البارت السابع عشر من غرام اهل الصعيد
بقلمي/هدى سمير
*****************************************ظلوا يلهون هنا وهناك حتى انهكهم التعب فقال عبدالرحمن وهو يلهث:-
-منكوا لله دا انا على وش جواز تبهدلوني كدا مكانش العشم
-انشف ياض
نظر له بصدمه ثم رد عليه بسخريه مغيراً نبره صوته:-
-لا اش ليك دعوه بيا يا نوتي
-عبده
-قلبه
-انا هروح التواليت وجايه بعد اذنكم
-بتناديني عشان كدا هروح انورلك بالكشاف يعني ولا ايه
-دمك خفيف انت كدا يعني
-اتكلمي عدل يا ليلى
-ولو متكلمتش هتعمل ايه
امسك يدها مشدداً عليها بعنف قائلاً:-
-عاوزه تعرفي هعمل ايه
ظل رأفت جالساً يتابع شجارهم بأستغراب من سبب خناقهم ووقف على الفور عندما اشتد الحديث بينهم فقام ساحباً يدها منه قائلاً لها بهدوء:-
-روحي يا لولا التواليت يلاا
**********************
-ايه ياعم فيه ايه لكل دا
-مفيش هى اللي مش عارف مالها فيها ايه
-طب اهدي محصلش حاجه لكل دا
-انا هادي جداً وباكل جاتو كمان اهه تاكل؟
-يارب ..اومال فين رغد اا اقصد البنات
-معرفش،انا قايم اشوف ليلى فين وحشتني جداً
-اتعدل ياعبدالرحمن انا قاعد
-طب ماانا قاعد وشايف عينك اللي هترشق رغد وساكت مش راضي ازعلك ادامهم عشان شكلك بس
-ياجدع اومال مين اللي وقعني من شويه مردودالك يابن رشدي
سكت قليلاً ثم قال له:-
-هو انت اتخانقت ليه انت و ليلى مع بعض اصلاً مش فاهم انتو كنتوا قاعدين حلوين ايه اللي جرى
-وانت مالك ياعم الحج خليك في قهوتك اللي بتشربها ونقطنا بسكاتك كفايه عينك ديي
-ايه قله الذوق دي انا غلطان اني اتكلمت اصلاً
-فعلاً عندك حق
-انا قايم ماشي من وشك عيل مستفز اخر حاجه
-فعلاً عندك حق
-عبدالرحمن بلاش تخليها تهب عليك
-خليها تهب دا حتى الجو حر انت عارف بقى الشتا والمطره وحاجه قرف امشي ياعم امشي انت لسه واقف
************
عادت فريده الي شقتها فوجدتها تعم بالفوضى كأن يسكنها شب عذابي وليس رجل متزوج ذهبت زوجته لزياره اهلها يومين فقط!
هزت رأسها بعدم فائده في فهو سيظل هكذا يقلب المنزل رأساً على عقب عندما يكون وحده بسبب جهله بمعرفه اماكن الاشياء
كادت ان تذهب الي المطبخ حتى تبدء به فوجد باب غرفه النوم الخاصه بهم يفتح ويخرج منه هشام يتحدث بالهاتف دون ان يلاحظ وجودها
-انهارده على العشا كدا هاجي
-....
-ايوه في نفس المكان
-.....
