الفصل الثانى

327 18 0
                                    



قومت مفزوعة و بصرخ كل اللى فى دماغى مريم و مى اللى اختفوا و الشبح اللى طلع أنا و البنى أدم ده كمان اللى ظهر فجأة بس كان حلم .. لاء كابوس فتحت عينى لقتينى فى مكان غريب اكتشفت بعد كدة إنه المستشفى
كان حد ماسك ايدى و واحدة بتقول : اهدى متخافيش ..انتى كويسةفضلت ثوانى بستوعب إنى فى المستشفى و اللى بتتكلم دى الممرضة
كنت بحاول اتكلم و لأول مرة أحس إنى مش عارفة اتكلم أو تقريبا نسيت هى الناس بتتكلم ازاى
" أنا جيت هنا ازاى "
ابتسمتلى و شاورت بأيدها على شاب كان واقف مع الدكتور بره الأوضة و قالت : الاستاذ هو اللى جابكثانية ده نفس الشاب اللى ظهر فجأة و شوفته و أنا فى المبنى .. يعنى مكنش حلم !
فجأة لقيت ماما داخلة الأوضة و معاها اختى آية و كانوا مخضوضين
ماما وهى بتمسك ايدى : مالك يا إيمان .. ايه اللى حصل
كنت لسه هتكلم بس الممرضة سبقتنى و قالت : اهدى يا طنط هى بخير
" ايه اللى حصل "
هنا دخل الشاب ده و اللى افتكرت إن اسمه أحمدابتسملى و قال : حمدلله على سلامتكماما و آية كانوا بيبصوا له باستغراب و الممرضة لاحظت كدة فقالت : ده الاستاذ اللى جاب الأنسة هناماما ابتسمتله ابتسامة خفيفة و قالت : شكرا يا ابنى
فابتسم و قال : على ايه أنا معملتش حاجةدماغى كان فيها زن رهيب و مكنتش فاضية استناهم يخلصوا تعارف و مجاملات و تشكرات فقولت : هو ايه اللى حصل
- مفيش حاجة بس اغمى عليك و أنا بكلمك
بصيت لماما اللى كانت بتطبطب على ايدى و بعدين بصتله و قولت : و ماما عرفت منين
- أنا كلمتها
ماما : اها أنت الشاب اللى اتصل رب..
" و أنت عرفت رقم ماما منين "
الكل بصلى باستغراب و الممرضة استأذنت و خرجت , أنا مش عامية و واخدة بالى من إنى فاتحله محضر زى ما بيقوله بس اسئلتى مفيهاش حاجة غلط
ابتسم نفس ابتسامته الهادية و قال و هو بيشاور على التيلفون اللى جمبى : خدت الرقم من تيلفونكمقولتش حاجة وقتها بس كنت باصله و خلاص
" مريم م..
ماما : اها صحيح مامة مريم اتصلت بيا و قالتلى انها اتصلت بيكى كتير و انتى مردتيش و قالتلى اعرفك إن مريم كلمتها و قالتلها إنه جالها شغل مستعجل فمعرفتش تجىحسيت بالراحة لما سمعت الكلام ده بس عقلى كان لسه مشتت هو اللى شوفته ده كان حقيقة و لا وهم
مريم كويسة و ده معناه إنه وهم بس أحمد ده هنا و أنا أغمى عليا و ده معناه إنه حقيقة
أحمد : طب عن أذنكم عندى مكالمة مهمةطلع من الاوضة يرد على المكالمة و كان شكله متعصب اوى و هو بيتكلم
ماما : هنروح
" ايوة "
مديت ايدى أجيب تيلفونى و فتحته علشان اتصل مريم بس سبته و بصيت لأحمد اللى بيتكلم فى التيلفون بره بتعجب
هو جاب رقم تيلفون ماما من على تيلفونى ازاى ؟ عرف الباسورد بتاع تيلفونى منين !
و كمان فى مكالمات كتير من مامة مريم و لسه الاشعارات بتاعتها ظاهرة على الشاشة .. ازاى هو المفروض فتح التيلفون ؟!
..................
