نوايا صافية (مكتملة)

جثة هامدة

استمر أنس في مراسلتها والإهتمام بأدق تفاصيلها...إلى أن اعتادت وجوده بحياتها...لم يكن يومها يخلو من محادثاته اللطيفة...صار أشبه بالنور في حياتها تمامًا كما وعدها... يقف إلى جانبها ويشد عضدها في لحظات ضعفها...يشاركها فرحتها كما لو أنها شيء يخصه....
 
أنس غائب على غير عادته...لم يترك لي رسالة اليوم...هذا أول صباح لا أتلقى فيه رسالة منه منذ أن اعترف لي بحبه..!!
أيعقل أنه يأس مني..؟! هل يظن انني لن ابادله شعوره حقا..!! استسلم بهذه السرعة؟!!

كان يومها مملا بدونه...نامت متأخرة والغصة تحرق حلقها...
مر اليوم التالي بتثاقل اكثر من سابقه...
في اليوم الثالث بدأ اليأس يتسلل إلى قلبها...
أدركت بعد أسبوع أنه لن يعود...ربما فتح صفحة جديدة في جهة أخرى من الحياة بعيدًا عنها بما أنها لم تظهر له أية مشاعر في الآونة الأخيرة رغم اعترافه لها... أخذ الندم ينهش روحها بعد أن أحست ببعده...

في الجهة المقابلة يرقد أنس في غرفة الإنعاش متصلا ببعض الأجهزة الغريبة...يبدو أشبه بجثة هامدة...

دكتور أخبرني ارجوك متى سيستيقظ ابني؟؟ لم يفتح عينيه منذ تلك الحادثة...(تسأل والدته والدموع تتسارع بحرارة على وجهها الشاحب..)

لانعرف شيئا يا خالة... قمنا بكل ما يلزم وسنترك الباقي على الله...ما باليد حيلة ...

حسنا بني ..أشكركم على جهودكم...استمروا في الإعتناء به افعلوا ما بوسعكم ليعود كما كان ...

لا تتوقفي عن الدعاء وسيشفى قريبا...لا أظن أن حالته بذاك السوء ليظل غائبا عن الوعي أكثر...

#يتبع