البارت التاسع عشر
من *غرام اهل الصعيد*
بقلمي/هدى سمير
*****************************************
ليلاً في منزل يحيي مهران ترجل السلم الخاص بالمنزل قائلاً بأستفسار ل شمس بعدما اوصل عبدالرحمن الي غرفته :-
-ايه اللي حصله يا شمس وازاي العربيه خبطته
هزت رأسها بحزن قائله:-
-مش عارفه والله يا بابا احنا نزلنا من العربيه وكنا بنهزر فجأه لاقينه على الارض و العربيه مشيت فخدنا على المستشفى على طول
-كل دا يحصل وانا اخر من يعلم ..طب شوفتوا رقم العربيه !
-لا اتخضينا على عبده فَ مخدناش بالنا منها غير وهى ماشيه
-وانتو كويسين
-اه الحمدلله
اومأ لها حامداً الله على سلامتهم ثم سأل على رغد قائلاً :-
-فين رغد راحت فين
-فوق في اوضه عبدالرحمن
-طب روحي ياحبيبتي غيري هدومك عقبال ما احضر العشا
- هنتعشى فوق عند عبدالرحمن يا دريه
-ماشي ياحبيبي
*************
بينما على الجهه الاخرى لم تستطيع سلمى النوم بعد حديثها مع جابر وقرارها بين نفسها ببدء حياه جديده معه فقد استسلمت اخيراً واعترفت امام نفسها بأعجابها به
اخذت تسترجع يوم رجوعهم وطلب جابر بأنه يرد ان يتحدث معها عندما يعودوا وعبوسه منهافلاش باك
دلف جابر وسلمى الي شقتهم فقال لها بعدما ابدلوا ملابسهم بملابس اخري اكثر راحه فقال بهدوء مشيراً لها بالجلوس بجانبه:-
-تعالي اجعدي چاري
جلست جانبه بهدوء نسبياً منتظره بدايه حديثه
-عارفه اني بحبك ولا لأ
هزت رأسها بعد دقائق من سؤاله بهدوء دون النظر اليه
- وانتي
-انا ايه
-بتحبيني زي ما بحبك ولا لأ
-ليه السؤال دا يا جابر
-عاوز ارتاح
-بتحبيني ولا لأع عاوز اچابه
-انا مش بكرهك
-بس مش بتحبيني !
-لا مش بكرهك
-مش بتكرهيني بس مش بتحبيني
هزت رأسها نافيه قائله بلعثمه:-
-اا لا ..اه مش عارفه
مسد على يدها قائلاً بحنيه:-
-براحه اني بتكلم عادي عشان زهقت يا سلمى وعاوز ابدج حياه چديده معاكي من غير خناج عاوز اعيش في استجرار
-ما احنا عايشين حلو اهه
-بس اني مش عاوز العيشه دي من غير حبك !
خجلت ولم ترد عليه فقال بتنهيده:-
-جومي ننام يا سلمى
-انت زعلت
كشر قائلاً بضيق مصطنع:-
-هزعل من اي انتي عامله حاچه تزعلني اياك
-يا جابر والله مش بكرهك بجد انا انا
-انا انا اي انتي علجتي ..جومي يل سلمى ننام يلاا
خرجت من شرودها قائله:-
-يمكن عشان كدا سافر من غير ما يقولي ..دا انا كنت مقرره اقوله كل حاحه ..ماشي يا جابرر ماشي
**
-هو انا اكيد احساس نحيته مجرد اعجاب بس هيكون ايه يعني..اتصل بيه ولا زمانه نايم..بس لو نايم هيرد عليا عادي زي كل مره..لا حرام لو نايم..ايوه حرام اصحي ..انا اكلم شوشا ورغد احسن
*********
-بس عبدالرحمن اتخبط من ايه
-مش عارف بيقولوا عربيه بس ازاي خبتطه مش عارف
-هتلاقي كان بيعمل حاجه هبله زيه
-المهم انو بخير
-طب هننزل ليه بقى دا انا لسه جايين الصبح هنمشي بليل
-اه يلا
هز رأسه نافياً :-
-لا انزل انت بقى وانا هقعد كام يوم هنا
-ليه !