كنت نايمة على سريرى فى اوضتى و أنا لسة بفكر فى الموضوع ده ، طبعا مشيت و مكنتش هقعد فى المستشفى يوم واحد اصلا
طلعنى من دوشة افكارى دوشة تانية بره و صوت ماما
خرجت فلقيت واحد شوفته قبل كدة مرة واحدة بس لما كنا فى المحكمة علشان قضية البيت اللى بينا و بين عمى
عمى عايز ياخد البيت ده بحجة إنه ضمن ورثه من جدى و الجدير بالذكر و العجب إنى عمرى ما شوفت عمى ده و لا اعرف شكله ايه
يمكن شوفته و أنا صغيرة بس عامة مفتكرش ملامحه و الغريب إنه حتى فى المحكمة مشفتهوش و للصراحة مش مهتمة بيه و لابإنى أشوفه
من ساعة ما بابا مات و أنا كل اللى يهمنى هى أمى و أختى
و ده محامى عمى المبجل .. يا ترى جاى بأنهى مصيبة المرة دى ؟" فى ايه يا ماما "
آية : تعالى شوفى التخريف اللى بيحصل .. قال ايه المحكمة حكمت لصالح عمك و هيخدوا البيت مننا
بصيت للمحامى فقال : آنسة إيمان انتى طبعا متعلمة و تقدرى تفهمى اللى فى الورق ده
خدت الورق من ايده و قريته و فعلا كلامه صح .. البيت حاليا بقى لعمى
ما ضايقتش كتير و لا حاجة أو مضايقتش اصلا
أحنا مش فقرا و لا حاجة بابا سيب أرض كتير لينا غيرإنى بشتغل و مش محتاجة حاجة من حد يعنى مستونا المالى كويس و الحمدلله
من الأول مكنش فارق معايا حكاية القضية دى ولا حاجة بس كنت بعمل ده كله علشان أمى و ارتباطها الشديد بالمكان ده .. غير إنه عندنا شقة كويسة غير البيت دهاديتله الورق و قولتله : تمام اللى تشوفه
ماما بعصبية : أنا مش هخرج من البيت ده و مش هسيب بيتى
" ماما ده حكم محكمة و مش فى ايدنا حاجة "
ماما : فين النقد و لا الاستئناف اللى بيقولوا ليه
" ماما يا حبيبتى الموضوع ما يستاهلش , سيبه ليهم يمكن يشبعوا "
ماما : ازاى مش مهم أنا قضيت حياتى كلها هنا .. انتى اتولدتى هنا و اختك بردو و أنا عشت مع ابوكى هنا حتى ابوكى مات هنا
" ماما لو سمحتى أنا مش محتاجين حاجة و بعدين بابا لو كان عايش كان هيسبله البيت أنتى عارفة إنه كان بيعز عمى اوى "
ماما : و هو فين علشان يشوف اخوه اللى كان بيعزه
آية : خلاص يا ماما
المحامى : يا مدام البيت بقى بتاعى موكلى و ا...
" محامى البهايم انت ياريت مسمعش صوتك "اتعصب اوى و كان لسه هيزعق فجه صوت تانى من وراه بيقول : مستر راشد كفاية كدةبصيت للشخص اللى ظهر فجأة و مكنش غريببس كانت صدمة
هو نفسه أحمد
آية : مش هو ده اللى جابك المستشفى
المحامى : مستر أحمد ابن موكلى و صاحب البيت حاليالاء محتاجة مية ساقعة و هو ايه اللى بيحصلى ده ؟ كله فوق بعضه كدة
ده أنا لسه مفهمتش حاجة .. أنا بقيت تايهة أكتر ما أنا تايهة بس على الأقل عرفت دلوقتى هو جاب رقم ماما منين و لو تفكيرى صح يبقى وجود فى المبنى مكنش صدفةكنت باصة لعينه و لشكله و مش بعمل حاجة غير كدة ، معرفش قالوا ايه و ايه اللى حصل كل اللى سمعته صوت آية اختى و هى بتقول : يعنى انت ابن عمى
كانوا بيزعقوا معاهم و هو بيحاول بيتكلم مكنتش سامعة اى حاجة لحد ما سمعت الجملة دى و فوقت على صوته و هو بيقول : و مفيش حد منكم مضطرة يمشى من هنا
آية : ولله جايب حكم من المحكمة علشان تاخد البيت و بعدين جاى تقولوا متمشوش
أحمد : ده بيتنا كلنا و أحنا عيلة و ده كل اللى كان مقصود من القضية
" و هو عندكم العائلات بترفع قضايا على بعض "
فاضل باصللى شوية و بعدين قال : دى رغبة والدى
" حقيقى و مين والدك ده اصلا "
وشه بان عليه العصبية بس هو كان بيحاول ميظهرش ده
بصلى بابتسامة و قال بهدوء : عمك
بصيت لماما بدون اى اهتمام باللى قاله و قولتلها : ماما جهزى الشنط علشان نروح على شقتنابعدها مشيت ناحية الباب علشان أخرج فشدنى من ايدى و قال : محدش هيمشى من هنا
شديت ايدى من ايده و قولتله : اسمعنى كويس أنا اصرف عليك و على عشرة زيك و لا أنا و لا ماما و لا اختى محتاجين شفقة من والدك .. اها سورى قصدى عمىسبته وقتها و خرجت .. ركبت العربية و روحت لمريم بعد ما عرفت إنها رجعت
