات قاعده في وسطكوا
-انت تؤمر يابو نسب
-ايه ابو نسب دي انت كمان هو انا اعرفك
-مش انت جوز طنط دريه
-اه
-وطنط دريه دي تبقى اخت عبدالرحمن
-انت جلط تعرفني على عليتي
-الصبر بس
-وعبدالرحمن دا يبقى خطيب اختي وانا اخوها يبقى انت ابو نسب ولا لا
-هاا
****************
قال جابر مستفسراً بعدما كان يتابعها تحاول الاتصال بشخصاً ما:-
-بتتصلي بمين في الوجت دا
زفرت بضيق دون ان تنظر له:-
-بتصل برغد بس شكلها مش سمعاه
ثم نظرت له قائله:-
-ايه دا هو انت بتلبس ورايح فين
-شغل
رفعت احدي حاجبيها قائله بصوت عال بعض الشيئ:-
-بليل كدا ..شغل ايه داا بقى
نظر لها بجمود قائلاً:-
-طريجه سؤالك مش عجباني ونبرت صوتك كُمان !
هزت رأسها بأختناق ولم ترد عليه ثم عاودت الاتصال مره ثانيه ب رغد فهى بحاجه لهم الان
-خلاص اجفلي تلاجيها مش فاضيه او بتعمل حاچه عاد
-وانت ايه عرفك كنت مدير اعمالها وانا معرفش
ذهب اليها ثم جلس بجانبها قائلاً بهدوء:-
-مالك
هزت رأسها مجيبه بعصبيه:-
-ماليش ..هيكون مالي يعني
-اومال عتتصرفي اجده كيف المجانين من فراغ ولا اي ..مين مزعلك انطجي زعلانه من حاچه انا ..شريف اي حد اهني زعلك ولا اي ..
قال بصوت عال بسبب صمتها:-
-ردي علي ساكته ليه !
لم ترد عليه وبدون سابق انذار شرعت في البكاء بغزاره فأحتضنها قائلاً بحنو ويده تربت من على شعرها لظهرها:-
-شش خلاص عاد بكفياكي بكا وجوليلي مين زعلك وعتشوفي هعمل في ايه زعلانه عشان شمس معتردش عليكي خمس دجايج واشيعلها حد يخليها ترد بس بلاش بكا ياحبه الجلب
لكنها لم ترد عليه واستمرت في البكاء فهى اصبحت مشوشه لا تجيد التفكير بمفردها تاره تقرر بدء حياه جديده معه وتاره لا لا تستطيع اخذ قرار حاسم بمفردها ..استمرت في البكاء حتى انهكها التعب وذهب في ثبات عميق
**************
دلف رأفت الي منزله فوجده هادئ بعد سفر اخيه وزواج شقيقته فدلف الي غرفته ابدل ملابسه ثم خرج حتى يبحث عن والدته فوجدها جالسه بصمت شارده في شيئ ما
فاقت رقيه على قبله رأفت ليدها فأبتسمت له مرتبه على شعره بحنو :-
-جيت امتى ياحبيبي
-يدوبك غيرت هدومي وجيتلك يا جميل..قاعده لواحدك ليه كدا اومال بطوط والحج فين
قرصته من وجنته قائله:-
-اسمها خالتو وبابا لسه مجاش زمانه جي هو ومهران
ثم سألته بأستفسار قائله:-
-شريف مش بيرد عليا ليه كلمته كتير مش بيرد ..انت كلمتوا انهارده
اومأ لها قائلاً وهو يجلس بجانبها:-
-اه كلمته من نص ساعه كدا وهو لسه في الشركه هيخلص اللي ورا ويرجع
-كل دا في الشركه ليه يعني
ثم اكملت بضيق:-
-طبعاً مش يسافر عشان يقضي اليوم كله في الشغل ماشي يا شريف
-متقلقيش عليه معاه جابر وسلمى
-ازاي مقلقش عليه وهو من ساعه ما ساب شمس وهو دافن نفسه في الشغل 24 ساعه كان ناقصني كمان انو يسافرر عشان يبات بالمره في الشغل يارب احرصه من كل شرر
-هو مين دا اللي يبات في الشغل
وقف رأفت على الفور عند سماع صوت والده ثم ذهب اليه مقبلاً يده:-
-ماما زعلانه على شريف يابابا
-زعلانه عليه ليه ..شريف راچل وميتجلجش عليه واصل
-لا يتقلق عليه انا امه وبقولك كدا
عرف رأفت انهما على وشك بدء عراكهم سوياً كعادتهم عندما يزعلوا من بعضهم فقال وهو يذهب حيث غرفته:-
-اه..طب بعد اذنكوا بقى هرتاح شويه قبل ما العشا يجهز
-ماشي يا حبيبي
هم محمد من مكانه قائلاً لها :-
-همي ورايا مش هنتحدت جدام الشغالين عاد
***************
دلف هشام الي بيته مع زوجته بعدما اوصل ليلى الي بيتهم
دلفت فريده دون ان تنبت بكلمه الي غرفتهم ثم الي المرحاض حتى تأخذ شاور وتبدل ملابسها بينما بالخارج تأكد هشام من انها دلفت الي المرحاض عندما استمع الي صوت المياه فأخر هاتفه مجيباً بعدما دلف الي الشرفه حتى لا تسمعه فريده:-
-رولاا انتي فين
-موجوده اهو يابيبي انت اللي فينك كدا مجتش انهارده
-جايلكوا اهه بس انتو في انهي مكان انهارده
-احنا في ***********
-تمام جاي اهو باي
-اوكي باي يابيبي
دلف الي الغرفه فوجد فريده تخرج من المرحاض فدلف من غير ان ينبت بكلمه الي المرحاض بعدما اخذ ملابسه حتى يبدلهم وخرج فأوقفته قائله :-
-ايه دا انت خارج تاني ولا ايه
-اه خارج عاوزه حاجه اجيبهالك وانا جاي
-لا تسلملي
هز رأسه بعدم اهتمام :-
-اشطا باي
جلست مكانها بحزن بعدما سمعت صوت غلق الباب ورأه قائله وهى تكلم نفسها كأنها شخصاً امامها تقنعه:-
-اكيد راح يسهر مع صحابه اه هيكون راح فين يعني ..