-مش عاوز انزل
-طب يلا ياشريف انجز خلينا ننزل كمل لبس
*****************
-ياخبر..طب وهو عامل ايه دلوقتي
-ايده ورجله اتكسرت
-ياحرام طب وليلى عرفت
-لا لسه معرفتش
-ليه
-عشان هما متخانقين اصلاً هتصل اقولها ايه
-تقوليلها اللي حصل مهما كانو متخانقين بس اكيد مش هتعرف انو عمال حادثه وهتسكت
-لو اتصلت بيها دلوقت هتتخض انا عارفه
-خلاص بكره هكلميها ..وروحي نامي يا سلمى انتي فايقه ليه
-مش جايلي نوم !
-بس انا عاوزه انام
-روحي اتخمدي يا رغد
اغلقت مع رغد قائله بملل:-
-مفاضلشي غير ديدا هكلمهاا
*****************
-مش كنا اتصلنا بيهم بدل ما ننزل فجأه كدا ويتخضوا
-مااحنا لو اتصلنا بيهم دلوقت هيتخضوا برضو
-عندك حج..بس اني هتصل برأفت ينزل يستنانا
-اشمعنا
-هو ايه اللي اشمعنا هنروح كيف يعني لما ننزلوا من الطياره هنركب الهوا !
-ياريت دا حلو
-هو ايه
-ركوب الهوا ..انت مجربتهوش ؟
-هچبسك يا شريف ..ابعد عني دلوجت احسنلك
-ماشي ياعم بس ابقى افتكرها
-حاضر
اخرج جابر هاتفه حتى يهاتف ابن عمه فجأب بعد عده دقائق قائلاً بنعاس:-
-مين قليل الذوق دا
-اني جليل الذوج يا حبيب جلبي
انتفض من نومهرقائلاً وهو يتأكد من اسم المتصل :-
-حبيبي يابو نسب معلش بقى العتب على النظر..هو انت كنت عاوز ايه
-متصل اسمعك صوتك ياحبيبي مجدرش انام جبل مااسمعه بيطمني
-حبيبي ..بس بقى عشان بتكثف
-جوم يالا البس وانزل استنانا في المطار
-ليه
-هنفسحك
-انت عمال تتريق عليا من الصبح وانا ساكتلك خلي بالك
-لا متسكتس ..ساكت ليه
-عشان انت حبيبي ..الا قولي
-ايه
-انت نازل
-ايوه نازل اني وشريف اهه
هز رأسه بعدم فهم قائلاً كأنه يحدث نفسه:-
-نازل هو وشريف ازاي ..يعني هو سافر البلد تاني ولا شريف اللي سافر معاه ..هو مين بيودي فين مش فاهم
-لا هتفهم ..جوم واستنانا في المطار يلاا
-ماشي ياعم ما انا السواق بتاعك
*************
بمنزل هشام ليلاً وقد استقرت الامور بينه وبين فريده نوعاً ما بعدما ابتعد عن كل من كان يعرفهم واشغل وقته بزوجته وبحبها مثلما كان يفعل كذلك اهتم بشغله اكثر من قبل
زفر بأرهاق قائلاً من كثره ما عمله:-
-حبيبي
-نعم
-اعمليلي نسكافيه بلاك
-بليل كدا غلط
-معلش مصدع وعاوز اكمل شغل قبل ما انام
هزت راسها نافيه ثم ذهبت جالسه بجانبه ساحبه الورق الذي كان يعمل به قائلاً بهدوء:-
-طب هات الورق وادخل انت نام ارتاح شويه
هز رأسه نافياً قائلاً بأرهاق:-
-لا مش هتعرفي انا عارف الحسابات والارقام ..كدا انتي هتلغبطي كل حاجه وهضطر اعيد من الاول وانا مش قادر
-طب خلاص هقعد اساعدك بس انا عارفه حاجات كتير
-لا روحي نامي يافريده وانا هخلص وهدخل انام انا كمان
-يا هشام والله بعرف في الشغل بتاعكوا متنساش اني كنت بساعد بابا قبل ما نتجوز وعندي فكره عنه
-عارف بس مكنتش عاوز اجهدك ولا حاجه
-لا متخافش ويلا نشتغل بقى عشان عاملين نتكلم وانت شكلك تعبان
**************
بغرفه عبدالرحمن اجتمعت العائله حوله يتناولوا وجبه العشاء
-في حد يتعشى الفجر كدا
-عشان في حمار عطلنا
-ومين الحمار ياجوز اختي
-واحد زرل متخدش في بالك يابودي وكل
-حبيبي..قومي يابت هاتيلي ميه
-لا تكلم بنتي كدا هكسر باقي جسمك
-انت قفوش كدا ليه دا انا خالهم
اقتربت منه رغد قائله بخبث:-
-طب كل ياخالو ياحبيبي
نظر لها بأسخريه قائلاً :-
-ابعدي يابت من هنا كتك خوت خالك ايه دا انتي اللي خالي
-كلم اختي عدل
-لا من اولها كلم اختي وبنتي عدل هشوفلي مستشفى اتعالج فيها انا بحذركم
-يلا في داهيه
-بتقول حاجه يابو نسب !
