شعرت ماري بيد باردة توضع على كتفها
وما ان ألتفت حتى دوت صرخة منها
من بشاعة المنظر الذي راتهُ حين التفت ..و كيف لا تصرخ !
وحش أسود اللون ذو عيون حمراء
لهُ قرون بيضاء و جسمه كلهُ تكسوه هالة سوداء مُخيفة ..ووجه تكسوه إبتسامة شيطان لعين
التفت كل الناس الذين في الباص نحوها
وبدؤا بالتهامس فيما بينهم
والبعض منها أقتربوا منها قائلين
"ايتها الأنسة هل أنتِ بخير ؟
هل هناك خطبا ما؟"حينها أزداد الفزع داخل ماري و صرخت:
"ألا تروه ؟ الوحش !
سوف يبتلعنا !
يحب ان نهرب ! الوحش ! الوحش !"التفت ركاب الباص حولهم محاولين فهم مقصد الفتاة ، لكنهم في النهاية فشلوا ..
و نظروا إلى ماري قائلين :
"وحش ؟ إي وحش ؟ .. "حينها عرفت ماري شيء وهي تحدق في نظراتهم المتفاجئة نحوها ،
عرفت ألخوف الذي لم تشعر به من قبل ..ليس الخوف من الوحش المجهول الذي امامها فقط
بل الخوف من مواجه وحش انت الوحيد الذي تراه ..
لا يمكنكَ طلب المساعدة من أحد
لأنهم لا يستطعون انقاذكَ من مشكلة لا يروها!ولا يمكنكَ الصراخ
والا ستبدو بالمجنون وانت تصرخ فزعاً من اوهامك ..ولا يمكنكَ ألبكاء
فالدموع تغرق صاحبها ان لم تُمد يد لسحبهُ قبل فوات الاوانكل هذا قد ادركتهُ ماري بعد ان لاحظت كل تلك النظرات نحوها
أدركت ربما هي كما قالت صديقتها
انها قد وقعت في حفرة ..
لكن ربما
ان الحفرة التي وقعت بها ماري
لا مخرج فيها ولا أمل ..رمت ماري نفسها من الباص بسرعة على الرغم انهُ كان يتحرك
ولكن بما انه لم يكن يتحرك بسرعة فأنها سقطت و تدحرجت على الارض
و اُصيبت بجروح سطحية فقط ..ولكنها مع ذلك و قفت على قدمها بسرعة وأستمرت بالركض خائفة ..
تريد ان تهرب من ذلك الوحش وان كانت لا تعرف اين من الممكن ان تهرب منه ؟
فما هو أصلا ذلك الوحش ؟
لماذا هي الوحيدة التي كان بأمكانها رؤيته ؟
و لماذا يركض خلفها ؟أستمرت بالركض مفزوعة حتى تعثرت فجأة و سقطت على الارض
أصبح جسمها كلهُ يؤلمها الان
وبدأت تشعر بألم الجروح السطحيه جراء رمي نفسها من الباص
لم تكن تشعر بها قبل ذلك ..فالشعور بالخوف اذ لم تتم السيطرة عليه
سيقتل كل باقي المشاعر و يستولي هو على العرش ..حاولت ماري الوقوف مُجدداً لكنها لم تستطع ذلك ..
وشعرت وكأنها قد فقدت كل قواهافبدأت بالبكاء
"لماذا؟ لماذا يحصل كل هذا لي؟ ما الذي فعلتهُ لأستحق كل هذا؟ .."فسمعت صوت مُخيف يجيبها :
"أصانع الوحش يخاف منهُ؟ .."رفعت ماري راسها ببطئ
و اصبحت ترتجف حين راتهُ
بأبتسامته المُخيفة
و هالتهُ الشيطانية التي تُحيط بجثته الضخمةثم أكمل قائلاً
"كُنت تحبسيني هناك لسنين ،
تملئيني بالحقد والكراهيه
والحزن والخوف
صنعتيني من كل تلك المشاعر ..
وقمتِ بحبسي هناك داخل ذلك الظلام ..
لكي تعيشي انتِ سعيدة .. "ثم فتح الوحش فمه و صرخ :
"وانا أبقى هناك أُعاني .. !"حدقت ماري بالوحش طويلاً بصدمة
تحدث نفسها غير مُصدقة ما ترآه !أهي صنعت هذا الوحش ؟ !
أهي من شيدت كل هذا الظلام ليبتلعها ؟
أنت تقرأ
الصندوق الأسود
Short Story"لا يوجد ما هو أخطر من شخص يكتم كل ما يشعر به، ويعتقد انه قد ينجو من ذلك"