ثم سحبت هاتفها حتى تكلم والدتها
***************
ظل شريف يعمل منذ ان اتي بالنهار حتى انهك فنظر في ساعته حتى ير كم مر عليه من الوقت فوجد الساعه تعدت الثانيه عشر بعد منتصف الليل ففرك عيناه قائلاً:-
-يا الله ! كل دا بشتغل ومحستش بالوقت زمان ماما من كتر ما اتصلت جيالي بنفسها مشي تشوف في ايه
ثم سحب چاكت بدلته وهاتفه من على الكرسي وسار خارجاً من الشركه بأكملها بأرهاق قاد سيارته نحو منزله فوجد جابر واقفااً بالشرفه ناظراً للفراغ فقال وهو يترجل من السياره:-
-ودا واقف كدا ليه شكله كدا بيقول انو بيعد النجوم
فاق جابر من شروده على صوت سياره شريف وهو دالف الي القصر فهو كان يفكر في السبب الذي ادي الي انهيار سلمى بتلك الشكل ترا انه منه بسبب اجبارها على الزواج منه ام من والديها بسبب تركهم لها حتى تعيش وحدها ام منهما سوياً لا يعلم السبب لكنه مازال يفكرر فلو السبب منه سينزلها على الفور الي بيتهم بالقاهره حتى تكون بجانب اهلها واصدقائها
-ايه ياعم وصلت لحد كام
-لحد كام ايه مفاهمشي
-مش انت بتعد النجوم برضو ولا ايه
-لااع بعد النيازك اطلع بجي جبل مااحدف واحد عليك يجيب اجلك ياعم الحلو انت
-لا انزل انت نقعد شويه اومال فين سلمى نامت ولا ايه
-ايوه نامت عحبال ما تنام انت كومان وارتاح منك
-اتكلم عدل يا جابر بدل ما اطلع اقبلك من فوق
-لااع استني انزل عشان تجلبني صوح
-ياعم بهزر مالك في ايه
ثم اكمل بجديه:-
-انزل نقعد شويه ولا هتنام؟!
-لا مش هنام نازلك اهه
نزل جابر وظلوا يتسامروا حتى اذن عليهم الفجر فقامرا سوياً ذاهبين الي المسجد حتى يصلوا جماعه مع اهل البلد ورحعوا الي القصر مره اخرى
-اومال الواد هشام اختفي مره واحده ليه كدا
نظر له بأهتمام قائلاً:-
-اختفي كيف يعني
-مش بشوفوا خالص من ساعه الفرح بتاعك انت وسولي
صحيت سلمى بعد نومها ماسكه رأسها من الصداع نتيجه نومها بعد بمائها فنظرت بجانبها وجدته فارغ فسمعت صوت الاذان فعرفت انه ذعب الي المسحد ثم قامت ادت فريضتها وعندما انتهت سمعت صوت شريف وجابر بالجنينه فنزلت لهم
قاطعت حديثه قائله ببسمه صافيه وهى ذاهبه نحوهم:-
-صباح الخير
وقف حابر على الفور ذاهباً لها قائلاً بعتاب:-
-اني مش جولتلك ترتاحي زين عشان رچلك
-مالها رجلي ماهى بقت مش بتوجعني زي الاول اهه
حملها ذاهباً الي اخدي المراسي حتى يضعها عليه:-
-برضو ترتاحي لحد ما تخف خالص مش هعيدها تاني ياسلمى
-انا اخوها وواقف على فكره
-اعلملك ايه ياعني يااخوها اجعد ساكت
-شريف فين رأفت مش بيتصل بيا ليه
-نزل الشركه بقى يا سولي ومحدش قده
-ايه دا بحد عقبالي ياارب
-عجبالك في ايه
-لما انزل شغلي انا كمان
-ااه ..لما رچلك تخف نبجي نشوف الموضوع داا
ثم حول بصره الي شريف قائلاً:-
-هم يا شريف على اوضتك ناملك شوي انت منمتش من امبارح
-ماشي تصبحوا على خيرر
ذب سريف ثم حمل جابر سلمى مره ثانيه الي غرفتهم فقالت :-
-لا نزلني انا عاوزه اقعد هنا
-اني هنام عتطلعي كيف
-رحلي لسه فيا والله ..هطلع عليها وبعدين انت هتنام وانا صحيت هقعد في الاوصه اعمل ايه
-هتنامي عتعملي ايه ياعني
-بقول صحيت يعني مش هنام تاني ..نزلني بقى
-لااع لما اصحي هبجي انزلك يلاا
********************انتهي البارت العاشر
من روايه غرام اهل الصعيد
رايكوا +ڤوت بقى.