-بس بقى محدش لي دعوه بابودي كُل يا حبيبي الله يسامح اللي عملك كدا
-اكل ايه دي فراخ لا هاتي شوربه وموبايلي باليز
-لا
-باليز
-لا
-باليز
-ك
-انتو بتقولوا ايه
-مفهمتش !
-لا
-احسن
-ولا اتعدل
-مش قادر ضهري واجعني تعالى انت اعدلني باليز
-لا
-ماشي ياغدار
-اعدل ياعبدالرحمن انا مش صاحبك
-حاضرر امشي بقى
-ايه
-اقصد اني هنام تصبحوا على خير
ظلوا جالسين بعض الوقت ثم انتقل كل فرد الي غرفته ينامون
*****************
صدح صوت المؤذن لـ صلاه الفجر مع وقوف الطائره التي وصلت الي الوطن فنزل جابر وشريف منها متجهين الي بوابه الخروج فوجدوا رأفت بأنتظارهم قائلاً وهو يذهب من امامهم
-يلا بسرعه عشان عاوز انام
ذهب شريف نحو قائلاً وهو يحتضنه :-
-كنت نايم في حضنك انا !
-حبيبي..بس برضو عاوز انام
-ياعم كلها ساعتين ونور يطلع خلينارنقعد في اي حته
-اشمعنا
-عشان نروح ل عبدالرحمن
-ليه مالو واحشك ؟
-عربيه خبطته يا اذكي اخواتك
-ايه دا امتى وازاي وفين دا انا لسه سايبه من كام ساعه
-حسابك معايازبعدين عشان تبجي تعرف زين تخرچ مرتي وتتمرچح جدام اللي يسوى واللي ميسواش
-اني اسف يا صاحبي
-طب يلا هنفضل واقفين كدا كتير
-لا هنروح البيت اني عاوز انام
-تمام يلاا
******
قاطع انهاكهما بالعمل صوت هاتفها الذي صدح فسحبته مجيبه عليها :-
-حبيبي
-انتي الوحيده اللي صاحيه بقى وروحت ل رأفت لاقيته مش موجود
-طب ما تنامي
-فكره حلوه لا وجديده..ماانا لو جايلي نوم هتصل بيكي ليه
-انتي صح..طب مش عاوزه تنامي ليه
-عشان عاوزه اكلمه بس زمانه نايم
-نامي انتي كمان يا سولي
-انتي عاوزاني اقفل
-لا انازاصلاً كنت عاوزاكي استني
وقفت حتى تذهب الي غرفتها فقاطعها صوت هشام قائلاً بضيق:-
-قايمه رايحه فين مش قولتي هتقعدي تساعديني
-ايوه يا حبيبي هقول ل سولي حاجه بس وجيالك
سمعت سلمى صوت هشام فقالت حتى تنهي الحديث عندما وجدته بجوارها:-
-يا فريده الكلب لما هو جمبك سيابني ارغي من الصبح ليه باي
اغلقت معها ثم قالت:-
-لا مبدهاش بقى هتصل بيه فأخرجت رقمه تحادثه لكنه لم يحيب عليها
-مش بيرد ليه دا ..دا الفجر اذن المفروض انو صحي عشان يصلي..ممكن يكون مش سامعراو بيقراء قراءن ..ايه دا انا تعبت هنام بقى
************
-مش بترد على موبايلك ليه ياعم
-خاليك في حالك
-حاضرر من عنيا
-رايح فين يا رأفت
-رايح اي حته ناكل فيها
-مناكل في البيت
-زمانهم نايميين
-وانت صاحي ليه عشان تقرفنا
-يعني متصلين بيا ومصحييني من النوم عشان استظرافك دا
-انا بستظرف !