-اوكي باي
انهي هاتفه وتوجه الي باب الشقه حتى يفتحه فوجد الشنطه الخاصه بـ فريده امام الباب فحملها على الفور ادخلها قائلاً بصوت عال وهو يبحث عنها في ارجاء المنزل:-
-ديداا انتي فينن يا ديدااا
استغربت فريده من معاملته تلك فقالت بهدوء وهى تنظف المطبخ:-
-انا هنا في المطبخ يا هشام تعالي
دلف الي سريعاً محتضن اياها قائلاً:-
-مقولتيش ليه كنت كيت خدتك انا
-افتكرتك نزلت الشركه فـ جيت انا
ثم اكملت بعتاب:-
-وبعدين انت اتغيرت خالص يا هشام فجأه وبدون مبررات اقولك ازاي بقى
-انا اسف
-اسف على ايه
-على كل حاجه تعالي
امسك يدها حتى جلست امامه فقال بعد عده دقائق من الصمت:-
-بصي انا عارف اني مقصر كتيرر واتغيرت من غيرر بسبب فأنا اسف جداً واوعدك اني هرجع هشام حبيبك بتاع زمان بس متمشيش تاني
هزت رأسها قائله بنبره باكيه:-
-يعني انا مشيت بمزاجي ..انا مشيت لما حسيت اني بتخنق وخلاص مفيش حد اتكلم معاه ..كنت متعوده اتكلم معاك انت ف لاقيتك اول واحد بعد عني وبعدك جابر اللي انشغل في تجهيز فرحه وشغله
احتضنها قائلاً بحزن:-
-انا اسف يا عمري سامحيني
-مبزعلش منك اصلاً
-حبيبي..وانا هعوضك عن كل دا وهاخدك ونطير كام شهرر
ابتعدت عنه قائله بفرحه:-
-بجد يا هشام هنروح فينن
-بجد ياعمر هشام..المكان اللي حبيبي يختاره هوو
**************
رجعت شمس ورغد الي الطاوله الجالس عليها رأفت بملل قائلين:-
-اومال الباقي فين
-سلمى اختفت معرفش راحت فين وعبده راح ورا ليلى اقعدوا
جلست رغد قائله بعبوس:-
-كله مشي اومال انت قاعد ليه
-امشي يعني !
-لا مش قصدها طبعاً
-تشربوا ايه
-نسكافيه بلاك
-عصير فراوله
غمر لها قائلاً:-
-احلى فراوله
-طب وبالنسبه لل نسكافيه ولا انت مسمعتش
انسحبت شمس بفرحه من مكانها عندما لاحظت نظرت رأفت لشقيقتها فقال رأفت بعدما ذهبت بمرح:-
-والله عندها نظر
-هى مين !
-شمس
-اه..طب انا هروح التواليت
_لا اقعدي عاوز اتكلم معاكي
-هتتكلم معايا في ايه هو احنا في بينا كلام
-جايز
-نعم !
-انتي ايه رأيك فيا
ارتبكت رغد من سؤاله المفاجئ فقالت :-
-رأيي فيك ازاي
-رأيك گ رغد في شخصيه رأفت اللي ادامك دا اللي هو انا
-رايي من ناحيه ايه
-يعني مثلاً لو اتقدمتلك بأذن الله هتوافقي ؟
-تتقدم لمين
انتفضوا على صوت يحيي والدها
-بابا
بينما قال رأفت بمرح ويده على صدره :-
-عمي يالهوي
-ايه دا بابا كمان معاكوا ..استرها ياارب
-اجعد ياولدي احعدي يابنتي
-ازيك ياعمو
-اني تمام
-اومال فين الباقي
-سلمى هناك اهي و شمس بيجيب عصر
-وعبدالرحمن وليلى فين
-اهم ورا حضرتك عند الكافيه
*************
ذهب عبدالرحمن حتى يرى ما بها فوجدها متجهه نحو المرحاض الملحق بالكافيه فأسرع من مشيته حتى يلحقها فقال لها بجديه بعدما وقف امامها مانعاً اياها من الذهاب:-
-افهم بقى في ايه
-والله ! يعني انت مش فاهم في ايه
-مش فاهم في ايه بس فاهم انك نزلتي مع رأفت من غير ما تتعبي نفسك وتقوليلي
-واقولك ليه لما انا جايه اقابلك اساساً
-والله ! على اساس ان مخي صغير عشان اعاتبك على المره دي بس ..دا انتي روحتي تباتي عند خلاتك وقولت ماشي ونزلتي مع رأفت وعادي انا بثق في مع ان المفروض غلط انك تنزلي معاه وغير الكام حركه اللي عملتيها وبتعمليها كل دا لازمته ايه افهم بقى