وصلت هناك و كنت قلقانة عليها جدا
صورة أحمد ده مخرجتش من بالى بكل مشهد شوفته فيه من اول ما شوفته
و كأننى كنت أقرع أجراس الموت بتذكره فرن صداها فى أذنى بفحيح خافت يقول : اقتليه و اهربيغمضت عنينا و فتحتها و أنا بهز راسى يمكن الصداع ده يخرج منه
مريم فتحت الباب فلقتنى بحضنها تلقائيا
دخلنا و قعدنا
مريم : لاء مكنتش اعرف إنك بتحبينى كدة ، كل دى مكالمات هو أنا كنت مهاجرة
" ايه اللى حصل "
مريم : عادى شغل بس مش فاكره منه حاجةقلبى كان بيدق بسرعة
" ازاى "
مريم : معرفش زى ما يكون كنت بحلم ... المهم قوليلى مالكحكتلها على اللى حصلمريم و هى مصدومة : نعم بتهزرى اكيد
سكت و متكلمتش فقالت و هى بتضحك من غير وعى : يعنى أنا كنت مخطوفة و مى كمان ازاى اصلا مى كنت بكلمها من شوية و قالتلى .. ثانية دى قالتلى إنها جت البيت و متعرفش هى وصلت ازاى
إيمان هو الكلام ده حقيقى
" معرفش يا مريم بس اللى اعرفه إنه خلص "
معرفش ليه قولت كدة برغم إنى عارفة إن مفيش حاجة خلصت بس مكنتش عايزة اقلقها
مريم : و طلعنا بشاب حلو
ابتسمت بسخرية و حكتلها عن الشاب ده و طلع مين فى النهاية
مريم : ايه الفيلم الهندى ده
" ولله ما اعرف "
مريم : طب ما تفضلوا فى البيت يمكن عمك ده كويس فعلا و كله مجرد سوء تفاهم كمان علشان مامتك و خصوصا إنها متعلقة بالمكان ده
" لا يمكن اجاى على كرامتى و لا أقبل حاجة زى دى "
مريم : بس
" قصدك ايه "
مريم : يعنى يمكن خايفة
" خايفة و هخاف من ايه بقى "
مريم : أحمد .. ابن عمك( تقذفك الرياح إلى مكان ليس لك فقط لتريك كم هى عظيمة )كنت بتمشى على الكورنيش باليل بعد ما طلعت من عند مريم
أنا كنت عايشة حياتى فى هدوء ، ايه اللى بيحصل ده ؟
كنت لسه بادير علشان اروح فلقيته فى وشى
اتخيت فى الأول بس لحد دلوقتى بحاول افهم ايه السحر اللى فى عيونه مخلينى ابصلها كل ما اشوفه و أنسى نفسى ... ليكنش لعنة !- أظن الوقت اتأخر جدا و حضرتك ماشية لوحدك باليل
كان بيتكلم بعصبية و شوية تحكم كدة و أنا محدش يكلمنى كدة
" و أنت مالك ؟ "
- بقولك ايه أنا مش سوسن علشان تكلمينى بالطريقة دى ، لازم تعرفى ازاى تتكلمى مع راجل
" و أنت جاى لحد هنا علشان تقولى إنك راجل "
- لاء أنا جاى لحد هنا علشان أنا راجل و مينفعش تمشى فى الوقت ده لوحدك كدة
" جميل بس ميهمنيش و ياريت تعرف أنت مين و و أنت بتعرفياريت تعرف كمان إنى مش صغيرة "
- أنا عارف أنا مين كويس انتى اللى ناسية إنى ابن عمك و ده يدينى الحق فى اللى بقوله و إنى اقوله" هايل .. بس معلش يعنى هو انتوا كنتوا فين لما والدى مات بلاش لما والدى مات انتوا كنتوا فين لما والدى كان عايش اصلا .. أظن ده ياخد منك الحق "
- و ده بقى فى قانون مين
" فى قانونى "
- طيب اسمعى و افهمى كويس اذا كنت تقدرى تصرفى على 10 منى فأنا اقدر اصرف عليكى انتى شخصياكالأمواج تتلاطم كان الصوت فى عقلى يردد : اقتليه و اهربي
مازال يمكننى سماع تلك الأنفاس رغم كونى لا أرى شئ- روحتى فين
" ها .. هنا "
- طب لو سمحتى نروحمشيت جمبه بهدوء و أنا ببصله فابتسم و بصلى و قال : بلاش تبصيلى كتير كدة لأقول إنك واقعة و لا حاجةابتسمت بسخرية آه لو يسمع ما يقوله عقلى عنه !كنا لسه هنعدى الطريق لما عربية عدت بسرعة و كانت هتخبطنى و أنا ماشية سرحانة بس هو شدينى قبل ما اتخبط
كنت قادرة اسمع دقات قلبه و أعدهم كمان و صوت أنفاسه
ثانية دى نفسها الأنفاس اللى أنا اعرفها
رفعت راسى و بصتله و أنا هتجنن و قولت : أنت ..
ابتسم ابتسامة مقدرش افهم معناها و قال : انتى كويسة
هزيت راسى فقال : طب نمشى
مشيت معاه و فجأة صوت الصوت تانى بس كان قوى و بيقول :
اقتليه لا مفر لكِ منه سوى بقتله .. اقتليه و إلا لن تنجى أبدا .. اقتليه و اهربي- يتبع

 اقتيله و اهربي ( كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن