ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ذﻟﻚ المسيو (لورين)أﺧﺬ ﻳﺰوﱢر ﰲ اﻟﺼﻜﻮك ،و ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺤﺴﺎب طلبآ للخلاص من التبعه ، ﻓﻠﻢ ﻳُﺠﺪِه ذﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻓﻬﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻹدارة ﻛﻞ ﳾءٍ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺮَا ﺑﺪٍا أن يرفع اﻷﻣﺮ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء ، ﻓﻔﻌﻞ والمسيو (لورين) ﻣﺴﺘﻐﺮق ﰲ ﺷﻬﻮاﺗﻪ و ﻟﺬاﺗﻪ ﺟﺎث بين ليله ونهاره ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﺧﻠﻴﻠﺘﻪ ، ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﴚء ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي ﺣﻮﻟﻪ لولا أن أحد أصدقائه من المحامين وﻗﻒ ﻋﲆ ﺟﻠﻴﺔ اﻟﺨﱪ ﻓﺰاره ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻴﺨﱪه ﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪه ، ﻓﺬﻫﺐ إﱃ ﻣﻨﺰل (لوسي) فوجده
ﻓﺄﺧﱪه أنﱠ اﻷﻣﺮﻗﺪ ﺻﺪر ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ، و أﻧﻪ إن ﻟﻢ ﻳﺒﺎدر ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ في الحال فقد هلك إلى الأبد ﻓﺄﺷﺎر إﱃ (لوسي) أن ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻼﺑﺴﻪ ، و أن ﺗﻬﻴﺊ ﻧﻔﺴﻬﺎ للسفر معه وﻫﻮ أﻋﻈﻢ اﻟﻨﺎسﺛﻘﺔ ﺑﻬﺎ ، و ﺑﺤﺒﻬﺎ و إﺧﻼﺻﻬﺎ ، ﻓﺘﻈﺎﻫﺮت ﺑﺎﻹذﻋﺎن لأمره و الرثاء له وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺮﻋﺖ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ التليفون وﺑﻠﻐﺖ رﺋﻴﺲ اﻟشرﻃﺔ ﺧبر ﻋﺰﻣﻪ ﻋﲆ اﻟﻬﺮب وأشارت عليه بإرسال من يقبض عليه في الحال .
ﺛﻢ أﻣﺮت اﻟﺨﺪم ﺑﺈﻏﻼق اﻷﺑﻮاب و اﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻬﻪ إن أراد اﻟﻔﺮار ،ثم عادت إليه ف سألها؛ هل أعددت كل شئ؟ ف نظرت إليه نظرة غريبه لم يفهم معناها ،ثم أنفجرت ضاحكه بصوت ﻋﺎلٍ ، ﻓﺪﻫﺶ و ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﳾء ﺳﻮى أﻧﻚ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺳﺠﻴﻨًﺎ هنا ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ رﺋﻴﺲ اﻟشرﻃﺔ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻚ ثم القت عليه نظره مخيفه هائله، ف عجب لأمرها، وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ أﻣﺎزﺣﺔ ﻫﻲ؟أم نزل بها عارض من عوارض الجنون ووثب من مكانه مسرعآ ودنا منها وقال لها ؛ماذا عرض لك يا لوسي؟فقد طلبت إليك أن تهيئي نفسك للسفر معي ،فهل فعلت؟ لقد دنت الساعه ولسنا الأن في موقف مزاح وأخاف أن ﺗﻔﺎﺟﺌﻨﺎ اﻟشرﻃﺔ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺘﻔﻮت اﻟﻔﺮﺻﺔ ف ضحكت ضحكه أخرا وقالت؛ قد بلغت رئيس الشرطه أنك عازم على السفر ، وأشرت عليه أن يبادر بإرسال الجنود ل يقبضوا عليك ، وأمرت الخدم بإغلاق الأبواب حتى لا تتمكن من الهرب قبل حضورهم ،،ف جن جنونه وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﺮﻳﺐ ﻳﺪب ﰲ ﻧﻔﺴﻪ و إن ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ لما يرى سببآ
ف ركض إلى الباب ليتحقق بنفسه فوجده مغلقآ فأمرها بفتحه فأبت ،فهجم عليها هجمه شديده وهو يصيح أين المفتاح أيتها العاهره ؟فقالت له أتريد أن تقتلني مثل ما قتلت أبي بالآمس؟
ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ، و وﻗﻒ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ذاﻫﻼً ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ : ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﻣﻦ أﻣﺮك ﺷﻴﺌًﺎ ، ماذا تريدين؟ومن هو أبوك؟فقالت له هو المسيو (كابريني)-وكيل مصرفك بالآمس-الذي اتهمته ظلمآ وعدوانآ بالسرقه وأنت تعلم أنه رجل شريف طاهر لو علم أن شرب الماء يفسد مرؤته لما شربه ف كانت نهاية أمره أنه مات في سجنه ميتت الاشقاء البؤساء لا يعوده من أهله عائد وﻻ ﻳﺤﺘﻀﻨﻪ إﱃ ﺻﺪره ﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﻧﺰﻋﻪ ﻣﺤﺘﻀﻦ ولا يوجد بجانب مضجعه من يسمع من وصيته الأخيره .
