اعتراف مفاجيء

62 6 0
                                    

مرحبا روضة...انا احبك..
لا ليس هذا ...لا يجب أن تكون مبتذلة...همم..من أين سأبدأ.؟..كيف أجعل الرسالة مؤثرة...؟
أيا كان ..سأكتب الحقيقة فقط..هي لن تتأثر على أية حال...المهم أن ارتاح من هذا الحِمل وأجرب حظي..ربما ستظهر شيئا هي الأخرى...

صباح الخير يا روضة روحي...صباح حاسمٌ قد يكون البداية المرتقبة لما حلمت به لمدة ست سنوات ٍ...كما قد يكون نهاية ما حاولت حمايته طوال هذه المدة...
منذ اللحظة الاولى التي ظهرتِ بها في حياتي لمحت سحراً غريبا في عينيك...ذاك اللمعان الذي كان يظهر كلما تلاقت مقلتيك بأشعة الشمس كان بمثابة بصيص يمنحني القوة لأكمل ماتبقى من أيامٍ ..في الوقت الذي لم أملك فيه أدنى سبب لأعيش...فرضتِ نفسك بقوة كسببٍ مقنعٍ للتشبث بالحياة...كنت أفتح عيني كل يوم على أمل رؤيتك...الأمر الذي حبب إلي الثانوية لم يكن سوى وجودك فيها....روضة تلك الطالبة النجيبة...الخلوقة..الهادئة...الصاخبة المشاغبة...المهذبة...المثيرة للمتاعب...صاحبة اللسان الطويل...آسف أظنني تحمست كثيرا وذكرت كل شيءٍ..لا هذا ليس كل شيء..كنت تملكين ألف مزاج باليوم...رأيتك بكل حالاتك الملائكية و الإنسانية...لن أقول شيطانية لأنك كنتِ بريئة جدا..حتى شغبك كان بريئا...تصرفاتك الحمقاء...كانت عفوية جدا ...كنت صافية بكل أحوالك...كل شيء فيك لاحظته من خلال مراقبتي المستمرة لتحركاتك ...لم أكن غافلا عن أي صغيرة ولا كبيرة جرت معك في تلك الايام...أحببتك و راقبتك حدّ الهوس على مدار ثلاث سنوات...كنت أقضي عطلة الأسبوع نائما أحلم بك....اشتقتك حتى في الأمسيات القصيرة التي تنتهي بها أيام الدراسة كونها كانت تبعدني عنك...كنت أول من يلِج المدرسة كل صباح لأفطر على سواد عينيك....لم يكن يبدأ يومي إلا بعد أن أشعر بنسمة الهواء التي كانت تصلني من رفّة جفنيكِ...رموشك الطويلة كانت الجناحان اللذين يمنحاني القدرة على التحليق عاليا في سماء الأمنيات....قبل مجيئك الى عالمي لم أكن أملك أية أمنية...لا أمل في الحياة ولا رغبة في الاستمرار...إلى أن مرّ طيفك الحاني لأول مرة بجانبي ...حينها بدأت ترتسم ملامح حياتي....ليست الحياة البائسة التي اعتدتها ..إنما حياة أخرى...لا وجود لليأس فيها...جعلتكِ..أو بالأحرى جعلت نفسك أمنيتي الأولى...بدأت تظهر أمنياتي الأخرى مع كل يومٍ أراكِ فيه على مقربةٍ مني...أردت ان اقترب منكِ مراراً...حاولت آلاف المرات أن أقحم نفسي بعالمك...أن أمسك بيديك بقوة وأخبرك بما في يسار صدري...أردت أن أجعلك ملكي...لكن خطواتي كانت تتلاشى مع أول نظرة منكِ..تضعف قدماي...وتخور قواي كلما إلتفتت تلك الأميرة الساحرة نحوي...في كل مرة كان الخوف يسيطر عليّ...خوفي من أن ترفضيني كما يرفضني الجميع...خوفي من ان تخذليني كما فعل الجميع...خوفي من أن ترحلي كما فعل الذين سبقوكِ...ولو أن رحيلهم كان هينًا بالنسبة لرحيلك ..لم أكن أقوى حتى على التفكير بأنه لن يكون لكِ وجود في لحظاتي القادمة...

*بعد ساعات من التردد ، ضغط أخيرا على زر الإرسال وهو يضع يده على قلبه ليمنعه من الخروج في تلك اللحظة...
وصلت الرسالة بسرعة..لكن من الواضح أنها لن تنتهي من قراءتها بتلك السرعة...سيتوجب عليه الانتظار قليلا ليتلقى ردّها....

#يتبع...

نوايا صافية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن