٦) رَجُل المَواعيد الكبرى.

328 55 584
                                    

لم أكن أعرف أن للذاكرة عطر
، هو عطر الوطن. ›

- أحلام مستغانمي.

إذا صادفتن أي كلمة أو فكرة غير مفهومة لا تترددن بالسؤال عزيزاتي 💜

•°•°•°•°•

في الغرفة الدافئة فقيرة الإضاءة كروحها تقبع ديانا و بين يديها صندوق عتيقٌ ترقد في أحشائه أجِنّة ذكريات.

فتحته و الشوق حليفها ثم اجتذبت من جوفه صورة طُبع أسفلها

" نُخبة الثانوية الوطنية للعلوم "
العاصمة - إيسلافيا
1942

نظرت إلى نفسها كم كانت فتية و سعيدة رغم القيود فتنهدت .

ثم جال بصرها بين وجوه زملائها في السنة الأولى ثانوي ، كانت تعرف البعض و تجهل البعض الآخر

القاسم المشترك بينهم أنّهم كانوا طلبة متميزين كلّ في تخصصه و على طريقته.

على بعد ثلاثة تلاميذ منها وقف طالب يافع لا تعرف عنه سوى أنه مُخاطب ساحِر بفضل إحدى الندوات التي ألقى فيها خطابا اهتزت له أركان القاعة تصفيقا و إعجابا.

' يا ترى ما الذي أصبح عليه اليوم ؟ '

تساءلت ديانا الصبية بداخلها

وضعت الصورة جانبا لتعانق أناملها قصاصات صغيرة أنيقة الطّي بألوان مختلفة تتناسب و محتواها.

فتحت إحداهن ، ذات لون أصفر مشعّ

" الكبريت ، أنتِ "
مادة صلبة و هشة لا تنحل في الماء كما لا تنحلّين في الشرور.

أعادت طويها لتتناول أخرى قاتمة الزرقة

" اندماج "
يندمج التريتيوم و الديتريوم فتنتج شمس و أنجم ، يندمج الجمال و البراءة فتنتجين أنتِ ، جرم خاص.

لم تعرف لتلك السطور مقصدا ولا كاتبا ، كل ما أدركته أنها تتأرجح بين أحرف غزل و شيفرات لغز.

انفرج الباب فأغلقت الصندوق و وضعته جانبا كما وضعت تلك الفترة من حياتها.

الــكَمــِـيـــن : مُخاض الفَـجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن