الالم

14 0 0
                                    

"دمير دوقان" مدير الذي يتقن عمله و يحترم الموظفين ، هذا ما يقولونه عنه لكن انا لم ارى هذا ، في الاول لم اكن اعلم انه صديق مارت من الايام الجامعة على كل حال لم اكن ارتاح له اطلاقا .

مرت ثلاث اشهر على توظيفنا في تلك الشركة كان السيد دمير يقوم بتصرفات غريبة حيث انه كان في كل ليلة يتصل بي كان دائما يقول لي كلاما و كأنني عشيقته لم اكن استطع ان اوقفه لانه مديري كنت اتجنبه بأي طريقة كانت لكن مارت كان يشك ان هناك امر ما يزعجني في تلك الشركة . و ذات يوم و بينما كنا انا و مارت جالسين رن الهاتف و كانت مربية مارت قائلة ان والد مارت على فراش الموت اسرع مارت تحت صدمة كبيرة ذهبنا فورا الى البيت ، عندما وصلنا الى بيتهم دخل مارت فورا الى غرفة والده فرآه مستلقيا في فراشه جلس بجواره ثم مسك يده ففتح والد مارت عينيه و ابتسم لمارت قائلا :" ارجو ان تسامح..." عانقه و بدأ بالبكاء في تلك اللحظة  لم استطع ان اقف اكثر خرجت من الغرفة مسرعة ، ذهبت للمطبخ لاشرب بعض الماء فسمعت زوجة اب مارت تتحدث في الهاتف بصوت منخفض كانت تبدو و كأنها متحمسة  لم اعلم لماذا ! بعدها بعشرة دقائق ذهبت لمارت فكان عند باب الغرفة يبكي فذهبت له مسرعة  فسألته :" مارت ما بك لماذا انت هنا ؟" نظر الي و عيناه العسليتين تدمعان و قال " ابي مات يا ميرال" ثم عانقني و هو يبكي .
مرّ اسبوع على وفاة والد مارت بقينا تلك الفترة في بيت مارت لكن ذلك البيت كان يبدو لي مليئا بالاسرار بالاضافة الى انني لم اكن اشعر و كانني مرتاحة او مطمئِنة في ذلك البيت . في هذه الفترة مارت كان في حالة سيئة جداً كان يجب ان اقف معه في هذه المحنة كما وقف معي في اصعب الاوقات التي كنت امر بها ، بقينا في ذلك البيت مع العلم كانت زوجة اب مارت هناك لكن كانت تبدو و كأنها تحيك امورا من وراء مارت .
بعد تلك الفترة الصعبة عدنا انا و مارت للعمل لكن قررنا ان نبقى في بيت والده اما زوجة ابيه كنا مثل العبئ عليها و خاصة انا ، في يوم من الايام كنت في غرفتي نزلت للمطبخ لاشرب بعض الماء فرأيت مارت جالس بمفرده في الحديقة ذهبت اليه .
-"هل يمكنني ان اجلس معك ؟"
رد قائلاً:"نعم بالطبع "
جلست بالقرب منه كان شارداً فسألته :" بماذا تفكر ؟"
ردّ بصوت منخفضا و حزينا :" افكر في ابي "
-:" لا باس يا مارت هذه هي الحياة لا نستطيع ان نفعل شيئ او نغير القدر يجب ان تكون قويا "
-"هل تعلمين انك الوحيدة التي اثق بها "
تبسمت ثم مسكت يده و قلت له :" كفاك مارت هيا اذهب و نم غداً سيكون افضل "
-"حسنا ، اذهبي انت سابقى قليلا ثم اصعد للنوم "