-لا انت حبيبي************
وصلوا الي منزلهم فوجده الجميع قد نام جلسوا سوياً ثم ذهب كل منهما الي غرفته
فدخل جابر حيث غرفه زوجته التي تنام بها وظل ينظر لها وهو يقترب منها ثم جلس اعلى الفراش بهدوء متأملاً لها ويده تمسد على شعرها قائلاً بهمس عاشق:-
-وحشتيني جوي ياحبه الجلب حاسس اني مسافر من سنين مش من يوم ..اليوم من بعدك بسنه بحمد ربنا اني اتچوزتك حتى لو مش بتحبيني انا راضي لحد اليوم اللي هتحبيني فيه ساعتها هبجى اسعد واحد في الدنيا دي كلها ..المهم انك معايا وجمبي
كانت سلمى مستمعه لكلامه فدمعت عيناها من كلامه فهو حقاً يعشقها فكيف لها ان تتحاشى ذلك الحب هزها جابر برفق عندما لمح دمعتها ظناً منه انها تحلم بأحدي الكوابيس فقال بقلق:-
-سلمى فوجي انتي بتعيطي من ايه متخافيش اني چارك اهني
فتحت عيناها دون رد عليه فأستقامت في جلستها واحتضنته قائله ببكاء:-
-انا اسفه
-اسفه على ايه ..في حد زعلك واني مش موجود !
-لا
-اومال مالك ..عتبكي ليه
-عشان انا غبيه
قال بمرح ويده تمسح دموعها:-
-متجوليش على حبيبتي اجده
-لا انا غبيه اللي يبقى عندها حد زيك كدا بيحبها وهى لا تبقى غبيه ..اللي عندها حد يحافظ عليها ويتمنالها الرضا وهى تتجاهله تبقى غبيه واللي عندها زوج زيك ومش واخده بالها من حبه تبقى ستين غبيه
هز رأسه بحب قائلاً وهو يرجعها الي الفراش :-
-طب استريحي دلوجت الوجت اتأخر..انتي لو مكنتش غبيه مكنتش حبيتك ..اني حبيتك زي ما انتي اجده وهفضل احبك اجده
-وانا بحبك
تسمر جابر في مكانه من جملتها البسيطه.. فهى جمله بسيطه لكنها بالنسباله زلزت كيانه بأكمله فهو ظل سنين يعشقها منتظراً منهز نظره واحده مجرد ناظره واحده وهى الان تعطي الكلمه التي لطالما حلم بها نطق بذهول غير مصدقاً ما سمعه:-
-عتجولي ايه !
اخفضت نظرها الي اسفل فهى لا تعلم متى واين نطقت تلك الكلمه:-
-رد علي وقوليها تاني عاوز اسمعها
-تؤ
-توج ايه دا اني ما صدجت نطجتيها حاسس اني هموت من الفرحه
نظرت لها بسرعه قائله:-
-بعد الشر عليك ايه الكلام دا !
ثم استرسلت حديثها بغضب عندما تذكرت سفره من دون اخبارها:-
-وبعدين رجعت ليه مش كنت قعدت كام يوم كمان ما لسه بدري
-يعني ارچع !
ثم اكمل بحده:-
-وبعدين كيف تخرچي وتروحي الملاهي من غيري وكومان تتمرچحي جدام الناس عادي اخر مره يا سلمى!
-يالهوي دا افتكر ذاكرته ايه ميه على ميه
نطقتها بخفوت ثم قالت:-
-خلاص يبقى كدا خالصين
-جوليها تاني بجي
-هى ايه
-بحبك
-تؤ
******
انتهي البارت التاسع عشر