فقلت لها :
ما الأمر ؟ تبدين كمن قد راى شبحاً؟حدقت بي طويلا ثم قالت " ماري ! ما ألذي كُنتِ تفعلينه؟"
نظرة الفزع التي كانت على وجهها اخافتني حقا ، شعرت وقتها أنني مجرم قد تم كشفه ، ترددتُ بالبوح لكلها لكنني وقتها لم أملك إي خيار سوى أن أخبرها بكل شيء ، فقلت لها :
- لا شيء خطير ايتها العزيزة ماري ..ثم هممت بالوقوف قائلة:
- انا فقط كنت احاول تجاوز ما احبطني بسرعة لأعود للعمل دون تأخير ..فقالت:
- تتجاوزين أحباطك ؟فقلت لها وكان التوتر واضحا في صوتي:
-أنني اكتشفتُ حين كُنت في ألسادسة أن لي موهبة ، لا أعرف ماذا يمكنني تسميتها حقا لكنها تسمح لي بتجاوز الأشياء بسرعة كبيرة و تعيد لمشاعري توازنها .. لم أضطر يوماً ان بما يمر به ألناس العادية ، انا فقط اتجاوز الاشياء وبسرعة ..
حدقت بي صديقتي طويلا مصدومة مما قد قلته ، ثم نطقت أخيرا قائلة :
- يا أللهي ماري ! ما ألذي قمتِ بفعله !!•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
جلسنا معاً على طاولة واحدة ، كنت أراقبها هي وتشرب الماء و تحاول ان تسيطر على أعصابها أذ بدت بعد اخبرتها بأمر الصندوق الأسود بالتفصيل الملل ، كيف اكتشفته ومتى ومنذ متى ارمي احزاني فيه ، بدت وكأنها قد جُنت تماما ..
قلتُ مُحطمة الصمت الذي بيننا :
- أنتِ تخيفينني حقاً .. ما ألذي حصل ؟ هل قلتُ شيء خاطئ !امسكت بيدي ثم قالت بهدوء :
- هل كنتِ تقومين بأمر الصندوق الأسود ذاك منذُ ان كنتِ في السادسة ؟
- نعم ..
- وهل لاحظتِ إي شيء غريب مؤخراً ؟
- غريب ؟ مثل ماذا ؟
- مثل أصوات غريبة تخرج من الصندوق ..حدقت بها مصدومة لثواني ثم قلت :
- كيف عرفتي ؟وقفت هي من على الكرسي و أخذت تجوب الغرفة بتوتر قائلة :
- ياللهي .. ياللهي ! أنه الحد الأخير .. أنها نهاية ألطريق !
- نهاية الطريق إلى اين ؟
- إلى الهاوية ..غرقنا بصمت مُخيف وقتها أستمر لدقائق قبل أن أصبح غاضبة كالبركان وصرخت قائلة:
- بالله عليكِ ما الذي تتحدثين عنه ؟ ما الذي يحصل ! ما الخطب !جلست امامي بهدوء واخذت نفساً عميقا ثم قالت :
- ذلك الصندوق الأسود الذي تتحدثين في الواقع هو ليس موهبة ، انه لعنة ..
- لعنة !
- أنه يدعى "صندوق الكتمان" ، داخلكِ وداخل الجميع ، ألكثير من الزوايا داخل عقلك ، احد تلك الزوايا يُدعى "صندوق الكتمان" ، أنه صندوق أسود كبير عملاق ، ما ان تفتحيه حتى يسحب داخله اي شيء تعطيه أياه ، و يحبسه هناك ..صمتُ قليلا ثم قلت "وما اللعنة في هذا؟ هذا الصندوق يقوم بأبتلاع الاشياء السيئه قبل ان تبتلعنا !"
- أنه لا يبتلع الاحزان والمشاعر يا ماري ، أنه يخزنها هناك ، يبقيها حية داخلك ، تعيش معكِ كل يوم دو ان تشعري ! أنه كالسرطان وربما أخطر .. وفي حالتكِ أنتِ ، كنت تحزنين كل مشاعرك هناك منذ أكثر من ١٥ سنة !! .. حتى ..صمتت قليلا ثم قالت "صنعتِ وحشاً"
أنت تقرأ
الصندوق الأسود
Short Story"لا يوجد ما هو أخطر من شخص يكتم كل ما يشعر به، ويعتقد انه قد ينجو من ذلك"