الفصل الأول

3.1K 91 12
                                    


وددت أن أشارككم ما أمر به الاّن و لكني لن أستطيع أن أذكر اّسمي و لا أسم شريكي حتي لا يستطيع أحد الوصول إليّ وحتي لا يحاول أي كيان تتبعي أو يحاول أي ساحر الوصول لي لكي يستغلني ..

لذلك يمكنكم مناداتي بـالحروف الأولي من أسمي و هي " ه ي " ..
، فأنا كنت شاباً حديث التخرج اّنذاك .. فوقتها قد كنت تخرجت منذ عام من كلية الحقوق و لكن إلتحاقي بها لم يكن حباً في هذا المجال و لكن هذا ما فرضه عليّ المجموع ..!

، فقد نشأت في قرية من قري مصر ، فأبي رجل بسيط لديه محل بقالة صغير في قريتنا أما أمي فهي ربة منزل ريفية بسيطة و لكنها لها قلب حنون ورغم ضيق ذات اليد في منزلنا إلا أنها كانت تغمرني بفيض من الحب و الدعوات ..
ولكن عندما تم قبولي في كلية الحقوق جامعة القاهرة ، لم يكن هناك مفر من الإنتقال للعيش في القاهرة و أن أترك حضن أمي الدافيء و نصائح و حكمة أبي ..
، وعندما وصلت للقاهرة تلك المحافظة الكبيرة التي تبتلع في جوفها العديد من القصص و الأحلام قبل أن يشعر بها أي شخص .. حاولت التأقلم مع ذلك المناخ الجديد
، و لكن ما ساعدني علي التعود علي حياتي الجديدة حقاُ هو صديقي منذ الطفولة " ن م"

فقد نشأنا في القرية معاً و انتقلنا إلي القاهرة معاً أيضاً ، فقد قاده مكتب التنسيق إلي كلية التجارة في جامعة القاهرة .. و كلانا لم يكن راضي عن كليته و لكن كلانا أيضاً كان مليء بالشغف بتلك الحياة الجديدة التي تملؤها الفرص و لا يحدها بساطة الريف
..

فقمنا بإستأجار حجرة في إحدي أسطح البنايات القديمة في إحدي الحواري بالقاهرة .. ولم يكن السكن يبعُد كثيراً عن الجامعة و كان ذلك من حسن حظنا ..
فالأموال التي يساعدنا بها أهلنا محدودة للغاية ، لذلك فإن المال بالكاد يكفي الإيجار والطعام ..ولذلك فإن توفير ثمن المواصلات بسبب قرب السكن حقق لنا مزيداً من التوفير ..

ومَرت سنين الدراسة سريعاً كالحلم ، فبرغم كُره كُلاً منا لمجال الدراسة ، لكن لم يكن أمامنا حل اّخر سوي النجاج و التخرج لنبدء مجال العمال و نرد الجميل لعائلاتنا ..
وعلي الرغم من اتفاقنا علي عدم العمل في مجال دراستنا ، إلا أنه لم يكن هناك مفر من الإجتهاد حتي نتخرج ونخفف العبء عن أهلنا ..


و لكن أثناء الدراسة أعتراني شغف كبير بعالم التصوير فبدأ الأمر بتصوير بسيط بكاميرا الهاتف لبعض زملائي .. ولكنني وجدت إشادة كبيرة بطريقتي في التصوير كما أنني كنت بارعاً في إضافة -الإيديت- و مع الوقت قمت بتوفير بعض المال وأخذت بعض الكورسات في التصوير و الفوتوشوب لأثقل مهاراتي ..
و بمرور الوقت قُمت بتشييد صفحة بإسمي علي مواقع التواصل الإجتماعي ..
و كنت أتلقي بعض الطلبات لتصوير بعض أصدقائي في حفلات أعياد الميلاد و تصوير بعض الأعمال في معرض الكتاب .. ولكني حقاً كنت بارعاً في هذا المجال ..
فكنت في جلسات تصوير معرض الكتاب ، كنت أحيط أي كتاب ببعض الأزهار المجففة التي أقوم بتجفيفها بنفسي في غرفتي .. و بعض حبات البن التي أقوم بشراء بعضها من قريتي في كل أجازة .. وكنت أحيطه أيضاً ببعض الرسائل و الأوراق القديمة ذات اللون الأصفر و التي كنت اقوم بشرائها من مكتبة قديمة في شارع المعز .. فكل تلك الأشياء كانت تعطي رونق للعمل كما أنها كانت تنال استحسان المثقفين ذوات الذوق الخاص ..

سِــر لــــعنة الكِــــتابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن