"أُدرك تماما كيف تشعرين الآن...وكيف كنت تشعرين وأنا غائب عنك...
أظنك تعلمين ان رحيلي لم يكن بإرادتي...وانني لو خُيرت بين أن يُقطع رأسي أو أتركك..لهان علي الموت على أن أفترق عنك باختيارٍ مني...
صدقيني الأمر كان صعبا علي أكثر مما كان بالنسبة إليك...أن يكون الغياب مني..مؤلم لك...لكنه لم يكن أكثر ألما مما شعرت به في ذلك الوقت...تخيلي لو انك أُجبرتِ على ترك شخص يعني لكِ الحياة..!... كيف كانت ستكون ردة فعلكِ..؟! أكان عليك الإذعان لهذا الأمر...أم أنك كنتِ لترفضيه بإستماتة..؟!
حسنا...ماذا لو كان الشخص الذي أمرك بذلك، أيضا يعني لك الحياة..او على الأقل هو السبب في وجودك بالحياة..!!
مالذي سيتوجب عليك فعله وانت في موقف كهذا..؟ "أعادت روضة قراءة الرسالة أكثر من مرتين قبل أن تجيب..
"رغم انني لم أفهم كل شيء...لم أفهم ما تقوله والمغزى منه... لكنني فهمت أن الموقف صعب جدا...لذا إن وقعت يوما في مأزقٍ كهذا...فسأتمنى الموت سريعا لينتهي خوفي دفعة واحدة...."
ابتسم بارتياح... وهو يردد حروف رسالتها..مذ أنها استشعرت صعوبة الموقف الذي أُقحم فيه...
"بما أنكِ أخبرتني بما كنت ستفكرين به لو كنتِ مكاني... فهذا تماما ما قمت به...تمنيت الموت...حتى انني فكرت في قتل نفسي..لكنني سرعان ما تدراكت الأمر.. استغفرت الله وسألته مخرجا من ضيق ما حلّ بي...حينها سطع نورٌ مدهش في الطريق قبالتي وأنا أقود السيارة.. لدرجة انني تركت المقود وأغمضت عيني بقوة...لم أفتحهما بعدها..لم أفتحهما لكنني كنت أراكِ...لم أكن أرى شيئا غيرك هناك...كان الأمر غريبا لكنني تمنيت أن يدوم...أردت أن يستمر الوضع كما هو...كل شيء ساطع وانتِ بجانبي...لا أسمع صوتا غير ضحكاتك...ودقات قلبي المتمردة على وتر وتيني وأنت ترددين اسمي.....فجأة سمعت اسمي..لم يكن هذه المرة بصوتك...كان صوتا مألوفا هو الآخر..لم يستجب له قلبي هذه المرة...عيوني هي من فعلت...فتحتها لأرى أمي تضع رأسها إلى جانبي..كنت مستلقيا في غرفة غريبة...والأكثرُ غرابة كانت الأجهزة التي تتصل بجسدي..."
#يتبع...
أنت تقرأ
نوايا صافية (مكتملة)
Historia Cortaالقصة تتحدث عن أنس..شاب احب زميلته في الثانوية ولم يجرأ على الإقتراب منها إلى أن إنتقلا إلى الجامعة...وهناك تبدأ حكايتهما المبهمة... تعتمد الحكاية على أسلوب الرسائل... اسلوبها مختلف عن بقية الروايات...