همسات لقلبك ٤

"١٣"

"ونحنُ أقربُ إليه من حبل الوريد"

حبل الوريد: شريانٌ في الرقبة، متى قُطِع مات الإنسان.
وأن يقول الله لك "ونحنُ أقرب إليه من حبل الوريد" كأن يقول لك: أنا أقربُ إليك من حياتك، من كُلّ نفسٍ تأخذه.

لطالما استوقفني كل حرف في هذه الآية، يقول الله للمرء أنا أقربُ إليك من نفسِك، من عائلتك، من أصدقائك، وبكُلِّ غرابة، تجدهُ لا يعرف للهِ طريقاً، يشكو وخزة الابرة لمن وخزه، يشكو فقر الحال لفقير الحال، يشكو ضعف الجسد لمن آلمتهُ شوكة.

ولما اشتدَّ المرض به قال بلا قصد "يا الله"، ولمّا تذمّر قال "يا الله"، ولمّا حزن، لمّا فرح، لمّا بكى، لمّا خاف، ولمّا انهار قال "يا الله"، كان يستعينُ بالله في كُلّ مطبات الحياة، لأنّ شيئاً ما مُغيّباً بداخله يؤمنُ بأنّ الله هو الملجأ الوحيد، كان عليه فقط أن يعني ما قال.
أن يستغفر في لحظات الضجر، يلجأ للدعاء في لحظات الحُزن والقوّة، يُصلي جيّداً، ويقرأ القرآن، العلاج الوحيد الذي غُضَّ البصر عنهُ دوماً، ويكون بعناية الرحمن.

ويُردِّد "ونحنُ أقربُ إليهِ من حبلِ الوريد."

— هيا ظاهر عودة