هبطت الطائرة الخاصة للمرة الأخيرة على اراضي سيبيريا، أرض الطبيعة، و إحدى القارات الكبرى قديماً، تحتل مساحة تقدر بثلاثة ارباع مساحة الجمهورية الروسية، و بالمقابل فإن نسبة السكان فيها بالكاد تتجاوز الربع، لأن سيبيريا هي أرض الطبيعة، و لم تقبل بالغزو المبالغ الذي خاضه البشر على باقي بقاع الأرض.
الأراضي السيبيرية اراضٍ متجمدة و شتائها طويل، يمتد طول العام تقريباً، فالصيف هناك لا يتجاوز الشهرين أو ثلاثاً.
" برد"
تمتم مينهيون أول من نزل من الطائرة، تبعه جونغهيون، ثم مينكي الذي اختبأ آرون في جيب سترته العلوي، و من ثم جيهيو و بويونغ اللتين تحملان معهما بعض الأغراض التي قد يحتاجونها، و من خلف كان دونغهو و الذي لا يفضل الأجواء الباردة كثيراً.
"إذاً ماذا سنفعل في القطب الشمالي؟"
قال دونغهو و هو يفرك يديه بانتظار السيارة لتقلهم
" سوف نلتقي بشخص أفنى حياته في البحث حول كائنات منقرضة، ذلك الشخص يعمل لدى مسؤول الفاشِرا"
" و من هو ذلك الشخص؟"
"انه أحد أثرياء كوريا، اسمه كيم جونميون"
"لم اسمع به من قبل"
" انه مشهور في الوسط العلمي أكثر، آرون هل يمكنك التحول لانسان؟"
وجه كلامه لآرون بعد أن مد يده و أخرجه من جيبه
" أحتاج طاقة عالية و أنا احتاجها لتدفأة نفسي "" لا تتحامق، نحن سنتعامل مع بشر من الان فصاعداً هيئتك هذه لن تكون مقبولة، أنا لا أفهم لم تعيش بها؟ "
" لأنني سأكون عبأً كبيراً لو كنت بجسد بحجم طبيعي، أما هكذا فأنا اطلب طعاماً أقل و يمكنني النوم في أي مكان"
" خلصنا "
قال مينكي بنفاذ صبر، فقد كان سؤاله مجازياً و لم يتوقع أن يرد عليه آرون
" لقد ظننت أن هيئتك الحشرية هذه هي الحقيقية! "
قال جونغهيون بفضول مع شيء من السخرية، لم يجبه آرون، بل تحول فوراً، قبل أن تصل السيارة لتقلهم.
******
بعد السير لمسافة طويلة عبر غابات الصنوبر الانهائية، توقفت السيارة حيث تنتظرهم قافلة من الاحصنة القصيرة ذات الشعر الكثيف و مجموعة من الرجال، تقدم منهم رجل طويل القامة آسيوي الهيئة ، كان يرتدي قبعة روسية بذيل كأنها جلد راكون، و لم يكتفى بالراكون كحيوان ليرتديه، بل و كذلك حذاء كبير لمنتصف ساقه بدت كأنها مصنوعة من جلد دب، لو لم يعلموا أن مثل هذه الأشياء يمكن صنعها دون قتل حيوان، لارتعبوا و لن ترضى الفتاتان الاقتراب منه أبداً ، كان يرتدي فوق بنطال الكتان الدافئ سترة كبيرة منتفخة بلون بني غامق، و على أطرافها فرو، و يلف رقبته بوشاح أحمر، فوضى الألوان هذه لم تخفي وسامته ما أن اقترب، ليمد يده نحوهم قائلاً.
أنت تقرأ
رمادي ¦¦Ashen |K.JH
Romance-إليك : أنت : "أعلم كيف حالك، و ملم بكيف تقضي أيامك، تشتاقك روحي، كما تشتاقني روحك." "بجانبي أنت و لكن قلبي يأبى إلا الانصهار بين أضلعك" "أكانت صدفة أن الأبيض و الاسود الذين تحلينا بهما صارا رمادياً؟ أصدفة أن الرمادي كان بحراً من المخاطر العجبية؟...