-لازمته اللي لازمته انا حُره وبغدين انت تحاسبني لما ابقى في بيتك
-ليلى ! انا بعدي حاجات كتير بمزاجي ف متتخيليش ان دا ضعف مني او ان مثلاً مش هقدر اعملك حاةه ف اتعدلي احسنلك وبعدين انا احاسبك في اي وقت لما اشوفك بتعنلي حاحه غلط يعني مش بخلق خناقات من اللاشيئ ولا تحكم وانتي عارفه الكلام دا كويس
-اه ان شاء الله ..بعد اذنك
-اذني معاكي ياختي
ثم قال بصوت عال بعض الشئ حتى يصل اليها:-
-انا مستنيكي هناا عشان نرجع سوى متتأخريش يا حبي
**************
بينما على الجانب الاخر لم تدري سلمى بما حولها بسبب اندماجها الشديد بالالعاب وتصوير نفسها فقامت بأنزال صوره لها على موقع التواصل الاجتماعي وهى في احدي الالعاب حتى يراها جابر
**************
بينما على الجانب الاخر بأحد الدول الخارجيه ظل شريف وجابر بالچيم يتابعه تمرينهم
-عاش يا رجاله
-تسلم يا كوتش
-يلاا هم يا شريف خلينا نمشي
-هنروح فين ياقدري
-عاوز اچيب حاچات
-لمين
-ليا اني مجبتش حاچات كَتير امعاي
-ماشي يلاا جاء حتى يتحرك فقاطعه صوترهاتفه معلناً عن اشعار
-استر يارب مبقتش ارتاح لما اسمع الميوزك دي فتح الهاتف فوجد صوره شقيقته
-الله ! هو اشمعنا انا اللي الصور بتجيلي اول بأول متروح لجوزها
-عتكلم نفسك عاد ولا اي
-ياعم حاجه غريبه هو عرف منين انهم يقربولي عشان كل ما ينزلوا حاجه تجيلي انا الاول
-جلب الام ..
ثم اكمل بأستفسار:-
-حاچه ايه اللي نزلت
-اتفضل ياعن شوف
سحب الهاتف من يده حتى يرى ما به ثوان وكان الهاتف متهشماً على الارض قطع صغيره من شده غضبه
فقال شريف بغضب عارم:-
-ايه ياعم دااا التليفون عليه حاجات الله يخربيتك انت اهبل يا جاايرر
رد عليه بغصب عارم مثله:-
-يعني عاجبك الصوره يا ششررريف عشان تتكلم
-مالها الصوره انا مقولتش انو عادي بس التلفون كان عليه كل حاجه ليا انا وشمس يا جابر الله يسامحك يااخي
-انت رايح فين
لم يرد عليه وذهب من امامه بغضب من نفسه بينما اخرج جابر هاتفه حتى يتهاتفها فردت عليه على الفور بصوت زلزل كيانه قائله برقه:-
-جبوري مورنينج عليك يا قلبي
-ووه !
-ايه مالك بصبح عليك
-ولا تصبحي عليا ولا اصبح عليكي وفي ثواني تكوني ماسحه الخرهه اللي منزلاه داا
-هو ايه دا اللي منزلاه مش فاهمه
-سلمى بلاااش اجده مبحبش الطريجه دي
-اومال بتحب ايه هاا انك تسافر من غير ما تقولي ولا انت زعلان عشان رأفت اخويا حبيبي خرجني وداني الملاهي
-ملااعي كومان داا كملت جويي فين رأفت
-هناك في الكافيه
هز رأسه بعدم فهم قائلاً:-
-لما هو في الكافيه اومال انتي فين مفاهمشِ
-انا بتمرجح تعالي اتمرجح معاياا يلاا النطاط تحفه بجد
هز رأسها بغضب من الموضوع بأكمله ثم رد عليها بغضب عارم اسرعها من شدته:-
-نطاط كيف وازاي سابع البرمبه سايبك تتنططي اجده جدام اللي يسوى واللي ميسواش انزلي روحي على البيت اني ليا كلام تاني مع الرچل اللي سايبك تتمرچي جدام النااس يلاا همي روحي عنده واني معاكي على الخط واديهوني
-اهدي بس انا بهزر
-هتهزري كيف يعني..سلمى بلااش تعصبيني عليك اكتر من اجده ويلاا همي روحي طوالي بدل ما اعمل حاجه تزعلك مني يلاااا
*********
انتهي البارت السابع عشر
رايكم