في كل ليلة كنا نذهب الى تلك الحانة ، كنت دائما أرى ملك الليالي الذي كان يشغل بالي و هو يحدق بي كنت كلما أدرت وجهي أراه ينظر الي و في ليلة من الليالي و بينما أنا أرقص احسست و كأن شخصا من ورائي يقترب رويدا رويدا ، كنت متوترة للغاية و في لحظة همس قائلا :
-"لا تتوتري، فقط أغلقي عينيك " أغلقت عيني و بدأت أحلم و كأنني طفلة صغيرة بين أحضان أمها كانت تلك اللحظة أجمل من كل اللحظات التي صادفتها في حياتي ، عندما أغلقت عيناي أحسست بطمأنينة و بعدها فتحت عيني و رأيت وجهه اللطيف و شعره الناعم . بقيت أحدق بعينيه حتى قال لي :
-" ماذا رأيت عندما أغلقت عيناك ؟"
لم أكن أنصت اليه إطلاقاً لأنني كنت فقط مشغولة بالقلادات التي كان يرتديها و شعره ثم لوح بيده قائلا :
-"آاا، هل سمعت ما قلته؟؟"
-" نعم نعم، طبعا انني أنصت إليك " ضحك ثم قال :
-"لا تقلقي ، اعلم انك لم تكوني مشغولة بسؤالي " ثم أضاف :" هلا آتيتي معي خارجا ؟" كان صوت الموسيقى عال جدًا لم اسمعه فأمسك بيدي و ذهبنا الى الخارج . بينما كنّا نتحدث خارجا رأيت الشرطة قادمة فلم يستطع احد الهروب لأننا كنّا محاصرين و دخلت الشرطة للحانة و أخذت كل من كان هناك و نحن أيضا .بقينا ليلة في قسم الشرطة و لم نستطع ان نتعارف في تلك الليلة أنا كنت خائفة و في نفس الوقت قلقة جدًا على آيدا لأنني لم ارها منذ ان كنّا في الحانة و هي الوحيدة التي كانت معي . جلست و بقيت ابكي لم أكن اتخيل انني سأصل إلى هذه المرحلة و انني سأسجن كنت دائما تلك الفتاة اللطيفة المكافحة و الخلوقة و الآن ماذا ؟ فتاة سيئة ؟؟ و كل ما كنت أفكر فيه تلك الليلة انني يجب ان اخرج من ذلك القفص ، و بينما أنا جالسة ناداني ملك الليالي :
-" أنت ،ما اسمك ؟"
صرخت قائلة :
-"السنا في مأزق و انت تسألني عن اسمي "
-:" لا أنا فقط أردت ان أتعرف عليك لأننا لم نتمكن من ..."
قاطعته و قلت :" لما لا تصمت أرجوك ."
مرت ساعة فجاء الشرطي :" انت هيا لقد جاء المحامي و قد تم الإفراج عنك ."
و اخرجه فأنا عرفت في تلك اللحظة انني سابقى هناك . في الصباح جاء الشرطي .
-:" هيا يا آنسة ." خرجت من مركز الشرطة لم اعرف من ساعدني لكن كل ما كان علي فعله هو ان اذهب الى البيت فتوقفت للحظة و نظرت الى ثيابي و كانت تبدو غير محتشمة و ان ذهبت الى بيت خالتي بتأكيد ستطردني و كل هذه الأسئلة كانت تدور في عقلي فلم يكن لدي خيار ثاني و هو ان اذهب بهذه الحالة . ذهبت الى خالتي لكن لم تكن موجودة فاتصلت بآيدا لكن آيدا كان هاتفها مغلق فجلست امام بيت خالتي حتى تأتي و كان كل من يمر ينظر الى ثيابي ، رأيت خالتي من بعيد كانت تبدو انها متعبة ذهبت اليها مسرعة و كلما حاولت التحدث معها تجاهلتني ثم توقفت و قالت لي بلهجة غاضبة :" كنت الفتاة البريئة في نظري لكن خيبتي ظني و الان لايوجد اَي علاقة تربطني بك أو بآيدا ."و اغلقت الباب لم استطع فعل شيئ كنت حزينة جدا ، لا يوجد مكان لابيت فيه و لا أعرف أحد في المنطقة ، ذهبت الى الساحل و فضلت ابكي أقول في نفسي :" آه.. لما اتبعت هذا الطريق ، لما انا " و فضلت ابكي حتى توقفت سيارة سوداء فاخرة و نزل منها ملك الليالي جلس بجانبي و قال :" لماذا انت هنا في منتصف الليل و بمفردك ؟" لم اجب على ما قاله ثم وضع يده على كتفي و قال :" هل انت تبكين؟" ثم احتضنني و قال :" تعالي معي اعلم كل ما حدث." ادهشني ما قاله من اين يعلم ؟؟ و فضلت كل الطريق اسأل نفسي حتى وصلنا الى بيته ، دخلنا مثل اللصوص لكي لا يرانا احد و بعدها سألني اذ كنت جائعة ام لا انا لم ارد ان ااكل اي شيئ لكن اصر ان ااكل ، تلك الليلة كنت اشعر بطمأنينة لانني لم اكن اظن انني سأمضي الليلة على هذا الحال ، و فضلنا نتحدث طوال الليل و اخيرا عرفت اسمه "مارت".
لم اكن اعلم انه لطيف لهذه الدرجة حيث انه قال لي :" اذ احتجتي اي شيئ انا بجانبك" ، في منتصف الليل استيقظت لشرب الماء و كان مارت نائم على الاريكة و كان يبدو كالطفل البريئ بعدها عدت الى سريري و فضلت انظر اليه حتى غفوت، للناس صفات متعددة حتى ان كانوا يبدون قاسيين او محتالين فانت لا تعلم ما يوجد بداخلهم يوجد من جعلته الاوجاع او الاحداث يتحولون من اشخاص ذوي القلوب اللطيفة الى اشخاص قاسيين لا يعرفون الرحمة ، ففي الاول كنت اظن ان مارت محتال و شخص سيئ لكن هو في الحقيقة انسان طيب و ليس كما كنت اظنه، تعرفت عليه و روى لي مارت قصة حياته و كل المعاناة التي واجهها في طفولته .
أنت تقرأ
عندما حل الظلام .
Romansaالملخص: بعد معانات طويلة و بعد وفاة والدتها قررت بدئ حياتها الجديدة بعيدا عن والدها و تحقيق احلامها لكن خالفها القدر و في ليلة من الليالي تنقلب حياتها رأسا على عقب . الشخصيات الرئيسية : ميرال: و هي فتاة شابة لطيفة تحب الخير لكل الناس تسعى لكي تك...