-( الجزء الأول )-
*[ المجــهـول ]*
مرت سنتين ,أنني في الثامنة.. و الحياة كما هيّ ؛ أولاً دراسة ثلاث فصول في الصباح الباكر ثم عمل
ما بعد الظهر و التي تنتهي أولاً تحظى بوقت كثير للعب لكن ما أن تلامس الشمس خط الأفق ينتهي اليوم و يجب أن ننام باكراً...
..المزعج في الأمر و الذي يعكر علي حياتي الصافية هو أنني بدأت أعاني من الأحلام الغريبة التي تزورني في فترات متفاوتة ,
كنت أحلم عن الغابة و كانت حالكة في الليل , و لم يكن هنالك من قمر...و لقد رأيت ظل المجهول الذي لم أقدر على نسيانه ... لقد كان كابوساً و كنت خائفة حتى الموت منه...
بدا و كأنه قد ظهرت حقيقة ما يريد... كان يريد أكلي في الحلم ..!!
دوما ما أفيق مرعوبة جداً و أشهق ... بالرغم من أنها مرات نادرة ربما خلال أشهر كابوس واحد غامض...
لكنه كان كفيلاً بإيقاظ الفتيات اللاتي معي في الغرفة و قلقهن علي...!_ (ريمــي) من هنا !!.
ردت بمرح وهي تنوي القفز فوق صخور النهر : لكن المياه جميلة جداً , أنها شفافة جداً ... آوه آوه سمكة !!
كانت تارا الطفلة الشقراء ذات العشر سنوات واقفة فوق جسر خشبي صغير يمر فوق الجدول . قالت بضيق : سوف تتبللين !!
جلست القرفصاء فوق الصخرة و أخذت تحدق بكل تركيز بالمياه العذبة الباردة التي تسير بسلاسة بين الصخور..
قتلت ريمي بسحر ذات الشعر الأشقر الفاتح جداً : يمكنني أن أرسم هذا... أنه منظر خلاب.. تارا أمعنِ النظر.. أنه جميل ..
جلست تارا على حافة الجسر و تدلت قدماها وهي تكاد تلامس سطح المياه..
قالت بمرح : نعم جميل من هنا أيضا و آمن ألا تتبلل ثيابي.. ريمي تعالي بجانبي...
ردت بإصرار : بل أنتِ تعالي هنا..!
_ لا .. أنتِ تعالي إلى الأعلى !
_ لن أفعل..!
_ أنا أكبر منك , أطيعيني..!
التفتت نحوها وهي تقول بابتسامه : سأفعل لكن.. أن واقفتِ أن تأتي معي إلى المرج !^^
اختفت ابتسامه تارا قليلا , و قالت بضيق : لا طبعاً , المكان بعيد..!.
وقفت و قالت وهي تقفز إلى صخرة قريبة منها : ليس بعيدا أبداً أن ركضنا نصل سريعاً..
كانت تضع يداها على ركبتي تارا لأنها كادت تنزلق بسبب قفزتها السريعة...
قالت تارا بعصبية وهي تقرب وجهها من وجه صديقتها محاولة أن تؤثر بها : لن أفعل.. ما أن نصل إلى هناك حتى تغرب الشمس..!
قالت ريمي برجاء و عيناي الزرقاوان تلمعان : أنه مرج جميل به كل أنواع الأزهار في العالم الأزهار الخضراء و الحمراء و الصفراء...
_ مهلاً مهلاً !! , لا وجود لأزهار خضراء ريمي !!
حدقت بها قليلا ثم قالت : ما يدريك تارا ؟! , توجد أزهار سوداء أيضا !.
أبعدت تارا رأسها و قالت بتعجب : ماذا ؟! , توجد بيضاء لكن لا سوداء ! مالذي تتفوهين به؟!.
قالت ريمي باعتراض : لم توجد بيضاء و سوداء لا ؟!.
_ لا أدري .. لكن لم يرى احد زهرة سوداء يا ذكية !!.
_ لكن اللون الأسود ليس سيئا و يصلح أن يكون للأزهار..
_ آوف منك..!! , اللون الأسود لا يعجبني و لا الحديث عنه !.
_ ألأنه لا يعجبك لا توجد أزهار بهذا اللون ! , إذن هذا خطأك أنتِ ><"..
_ ممـ ماذا ؟!!! , ريمي لا تخرفي ! ما شأني بهذا..!
_ لكن اللون الأسود لا يعجبك وهو لون جميل !
_ مالجميل فيه؟! أنه أسود جداً كالليل ! كالأشياء المخيفة !.
_ آهـآآ ..و أيضا تكرهين الليل !! لأنه أسود !.
_ ريمي من فضلك !! أننا نتشاجر على أمور تافهة !!
_ لا لو لم تكن الليل أسود لم استطعنا رؤية القمر و النجوم !.
_ رأسي يؤلمني >>".. حسنا اسمعي أنا لا أحبه لكني لا أكرهه أيضا ! لذا توقفي عن النظر إلي بهذا الشكل !!.
نفخت ريمي وجنيتها ثم قالت ببرود : و ماذا عن الأزهار الخضراء ؟!.
حدقت بها تارا بيأس و قالت بعصبية : و ماذا بها أيضا ؟! . دعيني من هذا الحديث السخيف !.
أخذت ريمي تحك شعرها وهي تقول بخجل : هل تكرهين اللون الأخضر أيضا..؟!
_ آآع ريمي !!! , أنا لا أكره الأسود !.
_ لكني سألتك عن الأخضر , ماذا عنه ؟! ( قالت ريمي ببراءة )
_ سأجــنّ ><!!!
_" يا فتيــات !! , مالذي تفعلنه وســط النهــر ؟!! يا ألهي "تارا" " ريمـي" تعالا من عندكما !!.
التفت بفزع و كذلك تارا لتريا السيدة (مــاري) تناديهما بعصبية وهي على الجانب الآخر من الجسر...
قفزت "ريمي" بسرعة بجانب "تارا" التي نهضت.. و ركضتا إليها معاً...
قالت بفزع وهي تمسك بذراعيهما و تسحبهما : هل تردن أن تصبن بالبرد ؟! ,
لقد بحثت عنكما طويلا , سأعاقبكما المرة المقبلة أن تأخرتما عن المجيء لقد قرب وقت المغيب !!.