🍁CH1

3.8K 285 185
                                    

تعليقك يُسعدني 🍁





خُيِلَ لي أن الجميع يُعاني ، لكن ما بال أَلمْي مُختلف ؟

أيُئنسُ قلبي بِالألم ، أم تُقهر كبريائي بدموع ؟

ما بال ذُليَّ باتَ مؤلفٌ لهم ، وكأنهُ كأسَ قوتِهم ؟

حتى  تَصدع جُدرانِ ملجئُنَا تَتمدد ،  وكأنها تجرعتْ منَ الألم كِفايتها...

حتى الحَوائِطُ رَحَمة ضَعْفُنا ، فما بالَ جُدران قلوبكم تأبىَّ ذلك ؟

أهذا بسبب ذنب إقترفناهُ ،فيهلكُنا الرب عليه؟

أكانَ السَبب أنني شتمتُ أحدَ زُملائيَ في المدرسة ،أم أنني رَفضتُ تناول القرنبيط على الغذاء برغم بإلحاح والدتي المستمر عن فوائده ؟

وإن كان هو ذنبي ، ما بالي أراها هادمة تحت سقف منزلنا بلا حراك ؟

وعلى رغم من تلك الجروح النازفة التي تملئ وجهها الحاني إلا أنها كانت تبتسم ؟

لكن ما بالَ إبتسامتها باردة ومتعبة على عكس العادة ؟

هي حتى لم تفتح جفنيها لترانا، هي لم تفعل حتى عندما إقترب والدي ليضمها إلى صدره ؟

وما بالَ أبي يُقبل جبينها وكأنه يُودعها الوداعَ الأخير ..قبل أن يتقدم إليَّ بخطاً متهالكة كتهالك منزلنا ..

يكفكف دموعه خِلسة محاولاً التماسك ، متمتماً بجملته المعتاده: "الرجال لا يبكون "

أحرامٌ بُكاءنا ، أما إِسْتئنسنا الألم؟

وما بالَ الدمع متحجرٌ في مقلتيك يصرخُ بتحرر ، لكنَّ عِنْدَكَ يأبىَّ الإنهزام ...

ألم يُبكيك الدهر ، ألم يفعلُ الألم ، ولا حتى الفَقْد ..أبا

ما بالُكَ كَصخرٍ يأبىَّ الرُضوخ ، رغم تَأكلُ جَوفه !!

ما بالَ شعرُكَ يغزوهُ الشيبَ برغم من صُغر سنك ..

وما بالَ هذان الأخدودين قد زَينا جبِينك ، أَهما علاماتُ الدّهر أم الألم؟

أَلمٌ يَنهشُ رُوحكَ خالية ...الخالية من الحياة ...

أَلمْ تُشفقَ على تلك اليتيمةِ الهاربة من محجرها مكونة خط ماء خفيف إِنسابَ على وجنتِكَ ... ألنْ تَرْحمَ البَقية وتَدفعُهن لتسابق...

ما بالكَ صامدٌ..رغم يَقينكَ أنك إن بكيت فستملئَ نهرُ الهان حتى يفيض ....

سِيرنا إلى رصيف المقابل حيث حقائبنا، وأخويَّ الصغيران نائمان هناك ... فنحن قد حَزمنا أمْتعتُنا مسبقا بغية الهرب من رائحة الموت هنا ..

لينْتهي بنا المطاف ناجينَ ، عدا من إِستأنستْهُ مغادرةٌ بهدوء ..

ألم تُعاهدُني على البقاء ،على إِغراقي بالقُبل كُل صباحٍ بغية إزعاجي... على مدحيَّ أمام صديقاتها على أقلِ إنجاز أفعله...

War Victimsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن