الفصل التاسع١

51K 940 16
                                    

تجلس حنان ع الطاولة مع ابنتها يأكلون في صمت..
ولا يصدح الا صوت المعالق ع الأطباق ..
تنهدت حنان بحزن واردفت لم يطمأني سيف ماذا فعل معاها..لم يقولي لي الا انه وجدها فقط..
رتبت رغد ع يدها تحاول تطمأنها وهي تقول..لا تقلقي أمي انه لا يستطيع أذيتها..
نظرت لها حنان وترقرقت الدموع بعنياها..لما لم يأتوا الى الان..أريدهم بجواري هنا..
ردت عليها رغد بحزن..مسكينه مليكة يا أمي..طوال حياتها لم تفعل شئ سوى الخضوع والصمت..لتضرب كل القوانين والتعليمات والأوامر عرض الحائط وتهرب بعيداً..أكملت وهي تبتسم بحزن.. ليتها كانت مثلي..تصرخ وتثور وتتلقى عقابها ولكن في النهاية تفعل ما تريده..
بادلتها حنان الابتسام بحزن وقالت وهي تقرص خدها بخفه..لطالما كنتي متمردة وعنيدة طوال حياتك..ثم أكملت بشرود ولكن مليكة طوال عمرها بركان هادئ الى ان انفجر فجأة دون تمهيد..

-يجلس أمام تلك المجنونه..التي حيرت عقله وقلبه معاها..
تصرخ به بغضب وهي اشبه بطفله عمرها خمسة عشر عام..وبشرتها البيضاء التي اصتبغت بالأحمر من فرط غضبها وشعرها الذهبي الذي يلمع من فرط نعومته..تبدو وكأنها لوحه لفنان أجنبي يبث جنونه باللوحة..
تصرخ بصوت عالي به..اريد ان اعلم ماذا فعل صديقك المختل هذا بمليكة..ألم يكفيه ما رأته بسببه..اقسم بأني سأجعل السماء تبكي عليه إن أذاها..سأقتله..سأجعله عبرة..هيا يا قطعه الثلج أنت تحدث معي..
تتحدث دون توقف بمنامتها الكارتونية وشعرها اشعث زادها جاذبيه..
يتأمل كل إنش بها ببرود..يود أكلها مع ذلك اللسان السليط..
زفر رحيم بملل..وهل انتي تركتي فرصه لي للرد..
أردفت ايمي بعصبيه..قل لي فقط أين هم..لتكمل بحزن اريد ان اطمأن عليها..
رد رحيم يطمأنها..لا تقلقي..فهو لن يؤذيها أبدا..
أردفت بغضب مجددا..قل إذا ماذا أنت تفعل معي..فأنت تأتي كل يوم وأنت لم تقل لي أي شئ غير ان انها بخير..
فكر رحيم بداخله وهو يقول اعلم ان سيف من وصاني بأن لم اتركها في البدايه ..ولكن الان لا اعلم لماذا استمر بالذهاب لها كل يوم ..اشعر و انني احب رؤيتها ..احب رؤيتها وهي غاضبه وتصرخ وتتوعد بشر الى ان ينتهي بها الأمر وهي تبكي له..تبدو كالطفلة ..ويشعر بأنه والدها..لقد أحبها كثيراً
..وحاول كثيراً التقرب منها الا انها كانت تصده وتصرخ به
..فعل معاها كل شئ..يأتي لها بالورود أو بهديه بسيطه..و ان يبدو لطيف معاها.. الى ان حدث في يوم وطردته ويوم آخر تقفل بوجهه الباب..
شرسه هي لكنها لذيذة..
احب شرستها وجنونها وغضبها وصراخها..ولم تشعر به ..لكنه لن يتوقف عن المحاوله
رد عليها ببرود وهو يأخذ قطمه من التفاح التي بيده..ربما سأأخذك لها يوماً ما
لتنظر له بلهفه وتمسك يديه بعفويه وتقول..ارجووووك..اقسم بأنني لن أنسى معروفك هذا إذا فعلت..
زاد مضخات قلبه من لمستها..
ابتسم بحنان واردف..أعدك بأني سأجعلك تقابليها..

أحبته؟!..نعم هي أحبته ..ومن منا ترى رجل مهوس بها ويغرقها بحنانه ولم تحبه.
لكنها خائفه..خائفه حد الجحيم..خائفه ع مستقبلها وأحلامها ..كانت تريد بدايه جديده في مجال دراستها وعملها ..فهى تتمنى ان تدرس طب بيطري لانها تحب الحيوانات كثيراً ..
هل سيجعلها سيف تسير الى حلمها؟
هل سيقف أمامها؟ هل سيجبرها كما كان يفعل؟

تنهدت بقوة وهي تحسم قرارها..بعدم الخضوع ثانية..حتى وان كانت زوجته..
ستقاوم حتى ان تزهق انفاسها ..فهي قد سئمت الرضوخ

تسند رأسها ع صدره العاري ويلعب هو بشعرها بنعومه ويغطي جسدهم العاري شراشف بيضاء..
اردف بصوته الأجش..هل تعلمين ما معنى اسمك؟
تعجبت من سؤاله ثم رفعت نظرها له باستغراب وهزت رأسها بلا..وقالت بعدم مبالاة لم اهتم يوماً ان افهمه.
رد عليها بعمق..مليكة..هي الملكة والمالكة..صدق من سماكي..فأنتي منذ نعومة أظافرك مالكة قلبي وملكة تتربع ع عرشه..يا مليكتي
ارتجف جسدها من نبرته وعمق كلماته..
لتقوم من حضنه وتقول له فجأه وهي تنظر له..اريد المكوث هنا فأنا اود الدراسة هنا..
ضحك بسخريه وهو يقول منذ متى وأنتي تودين الدراسه وأنتي بالكاد انتهيتي منها ع مضض..
ردت عليه بثقه سأدرس مجال اخر..طب بيطري..فأنت تعلم احب الحيوانات كثيرا ..وأيضا اريد بناء كيان ومستقبل لي
ابتسم بغضب وهو يرجع شعرها خلف اذنيها برقه..قال ببرود..فمستقبلك وكيانك حيثما أكون انا موجود..

"ها لقد عودنا للسيطرة" هذا ما قالته بداخلها..
أردفت ببرود عكس ما بداخلها..هذا يعني انك ترفض؟
أومأت ببرود وهو يشعل سيجارته..
لتقوم من جانبه بعصبيه وترتدي قميص له..
التفتت له بغضب وقالت بصوت عالي وتشير له بسبابتها..لن اخضع لك ثانيه سيف..هذه حياتي وسأفعل ما شئت بها..
نفث سيجارته ببرود وهو يقول..اريني ما لديكي يا مليكتي..
ردت عليه بعصبيه سأريك وستندم..ولن أغادر معك..
تحدث ببرود.. سنرى

مر يومان وهي لم تراه ولا تتحدث معه الا هو يتسلسل ليلًا ليقضي بعض الساعات بأحضانها وهي نائمه..
لقد عاهد نفسه بأن سيفعل لها كل شئ تريده..ولكن الا الابتعاد عنه!

إذا ماذا تنوي مليكة ع فعله!

مَليكَتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن