خلف الصّورة

833 88 170
                                    

صباحُ أحد غائم كسولٍ ينتمي إلى نوفمبر

موسِم الاكتئاب بتوقيت الطبيعة

علمُ البِلادِ يرفرف شامخًا وسط باحةِ المدرسة الثانوية

متباهيا بعِناق قلمِ حبرٍ و بندقيّة في مَركزه ، يغمرهُما محيطٌ أحمر يشِي بتاريخ مشتعلٍ بالدماءِ و الحكايا.

التحق التلاميذ بعدما فارقوا أسرّتهم المُغرية بمقاعد صفّهم الباردة و أحاديثُهم الثنائية قد أحدثت جلبة في الأجواء رغم شكواهم حول شعورهم بالنّعاس و التعب.

تأخُّر الأستاذ بعشر دقائق زرَع فيهم أمل الإعفاء من حصّة التاريخ في الصباح الباكر

لكن سرعان ما تهاوت سقوف آمالهم حين أقبل المعلّم ثيودور على عجلة حاملا محفظته بيدٍ و مطّاريته المٔبرحة بلَلا باليد الأخرى.

حيّاهم معتذرا على تأخّره جراء سوء الأحوال الجوية ثم طفق يدوّن التاريخ و المعلومات الروتينية لكلّ حصة

" كُتُبكم على الصفحة السادسة و التسعين "

أمر ليمتثلوا منصاعين للأمر الواقع ثم انتصب بجانب مكتبه مربّعا يديه في انتظار ردود أفعالهم حول فحوى الصفحة المقصودة.

صورةٌ لشابّين و شابّتين في ربيع العُمر خلت من الألوان ما عدا الأبيض و الأسود

خُطّ أسفلها كعنوان توضيحيّ

"مجموعة الأربعة"

من اليمين إلى اليسار :

- لوريس جونغكوك
- جيمين لينغتون
- تيريزا توبياس
- نيرڨان روزفلت

التُقطت سنة 1950

" من الشّاطر الذي يخبرني بانطباعه الأوليّ حول أصحاب الصورة ؟ "

سأل بلكنة مرحة تشويقية بعد هنيهات من قراءة وجوه طُلاّبه المُسهِبة في الصّورة

" الرجال في الماضي كانوا وسماء و أنيقي المظهر نقيض رجال اليوم "

أدلت صوفيا بانطباعها المنحرف عن إطار الموضوع غير أنه أثار سخط زملائها فاستلم آرثر مهمّة ردّ الاعتبار لأبناء جنسه

الــكَمــِـيـــن : مُخاض الفَـجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن