[ الجزء الســادس / الحقيقة ! ]
كان الجو مظلما جداً و الغيوم قد غطت ضوء القمر.. و ريمي تجلس بجانب المحامي في المقعد الخلفي..
حدثها بهدوء : نحن ذاهبان إلى فندق قريب و غدا بالطائرة سوف نعود إلى الديار التي ولدتِ بها آنسة كراوس.. وهي بعيدة.. و هناك منزل السيد كراوس وعائلته التي ستسكنين لديهم.. أنه منزل رائع و كبير جدا...
قالت ريمي بصوت مخنوق : هل.. لن أرى صديقاتي أبداً مجدداًً ؟! هل سيسمح لي عميّ بزيارتهم ؟!
ضيق بلاك عينيه و قال : يمكنك بحث هذا الأمر معه , لكني سأقول لك شيئا آنسه كراوس هذه هي الحياة... هل تفكرين بأن يمضي الجميع حياتهم في الميتم إلى أن يشيبوا... كلهم سوف يبحثون عن حياتهم الخاصة..
سالت دموع ريمي وهي تلتفت بعيدا و تمسحها بيديها كلامه قاسي حقاً و بلا شعور...
مد لها المحامي منديلا و قال متعاطفا أكثر : حسنا..سوف يتحسن كل شيء و ستزورينهم عدة مرات..فصمتت ريمي طوال الرحلة... و عندما دخلت الفندق مع بلاك... انبرهت به و بأضواء المدينة..
فدخلت غرفتها الخاصة وهي مندهشة جداً..كان الفندق فاخراً جداً و ضخماً .. وهي قد نسيت حزنها قليلا...قال لها المحامي :أن غرفتي بجانبك.. هذا هو الهاتف سوف أكلمك صباحا حتى تستعدي و نذهب بالطائرة...
قالت ريمي مصدومة : بالطـائرة ؟؟؟ , كانت تقرأ عن الطائرة لكنها لم ترها قط !.
أجابها : نعم آنسة كراوس... و الآن هل تحتاجين لخادمة تساعدك...!
قالت بسرعة : لا .. لا أنا بخير .
فخرج وهو يقول : حسنا إذن تصبحين على خير , نامي جيداً...
في الصباح افاقت ريمي بصعوبة بسبب راحة السرير الناعم على رنين الهاتف... فنهضت و ردت بصوت ناعس جدا و خافت : مرحبا...
ظهر صوت بلاك المتعجل : آنسة كراوس هل أفقت للتو ؟... يا ألهي هل يمكنك تبديل ثيابك خلال خمس دقائق أني قادم إليك..
قفزت ريمي فزعة و قالت : آوه صحيح , أجل.. أجل..
فأغلقت الخط و فتحت حقيبتها ثم بسرعة ركضت إلى الحمام و بدلت ثيابها.. عندما خرجت سمعت طرقا على باب الغرفة ففتحت الباب.. دخل بلاك و معه خادمة..
نظر إليها و قال : آوه جيـد.. للأسف ستتناولين الإفطار في الطائرة آنستي... خذي حقيبتها..
قال للخادمة , ثم حدثها : الجو بارد قليلا في هذا الوقت , ألديك معطف..؟!
قالت ريمي وهي تنظر إلى ثوبها الخفيف البسيط : لكني لا أشعر بالبرد..
_ حقا ؟! السماء تمطر بالخارج...
قال هذا ببرود... ثم رفع هاتفه الخاص و قال : أجلب معطفا للآنسة بسرعة..
ثم أغلق الهاتف و قال لها : لنجلس في ردهة الفندق قليلا , هل تشربين العصير الطازج..
لم يكن يسأل بل أعطاها كأس من العصير الطبيعي .. و وضع يده خلف ظهرها حتى يعجلها بالخروج...
جلسا على كنبات فاخرة في الصالة اللامعة و كان هناك القليلون يتحركون في هذا الوقت الباكر..
قال أن السيارة سوف تأتي لتقلهم إلى المطار بعد دقائق قليلة...
ثم رفع الجريدة إلى وجهه وهو يقرأ... بينما ريمي تتأمل الفندق الفاخر و الواسع...قالت : ياله من فندق جميل..
_أنه فندق " آيــدنس" أحد سلسلة الفنادق هذه المشهورة على مستوى عالمي..
فجأة نهض وهو ينظر خلفها.. فنهضت هي أيضا... رأت خادما يأتي و معه معطف فاخر أحمر داكن اللون مغلف بكيس شفاف..
أخذه بلاك و نزع الكيس بلا رقة وهو يلتف من خلف ريمي بسرعة و يضعه على كتفيها..
قال : همم كبير قليلا.. لكنه مناسب..
لكن ريمي فغرت فاهها وهي ترى من خلفه ... رجلا تعرفه...
كان "ريـديك" يقف مشدوها وهو ينظر إليها ثم إلى بلاك...
كان يلبس معطفا أسوداً طويلا.. و بيده عصاه اللامعة و لون عيناه الفضيتان تلمعان.. حوله رجلان يتحدثان.. لكنه لم يعرهما اهتمام بل تقدم نحوهم..
انتبه بلاك إلى نظرت ريمي فلتفت إلى الخلف و اعتدل بوقفته.. وقف ريديك بشموخ قريبا منهما بينما طاولة زجاجية ضخمة...