عندما تسري الحياة من جديد

49 3 0
                                    

أخيرا...وبعد مرور شهر...يفتح عينيه بتثاقل...يلقي بنظره مستكشفا الغرفة..إلى أن حط بصره على أمه التي كانت تمسك بيده و رأسها مسند بجانبه على طرف السرير...حرّك يده بخفة لتفزع هي مناديةً بإسمه..."أنس أنت هنا..!...عدت بالنهاية..كنت أعلم أنك سترجع إليّ...هل تراني؟!...انا والدتك...أخبرني هل تسمعني؟!..."
أشار مجيباً برأسه...وبدأ بأول حديثٍ له منذ أن استيقظ.."كيف لا أعرف أمي...؟" استرسل مبتسماً..ثم فجأة تذكر شيئا مهماً.."أمي! أين هاتفي؟!.."
إختفت ابتسامتها بسرعة و ردّت بعبوس " أيُعقل أن أول ما تسألني عنه فور استيقاظك هو الهاتف!!...هل الهاتف أفضل من والدتك؟!.."
ليجيب غاضبًا :"أمي أنا لست قلقا عن الهاتف..و إنما ما وراء الهاتف..حياتي كلها تقبع هناك..أهم شخص في حياتي لا سبيل يصلني به سوى هاتفي..."
"لا اعرف مالذي تعنيه بكلامك هذا بالتحديد..كل ما أعلمه هو انني انتظرتك طويلاً..انتظرت عودتك بيأسٍ...حيث أنك كل ماتبقى لي في هذه الحياة....خسرت والدك في حادثٍ مؤلم...ولم أرغب بخسارتك أنت الآخر في حادثٍ أكثر ألماً..مذ أنني السبب في خروجك بغضب في ذلك اليوم..."
أشاح بنظره إلى الجهة الأخرى...صمت لبرهة ثم أدرج كل حديثه وغضبه في سؤال واحدٍ.." بما أنني الشخص الوحيد المتبقي لك.. أكان عليك أن تمنعيني من الزواج بمن أريد؟!!..."
بهتت والدته..واستسلمت لبؤسها..تاركة الدموع تنهمر بغزارة على جانبي وجهها الذي احمرّ خجلاً وندما على ما فعلته به...
"لم أكن أقصد أي كلمة جارحة قلتها لك حينها...لم اكن أقصد أن أنعت فتاةً لا أعرفها بالسافلة فقط لأنها سرقت قلب ابني وحالت دون زواجه بنقاء...أردت أن ازوجك نقاء لأنني كنت أملك فكرة أنك وهي ستكونان الأنسب لبعضكما بما أنكما قضيتما مرحلتي الطفولة والمراهقة معًا...كانت الوحيدة إلى جانبك عندما توفي والدك... والكثير من الأمور جمعت كليكما على مر السنين...لكنك فاجأتني عندما اخبرتني بوجود فتاةٍ أخرى ترغب في استكمال حياتك معها..."
"لم أخبرك لأنني كنت اخشى أن ترفضني...لم أكن أعلم بماهية مشاعرها بعد...أما الآن و رغم انني لازلت غير متأكد أن كانت تحمل بعض الحب لي أم ان هذا لم يحصل بعد.. لكنها طلبت مني أن اجعلها تحبني بأي طريقة..وقد قررت أن افعلها بالحلال...سأجعلها تحبني بما يرضاه الله...لذا رجاءا أمي لا تقفي في طريقي...لا تكوني عائقا بيني و بينها ان كنتِ حقا تريدين لي الخير فاطلبيها لي من أهلها في أقرب فرصة..."

#يتبع...

نوايا صافية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن