قطرات الماء المتسربة من الصنبور باردة...
...الجدران الرطبة المهترئة باردة
...دميتي القديمة المتسخة باردة
...مشاعري التي لم اشعر بوجودها باردة
...الارضية الاسمنتية المتفتتة باردة
...الجو الخانق المتسلل الى رئتي بارد
...فراشي كريه الرائحة بارد
...الا وحدتي مشتعلة كموقد يجعل كل ماسبق دافئ في نظري
...او بالاحرى لا اهتم به
...اذا لم يتحدث احد فالسكوت يتحدث
...هنا الصمت يصير مسموعا
...اسمع صوت التنفس
...او بالاحرى الشهيق و الزفير
...اسمع احتكاك الاجساد بالفراش
...اسمع تحركات ارواح عاشت هنا
...او بالاحرى تعذبت هنا
...اسمع ضحكات الجن
...و تحركات سارق او قاتل وهمي
...اسمع انينا يصدر من اعماقي
...اسمع تدافع الافكار في راسي
...و اسمع صوتا استغرق سنوات ليعود
...بالامس دخلت لهذا المكان رضيعة لا اعرف غيرالبكاء
...فاختزنت صوتي جدرانه حتى الفتها
...و اليوم تعلمت
...نعم
...تعلمت الكثير
...الكثير من الماسي..الاحزان و الاوجاع
...اليوم اشارف عامي الثامن عشر
...ماذا؟ اي عام
...اقول ثمانية عشر شهرا..يوما..ساعة..دقيقة
...او مبالغة اقول ثانية
...كل من بعمري يترقبونه
...يترقبون يوم يرشدون..يوم يستقلون
...اما انا فاترقب يوم اخرج..اطرد
...او بالاحرى ارمى
...هم يعدون الساعات..الدقائق
...او بالاحرى الثواني
...اما انا فاتمنى ان تصير الدقائق ساعات..ايام
...او بالاحرى سنوات
...هل سافارق هذا المكان حقا
...لا اصدق هذا
...رغم بشاعته لكنني احببته
...الفته و اعتدت عليه
...اعتدت على رائحة رطوبته الخانقة
...اعتدت برودة جوه وارضه و كذا افرشته
...اعتدت على صوت الرياح المرتطمة بزجاج النافذة المكسور
...اعتدت على منظر القمر الذي يدنو الي كل ليلة
...وعلى نزلة البرد التي لم تفارقني صيفا شتاء
...اعتدت على الوحدة
...اعتدت على عدم المبالاة باي شيء
...ولا حتى حياتي
...ا حقا سنفترق
...انا و كل من اعتدت عليه
...او بالاحرى ما اعتدت عليه
...فانا لم اعتد على احد بعد
أنت تقرأ
وردة تحت الرماد
De Todoالوردة وان ذبلت بقي اسمها وردة... و الكلاب وان وقفت على اثنتين بقيت كلابا... كوني انثى من حديد... فالضربات القوية تصقله... بينما تهشم الزجاج ... و الضغط المرتفع يحول الكربون الى ألماس... والشارع يجعلك رجلا رغما عنك... وان كنت امرأة... كوني امرأة...