وددت أن أشارككم ما أمر به الاّن و لكني لن أستطيع أن أذكر اّسمي و لا أسم شريكي حتي لا يستطيع أحد الوصول إليّ وحتي لا يحاول أي كيان تتبعي أو يحاول أي ساحر الوصول لي لكي يستغلني ..
لذلك يمكنكم مناداتي بـالحروف الأولي من أسمي و هي " ه ي " ..
، فأنا كنت شاباً حديث التخرج اّنذاك .. فوقتها قد كنت تخرجت منذ عام من كلية الحقوق و لكن إلتحاقي بها لم يكن حباً في هذا المجال و لكن هذا ما فرضه عليّ المجموع ..!، فقد نشأت في قرية من قري مصر ، فأبي رجل بسيط لديه محل بقالة صغير في قريتنا أما أمي فهي ربة منزل ريفية بسيطة و لكنها لها قلب حنون ورغم ضيق ذات اليد في منزلنا إلا أنها كانت تغمرني بفيض من الحب و الدعوات ..
ولكن عندما تم قبولي في كلية الحقوق جامعة القاهرة ، لم يكن هناك مفر من الإنتقال للعيش في القاهرة و أن أترك حضن أمي الدافيء و نصائح و حكمة أبي ..
، وعندما وصلت للقاهرة تلك المحافظة الكبيرة التي تبتلع في جوفها العديد من القصص و الأحلام قبل أن يشعر بها أي شخص .. حاولت التأقلم مع ذلك المناخ الجديد
، و لكن ما ساعدني علي التعود علي حياتي الجديدة حقاُ هو صديقي منذ الطفولة " ن م"فقد نشأنا في القرية معاً و انتقلنا إلي القاهرة معاً أيضاً ، فقد قاده مكتب التنسيق إلي كلية التجارة في جامعة القاهرة .. و كلانا لم يكن راضي عن كليته و لكن كلانا أيضاً كان مليء بالشغف بتلك الحياة الجديدة التي تملؤها الفرص و لا يحدها بساطة الريف
..فقمنا بإستأجار حجرة في إحدي أسطح البنايات القديمة في إحدي الحواري بالقاهرة .. ولم يكن السكن يبعُد كثيراً عن الجامعة و كان ذلك من حسن حظنا ..
فالأموال التي يساعدنا بها أهلنا محدودة للغاية ، لذلك فإن المال بالكاد يكفي الإيجار والطعام ..ولذلك فإن توفير ثمن المواصلات بسبب قرب السكن حقق لنا مزيداً من التوفير ..ومَرت سنين الدراسة سريعاً كالحلم ، فبرغم كُره كُلاً منا لمجال الدراسة ، لكن لم يكن أمامنا حل اّخر سوي النجاج و التخرج لنبدء مجال العمال و نرد الجميل لعائلاتنا ..
وعلي الرغم من اتفاقنا علي عدم العمل في مجال دراستنا ، إلا أنه لم يكن هناك مفر من الإجتهاد حتي نتخرج ونخفف العبء عن أهلنا ..
و لكن أثناء الدراسة أعتراني شغف كبير بعالم التصوير فبدأ الأمر بتصوير بسيط بكاميرا الهاتف لبعض زملائي .. ولكنني وجدت إشادة كبيرة بطريقتي في التصوير كما أنني كنت بارعاً في إضافة -الإيديت- و مع الوقت قمت بتوفير بعض المال وأخذت بعض الكورسات في التصوير و الفوتوشوب لأثقل مهاراتي ..
و بمرور الوقت قُمت بتشييد صفحة بإسمي علي مواقع التواصل الإجتماعي ..
و كنت أتلقي بعض الطلبات لتصوير بعض أصدقائي في حفلات أعياد الميلاد و تصوير بعض الأعمال في معرض الكتاب .. ولكني حقاً كنت بارعاً في هذا المجال ..
فكنت في جلسات تصوير معرض الكتاب ، كنت أحيط أي كتاب ببعض الأزهار المجففة التي أقوم بتجفيفها بنفسي في غرفتي .. و بعض حبات البن التي أقوم بشراء بعضها من قريتي في كل أجازة .. وكنت أحيطه أيضاً ببعض الرسائل و الأوراق القديمة ذات اللون الأصفر و التي كنت اقوم بشرائها من مكتبة قديمة في شارع المعز .. فكل تلك الأشياء كانت تعطي رونق للعمل كما أنها كانت تنال استحسان المثقفين ذوات الذوق الخاص ..