، وفكرت بأن ذلك الكتاب مجرد اّداة من اّدوات النصب علي الهواة ممن يأخذهم فضولهم لتجربة السحر.. إلا ولما باعه ذلك الرجل لي بعشرين جنيه فقط ..
فلو كان ذلك كتاباً قيماً ويحمل معلومات حقيقية ، لما كان باعه ذلك الرجل بذلك المبلغ؟! ..
ولكني تذكرت الحقيبة الجلد التي كانت مرفقة مع الكتاب فجذبتها وقررت أن أفتحها ..ولكني بمجرد أن فتحتها وجدت فيها عدة قوارير فكانت قارورة تحتوي علي عسل وقارووة اّخري تحتوي علي نوع من أنواع الحبر وقارورة بها سائل غريب لم أستطيع أن أحدد ما هو لونه أخضر ..وقارور اّخيرة تحتوي علي دم !
ولكن الغريب أن تلك الدماء كانت تبدو كما لو أنها دماء حديثة .. فشعرت بالإشمئزاز قليلاً وبالذعر أيضاً..ولكنني تماسكت ففي النهاية أنا مقتنع بوجهة نظري فذلك الكتاب ليس سوي مجرد خرافات ..حتي محتويات تلك الحقيبة فهي أغراض النصب لتضفي إيحاءاً بالجدية علي الكتاب .. فضحكت بسخرية وألقيت الكتاب ووضعت تلك القوارير جانباً .. وعدت لأستكمل عملي في إضافة الإيديت المُناسب لجلسة اليوم
-وليتني لم أستهن به يومها إلي هذا الحد-
،خَرج شريكي ومعه كوبين من الشاي وجلس بجاني علي منضدة الطعام وأمسك بالكتاب وظل ينظر إليه بتمعن ..ثم سألني عن ماذا يتحدث ذلك الكتاب غريب الشكل؟!
،فضحكت وقلت له "ذلك كتاب في السحر ، وليس أي كتاب بل يحضر لك جناً مًرشداً يساعدك في تحضير ملك من ملوك الجان ليفتح لك خزائن الأرض..!
فضحك شريكي بشدة وقال "اصنع بنا معروفاً وحضره ، ليساعدني في تخطي تلك السنة الصعبة " فضحكنا معاً بشدة ..!
فقلت له " هيا بنا نجرب أي تميمة أو عزيمة من ذلك الكتاب لنري ما سيحدث "
-أتدركون أن لكُل منا قدر يحدث بسبب خطأ يقع فيه لسانه ، فكما يقولون القدر مُوكل بالنطق - وبالنسبة لي ذلك الخطأ وقعت فيه بمجرد أن قولت تلك الجملة ..
أما خطئي الأكبر فكان أستهانتي بتلك الأمور ..
فأمسكت الكتاب أنا وشريكي وظللنا نتصفح صفحاته لنختار معاً العزيمة المناسبة التي سنقوم بتنفيذها .. ونظر شريكي إلي صفحة كانت عنوانها باللغة العربية "قلنسوة الإختفاء" .. فأنا أذكر أني مررت بتلك الصفحة من قبل ولكنها كانت مرفق بها ظرف ، ولكني لا أتذكر بأني رأيت ذلك الظرف من قبل ..
فقال لي شريكي بحماس غير معهود بالنسبة له .."دعنا نجرب قلنسوة الإختفاء .. فإن نجحت تلك التعويذة سيكون شيئاً رائعاُ " .. فضحكت علي حماسه الذي يشبه حماس الأطفال وقلت له .. هيا بنا !
وكانت الصفحة تحمل بعض التمائم و العزائم غير المفهومة ..وأسفل تلك العزائم مكتوب "لتحضير تلك القلنسوة .. افتح المظروف "
فأمسكت المظروف المرفق بالصفحة وفتحته بحرص ..ولكني بمجرد ما نظرت داخل المظروف كدت أن أتقيأ .. فكانت بداخله بعض جلود الضفادع وبعض ذيول السحالي المقطوعة التي مازالت تتحرك .. فقذفت المظروف من يدي بعيداً علي المنضدة ..
فأمسك زميلي بذلك المظروف ونظر بداخله ثم ألقاه من يده بإشمئزاز ، ثم نظر لي وأصر أن نجرب شيئاً اّخر ..