فأصفر وجهه (لورين) وﻇﻞ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺮﺗﻌﺪ ارﺗﻌﺎدًا ﺷﺪﻳﺪًا و أﺧﺬ ﻳﺤﺪق اﻟﻨﻈﺮ ﰲ وجهها طويلآ ويتراجع شيئآ ف شيئآ ويقول بصوت مضطرب متقطع : :إذن أنت لست ....
ف قاطعته وقالت ؛ ﻧﻌﻢ ﻟﺴﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ (ﻟﻮﳼ) بل عدوتك (اللين) التي تريد أن تنتقم منك لفجيعتها في ابيها وفي نفسها ،،أنا (اللين) التي جثت تحت قدميك منذ سبعة أعوام تسألك ان ترحم أباها وترحمها ﻓﺄﺑﻴﺖ إﻻ أن ﺗﺴﺎوﻣﻬﺎ ﰲ ﻋﺮﺿﻬﺎ فلما ضننت به ﻋﻠﻴﻚ أردت اﻟﻨﻜﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﺗﻬﻤﺘﻬﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻛﺬﺑًﺎ و اﻓﱰاءً ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ ، ﻓﺼﺪق اﻟﻘﻀﺎة اﻷﻏﺒﻴﺎء دﻋﻮاك ، ﻓﺤﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ، ﻛﺎﺑﺪت ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻮف اﻟﻌﺬاب و أﻧﻮاعا اﻵﻻم ﻣﺎﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ ﺑشر ثم خرجت من سجنها مصفرة اليد من كل شئ من بيتها وأهلها وكرامتها و شرفها وكل ما تملك يدها من
اﻟﻘﻮت اﻟﺬي ﺗﻘﻴﻢ ﺑﻪ ﺻﻠﺒﻬﺎ ﺑﻴﺎض ﻳﻮﻣﻬﺎ وﺳﻮاد ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ . و ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪﱠﻟﻬﺎ ﻣﻦ المغاﻣﺮة ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﰲ إﺣﺪى اﻟﻬﻮيتين : إﻣﺎ ﻫﻮ الموتﻟترﺗﺎح ﻣﻦ ﻫﻤﻮم اﻟﺤﻴﺎة و آﻻﻣﻬﺎ ، او هو الفساد ﻟﺘﻨﺘﻘﻢ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪوﻫﺎ اﻟﺬي ﻧﻜﺒﻬﺎ وأفسد عليها حياتها فأثرت الأنتقام على الموت ؛ ﻷن ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﺤﺎﻟﺖ إﱃ ﻧﻔﺲٍ شرﻳﺮة ﺣﺎﻗﺪة ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻌﺪوﻫﺎ ، أن ﻳﺒﻨﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻋﲆ أﻧﻘﺎض ﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ، و أن ﻳﻔﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺬﻧﻮب و اﻵﺛﺎم ، و ﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻤﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ، و روﺣﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ و آﻻﻣﻬﺎ.
أنت تقرأ
أنتقام برئ🔱💫{مكتمله}
Mistério / Suspenseفتاة فقيره تتلقى العذاب تحت أكبر مدراء المصارف ومع دوران الأحداث يصبح هو من يريد تقبيل رجليها لترحمه من الفقر و المرض و العذاب الذي هو فيه