_Adam Denise_
"آدم عزيزي، العشاء جاهز"
"نعم!"
جفل آدم مُغلِقاً كراسة الرسم ومُسقِطاً أقلام التلوين كمن ضُبِط يرتكب جُرماً، أنحنى كي يلتقط أقلامه لكنه لم يصل إليها فقرفصت ساندريا قدميها وجمعتها لأجله
"هل أنتَ مُحرج لأنكَ كنتَ ترسمني؟"
أحمر وجه آدم ففرك عينيه بذراعه مُخلصاً نفسه من أبتسامة السرور التي رسمتها ساندريا له، نهضت لتضع الأقلام في علبتها على المكتب ثم فركت رأسه
"أخبرتني والدتُك أنكَ فنان موهوب، أريني شيئاً من لوحاتكِ في وقتٍ ما"
أومأ لها من خلف ذراعه فجلست على السرير ولفت كرسيه كي يقابلها، أمسكت ذراعه الصغيرة ودفعتها عن وجهه بلطف وتأنٍ "لكنها أخبرتني أنكَ لا تحب اللون الأحمر وأنا متأكدة من رؤية هذا اللون يملئ مساحة كبيرة من لوحتِك للتو"
هذه هي المرة الثالثة التي يبيت فيها آدم مع عائلة دنيس للأسبوع الثالث ومازال لم يعتَد بعد على هذان الزوجان، قيل لهما أنه منغلق بشدة على نفسه بالأضافة لإحراجة لكنهما لم يتصورا أن الأمر سيكون بهذا الصعوبة
لكن بالنظر لعلاقته التي لا تبدو سطحية مع والديه، آدم منعزل عن الجميع حتى المُقربين منه
"شعري..." نطق أخيراً بعد أن تنهدت سانديا وهمت بالنهوض، أنصتت إليه وقرَّبت وجهه من رأسه الذي رفعه ووجهه نحوها "شعري هو السبب... إنه قبيح ومخيف، لكنكِ تملكين مثله و... وهو جميل جداً عليكِ"
"نحنُ مميزان أنا وأنتَ، والتمييز جميل دائماً لأنه نادر وليس منه الكثير، كالقمر، القمر جميل لأن هناك واحد منه فقط على عكس باقي النجوم الكثيرة"
"كالأبطال الخارقين؟"
"نعم تماماً، لو كان هناك العديد من سوبرمان لما صار بطلاً عظيماً وفريداً من نوعه"
أبتسم آدم، أفرحه كلامه كثيراً، أخبرته والدته من قبل أنه يمتلك شعراً أحمر لأنه ولِد في الغروب والشمس تختار شخصاً تُرِثُه قوتها قبل توديع النهار كل يوم، وجد كلامها تافهاً لكنه قرر تصديقه الآن بالرغم من تأكده من أنه مجرد هراء
نهضت ساندريا وحملته بين ذراعيها ولأول مرة يلف آدم ذراعيه حول رقبتها مسروراً دون حرج، نزلت به الدرج وأخذته إلى المطبخ حيث أجلسته على كرسي المائدة الخاص بجوش
هذا الكرسي الذي أشترته له بعد أن بكى طويلاً لتحطم سيارته المفضلة، تلاشت فرحتها ودخلت في نوبة الحزن نفسها لكنها لم تسمح لآدم أن يلاحظ ذلك
فليست هي فقط من ستخسر أبنها الذي ربته، بل هو أيضاً سيخسر والديه
"إنهما طفلان، سينسيان الأمر سريعاً"
أنت تقرأ
A mother || أم
General Fiction"كنتَ محقاً، إنه ليسَ أبنك... ولا أبني كذلك" /القصة مكتملة، كانت بعنوان "آدم الصغير"/
