حان وقت الأنتقام !!

55 12 4
                                    

قضت (اللين) سنواتها الخمس في سجنها حتى خرجت فمشت معها رفيقتها العجوز تشيعها إلى الباب  وتقول لها لا تنسي يا بنيتي أن تنتقمي من عدوك الذي آساء اليك ،وتنكلي به تنكيلآ عظيما،وسأتبعك على الأثر عما قريب لأنتقم من عدوي مثلك ،وهل لمثلي ومثلك في هذه الحياة الشقيه البائسه ٌﻋﺰاء  غير عزاء اﻻﻧﺘﻘﺎم؟
فودعتها وأنصرفت لا تعلم أين تذهب وأي طريق تسلك ، ﺑﻞ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ أﻳﻦ ﺗﺠﺪ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻬﺎ ،أو المضجع اﻟﺬي ﺗﺄوي إﻟﻴﻪ ﺳﻮاد ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ اﻧﻘﻄﻌﺖ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ،بعد موت أبويها وطبع على جبينها (المجرمه) التي خرجت من سجنها ، وﻟﻢﺗﺰل ﺳﺎﺋﺮةً ﻋﺪة ﺳﺎﻋﺎت ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ و اﻟﻨﺼﺐ ،وأﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﺠﻮع يعبث بأحشائها ،فحدثتها نفسها ب الأنتحار هروبآ من الألم ،وزهدآ في الحياة وظلت تترجح ساعه بين الأنس بهذا الخاطر والنفور منه حتى غلبها على أمرها ،فأخذت طريقها إلى النهر وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﺗﻠﻤﻊ ﺑﺮوﻗﻬﺎ ،وﺗﻬﻄﻞ ﻏﻴﻮﻣﻬﺎ ،وﺗﺪﻣﺪ مرﻋﻮدﻫﺎ،وتعصف رياحها ،فأستمرت أدراجها حتى إذ لم يبقى بينها و بين النهر إلابضع خطوات سمعت قعقعه مركبه  ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪٍ يمزق نور مصابيحها المشتعلين أﺣﺸﺎء الظلمات فتريثت هنيهة في مكانها حتى مرت المركبه فإذ بها المسيو (لورين) جالسآبين بضع فتيات، ﺧﻠﻴﻌﺎتٍ ﻳﻌﺎﺑﺜﻬﻦ وﻳﺪاﻋﺒﻬﻦ ،وﻳﻘﻬﻘﻪ ﻗﻬﻘﻬﺔً ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺮن ﰲ أﺟﻮاز اﻟﻔﻀﺎء
ف اختبأت وراء بعض الاشجار حتى مر ،ثم برزت من مخبئها تحدث نفسها وتقول ها ذا هو المجرم سعيد في حياته مغتبط بحظه يتقلب في اعطاف العيش الناعم لا ينغض عليه عيشه منغص ولا ييكدر حياته مكدر ،، وﻫﺄﻧﺬا اﻟﱪﻳﺌﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻟﻮث ﻳﺪي حياتي بجريمه وﻟﻢ أﻗﱰف ﺑﻴﻨﻲ وﺑين ضميري إثمآ أﻫﻴﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮادي اﻟﻔﺴﻴﺢ ﻋﲆ وجهي ،لا أعرف لي ملجأ ولا مأوى ولا أعرف سبيلآ في العيش ولا مذهبآ ولو عرفت لما اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﻧﺘﻔﻊ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻲ ؛ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﻣﺠﺮﻣﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ، و ﻣﻦ ذا اﻟﺬي ﻳﺄﻣﻦ ﻋﲆ نفسه أن يتصل ب القتلة المجرمين أو يعطف على بأسهم وضرائهم؟،، ﻻ ﻻ،ﻻﺑﺪﱠ أن أﻋﻴﺶ ، و ﻻﺑﺪ أن أﻧﺘﻘﻢ ، و ﻣﺎداﻣﺖ اﻟشراﺋﻊ اﻹﻟﻬﻴﺔ واﻟﻘﻮاﻧين اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺠﺰت ﻋﻦ أن ﺗﻨﺘﺼﻒ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻠﻴﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ واﻧﺤﺪرت ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻬﺮ إﱃ ﻃﺮﻳﻖ المدﻳﻨﺔ ، وﻗﺪ ودﻋﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺟﻤﻴﻊ خواطر الخير التي ملأت فضاء نفسها طول حياتها ،وخلعت ذاك الثوب الجميل المتلألئ الذي لبسته مذ برزت إلى الوجود حتى اليوم - ﺛﻮب اﻟشرف و اﻟﻜﺮاﻣﺔ و اﻟﻄﻬﺎرة و اﻷدب
-و اﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ إﱃ ﻧﻔﺲٍ أﺧﺮى غيرها ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻠﻢ ينحدر ﺑﺮﻗﻊ اﻟﻈﻼم ﻋﻦ وﺟﻪ اﻟﺼﺒﺎح ﺣﺘﻰ رآﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﻊ أﺣﺪ اﻟﻌﻤﺎل المريبين ﻫﺎدﺋﺔً ﺳﺎﻛﻨﺔ ، باسمة متطلقه لم يبق في وجهها من دم الحياء إلا قطرات ،قد أخذ لونها يستحيل شيئآ ف شيئآ إلى لون البياض لتلحق بأخواتها .
وكذلك هوت تلك الفتاة البائسة المسكينه في تلك الهوة التي حفرها المجتمع الإنساني ،لأمثالها من الفتيات البائسات ،فظلت تنتقل من يد إلى يد ومن مضجع إلى مضجع وكأن الحظ الذي فارقها وتجهم لها في حياة الطهارة والعفه  أقبل عليها بوجهه الباسم المتهلل في حياة السقوط والفساد فما هيا إلا أيام قلائل حتى طلعت في سماء باريس ﻧﺠﻤًﺎ ﺳﺎﻃﻌًﺎ ﻣﺘﻸﻟﺌًﺎ ﺗضئ ﻛﻞ أﻓﻖ تشرق ﻓﻴﻪ ، و ﺗﻌﻄﺮ ﻛﻞ أرض ﺗﺨﻄﺮ ﺑﺄرﺟﺎﺋﻬﺎ،،وتعبث بألباب الرجال عبث النسائم بأوراق الأشجار.

أنتقام برئ🔱💫{مكتمله}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن