_Adam Denise_
تنهيدة رابعة لحقت تلك التي أطلقها متعباً متألماً من الداخل، صامتاً وسط الفوضى فالمشفى تعج دوماً بالصخب، جالساً في أحد مقاعد الأنتظار منحني الظهر يمسك ورقة مطبوع فيها نتيجة تحليل أجراه قد قرأها عشرات المرات حتى الآن
تنهد للمرة الخامسة ثم رفع رأسه وقرأ التحليل مجدداً، لا لم يكن مرضاً يخصه ولا يخص غيره، كان تحليلاً بالغ البساطة لم يستغرق أكثر من دقائق لأكتشاف نتيجته
طوى الورقة ودسها في جيبه ثم نهض وسار بشيء من العصبية والخيبة، غادر المكان وأندس في سيارته وقام بتشغيل التبريد وأنطلق بسرعة تزيد عن 100 كيلومتر في الساعة مستذكراً أحداث الليلة الماضية ومفكراً فيما سيفعله ويقولُه حين يصل لمنزله
في الليلة الماضية، حيث بدأ الأمر بمزحة سخيفة أنتهت بتغيير مجرى حياته وحياة عائلته إلى الأبد
"أتحداك أن تُجري تحليل DNA لأبنك"
في الحانة المعتادة مع رفاق العمل المعتادين، حيث أنواع المشروبات المسكرة في يد كل رجل وأمرأة، الموسيقى العالية والأضاءة المنخفضة كقاعة حفلات وكان هناك بالفعل بعض المساحة التي خُصصت للرقص
الصخب والكحول هم كل شيء
"أهذه مزحة؟"
ضحك أحد الرفاق مُربتاً على كتف جورج الذي دفع كأسه بعيداً وحدق أمامه في الرجل الذي تحداه ذلك التحدي، ولم يكتفي بذلك وحسب
"هيا يا رجل تعلم تلك الأمور تحدث، زوجة مثالية وجميلة كالتي تمتلكها، هي أول من يرتكب ما يسمينه دائماً غلطة صغيرة"
"أتتهم زوجتي بالخيانة أيها المخنث؟"
تدخلت شابة منهم كي تفك الصراع الذي سيبدأ "هيي هيييي شباب بلا شجار"
دامت لحظات صمت ثقيلة تبادل الرجلان شرارة غضب لكن سرعان ما لوح البادئ بيده وأعترف بخطأه "أعتذر، لكن كيف يفترض بلعبة غبية كالتي أخترتها أنتَ أن تكون أكثر متعة؟"
وقع أختيار اللعبة عليه هذه الليلة، ولكونه رجلاً عاقلاً مُتزناً لحدٍ كبير أختار أبسطها وأقلها خسائر، لكن بالفعل بدت لعبة الصراحة والجرئة غبية لمجموعة تجاوزت أعمار رجالها ونسائها الثلاثين
"لا يمكنني اللعب في أي لعبة تضم المراهنات أحتاج لأدخار المال، أخبرتكم لا تضموني لهذه السخافات لكنكَ أنتَ يا براين من أصر، ألعبوا كما تشاءون، أو أتعلمون ماذا"
نهض من مقعده وألقى بعض الأوراق النقدية "أنا راحل"
تجاهل النداءات وتشجيعات الأنضمام من جديد وأتخذ خطوات عنيدة مُصرة حتى بلغ المخرج حيث ركن سيارته، بسرعة دلف السيارة وكما وعد زوجته رجع للمنزل بلا تأخير
أنت تقرأ
A mother || أم
General Fiction"كنتَ محقاً، إنه ليسَ أبنك... ولا أبني كذلك" /القصة مكتملة، كانت بعنوان "آدم الصغير"/