قلت له :" حسنا ، ليلة سعيدة يا ملك اليالي "ضحك ثم صعدت الى غرفتي و بينما انا صاعدة الى الغرفة كانت غرفة زوجة اب مارت مفتوحة و كانت هي تتكلم في الهاتف مع شخص لم استطع معرفته لكن سمعتها تقول له :" غدا نلتقي على التاسعة صباحا اخبرني جميع ما يفعله مارت . لم اصدق ما سمعته لكن قلت في نفسي يجب ان لا اتوتر بعدها خرجت من الغرفة فاختبئت فورا نزلت الى الاسفل فدخلت الى غرفتها كانت غرفة كبيرة و من حسن الحظ كان هاتفها على الطاولة فتحته و رايت انها تلقت رسالة من عند شخص مدعو ب"اردا" كان مكتوب في الرسالة الوقت و المكان التي ستلتقي فيه مع هذا الشخص و هو نفس الشخص الذي كانت تتحدث معه على الهاتف ثم بعدها وضعت الهاتف و ذهبت الى غرفتي . حل الصباح ارتديت ملابسي و نزلت الى الصالون كانت تفطر جلست و بدأنا بالاكل لم يكن مارت هناك لانه دائما يخرج في الصباح الباكر جلست معها ثم جاءتها رسالة فاسرعت و صعدت لتجلب اغراضها ثم خرجت مسرعة فخرجتُ و ذهبت خلفها بعدها وصلت الى ذلك المكان الذي كان بعيدا جدا عن البيت لا يوجد احد هناك و كانها غابة كان مليئا بالاشجار ، عند وصولها كان ذلك الشخص ينتظرها لم اسمع اي شيئ من حديثهما لانني كنت بعيد عنهم و من ثم اعطته المال و ذهب في المساء جاء مارت غاضبا و يصرخ :" اين هي .. اين هي " فدخل و اخذها من ذراعها كان مارت غاضبا فبدأت بالصراخ عندما ذهبت لكي اوقفه صرخ  و قال :" انت لا تتدخلي "ثم رمى بها على الاريكة و بدأ بالصراخ :" لما فعلت هذا به الم يكن في قلبك رحمة لماذا انا الآن يتيم كل ما كنت املك في هذه الدنيا هو ابي فقط لما؟ " انا لم افهم شيئ لكن قلت في نفسي يمكن انها فعلت شيئا لاب مارت لكن ليس ما كنت اتوقعه  ثم قال :" انتظري لاريك " ذهب ليحضر الحاسوب  . كانت في بيت ابيه كاميرات لكن زوجة ابيه لم تكن تعلم ان والده كان يضع كاميرا في غرفته لان كانت غرفته و مكتبه في غرفة واحدة بعدما احضر الحاسوب لم اعتقد ابدا انني سارى ذلك المنظر الذي رايت عندما فتح مارت الحاسوب و شغل الفيديو اندهشت فكانت الفاجعة الكبرى و هي ان زوجة والد مارت هي من قتلت والده لم نعلم لماذا لكن عندما رأت الفيديو بدأت تبكي و تتوسل قائلةً :" لقد اخطأت يا مارت سامحني " قتلت والد مارت بدون اي رحمة في قلبها و همها الوحيد و هو المال، لم تكن تعطه دوائه حتى انها كانت تحبسه في الغرفة لان والد مارت في الاشهر الاخيرة لم يكن يستطيع المشي و حسب ما قالته الخادمة لمارت انها كانت تتمنى ان يموت في اقرب وقت و حتى ان الخادمة كانت تحاول الوصول لمارت لإخباره لكن لم تستطع .
قبل ممات والد مارت لم يكن في علم مارت ان اباه مريض و في اليوم الذي جاء فيه مارت الى شقتي هو لم يخبرني بالقصة الكاملة لكن بعدها اخبرني ان في تلك الفترة كان يشك في زوجة والده لان الشركة كان فيها جاسوس ففي يوم من الايام مارت كان في الشركة و كان والد مارت غير موجود فجاءت للشركة و دخلت الى مكتب والد مارت بعد اصررها على مساعِدة والده لم يكن في علمها ان هناك كاميرات مراقبة لانهم لم يكونوا موجودين من قبل ، وبينما كانت خارجة من المكتب كان مارت ذاهب الى مكتبه فاصتدمت به فوقعت اوراق على الارض و بدت متوترةً جدا مارت لحظة تلك الوراق لكن لم يعطي اي ردة فعل ثم ذهب الى غرفته و في ذلك اليوم زاد شكه بها و عندما رأى في كميرات المراقبة رآها و هي تبحث عن تلك الاوراق و هي من اخذتهم و عندما قال لوالده لم يصدقه و هذا ما دفعه ان يغادر المنزل.

عندما  حل الظلام .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن