فدخلت المستشفى وأخلصت إلى الله في عملها وسهرت على المرضى وأحسنت مواساتهم و ﺑﺬﻟﺖ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺠﻬﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ غيرها ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻣضرب المثل ﰲ ﺻﻼﺣﻬﺎ وتقواها.
وكان المحكمه قد حكمت على المسيو (لورين) بالسجن عامين فلقي في سجنه المتاعب والألام مالا طاقه لمثله بإحتماله، فسقط مريضآ لا يحفل به أحد ولا يواسيه، حتى اشتد به المرض وأشرف على الهلاك فنقلوه الي المستشفى التي تعمل فيها اللين فعرفته حين لاقته برغم تغير صورته واستحالة حالاته فلم تستطع أن تملك عينيها من البكاء ، وأخذت نفسها بتمريضه والعنايه به وظلت على عدة أيام وهو ذاهل مستغرق لا يشعر بشئ مما حوله حتى أستفاق في ليله من الليالي فرأها واقفه بجانب سريره تمد إليه يدها بالدواء،،وظل يحدق في وجهها طويلآ حتى عرفها فتناهض من مكانه وأكب على يدها يقبلها ويسألها العفو عن ذنبه لها فإزداد بكائها وقالت له؛؛أني أنا التي أسأت إليك وأنا التي أطلب منك العفو والصفح وكأن حياتها الجديده التي أنتقلت إليها قد أنستها حياتها الأوله وأكاذيبها وأباطيلها ،فلم يبق في قلبها أثر للبغض وأصبحت تعالج هذا المسكين بإخلاص لا تضمر له مثله الأم لواحدها وتقوم على خدمته ليلها ونهارها ،ولاكن الداء كان قد تمكن منه فلم يغنه هن العلاج شيئآ وما هي الا ايام قلائل حتى حضره الموت فجلست بجانبه تعزيه و تواسيه وﺗﻠﻘﻲ ﰲ روﻋﻪ أنﱠ ﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻞ واﻷﺳﻘﺎم ، و اﻟﻬﻤﻮم و اﻵﻻم ، و أنﱠ ﺟﻮار ﷲ ﰲ دار ﺟﺰاﺋﻪ خير له ﻣﻦ ﺟﻮار ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة الباطله الفانيه ،،حتى أسلم روحه بين ذراعيها .
وﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ رآﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﺳﺎﺋﺮةً ﺑﻬﺪوءٍ و ﺳﻜﻮنٍ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻳﺮ ، و ﻗﺪ
ﻟﺒﺴﺖ ﻣﺴﻮﺣﻬﺎ و ﺳﻮادﻫﺎ ، و ﻋﻠﻘﺖ ﺻﻠﻴﺒﻬﺎ ﻋﲆ ﺻﺪرﻫﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺘﻪ ، ﻓﻔﺘﺢ بين ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﺑﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻪ داﺧﻠﻪ إﱃ اﻷﺑﺪ ﻓﺪﺧﻠﺘﻪ، و ﻛﺎن ﻫﺬا آﺧﺮ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻣﺎ فيه .
-------------_------------_-----------
مع تحياتي.""
#أمنه كمال الجراي.
أنت تقرأ
أنتقام برئ🔱💫{مكتمله}
Misterio / Suspensoفتاة فقيره تتلقى العذاب تحت أكبر مدراء المصارف ومع دوران الأحداث يصبح هو من يريد تقبيل رجليها لترحمه من الفقر و المرض و العذاب الذي هو فيه