الفصل السابع

841 36 0
                                    

       إلى غاية الساعة ٬ لطالما كنت أظن أن الشخص الذي يقدم على انهاء حياته ٬هو شخص جبان قرر الهروب من مشاكله عوض مجابهتها ٬كنت اذم المنتحرين سرا وعلنا ٬ناسيا أنه من أعاب شيء دار عليه الزمن وأبتلي به ٬اليوم فقط ايقنت أنه لا فرق بيني وبين شخص اقدم على انهاء حياته .

ها أنا هنا مختبئ في هذا الفندق ٬ مثل جرذ صغير هربا من مواجهة والدتي التي سيغمى عليه أو ستصاب بجلطة دماغية ٬بمجرد أن ترى وجهي المتورم ٬بعد مباراة الملاكمة التي أقيمت سابقا من هذا اليوم ٬ وبعد الضرب الذي تعرضت له من طرف حرس ذاك الحقير .

كل هذه الأفكار كانت تخنقني ٬ لذلك شعرت برغبة لاستنشاق بعض الهواء وبمجرد أن فتحت باب الشرفة ٬ وخرجت إلى الشرفة صدمت بمنظر مرعب للغاية ٬فتاة واقفة على حافة الحاجز الحديدي وكان يبدو ﺑﺄنها ستلقي بنفسها من الأعلى .

في تلك اللحظة نسيت كل شيء الألم ٬الذي كنت اشعر به والأفكار التي كانت تهاجمني من كل ناحية وركضت نحوها ٬حيث وضعت يدي على خصرها وجذبتها بكل ما كنت املك من قوة ٬لنقع سويا على الأرض ٬عندما فتحت عينيها وجدتني احضنها بكل قوة حينها سألتني باستغراب

_لماذا فعلت هذا ٬ لماذا قمت بأنقاضي لماذا !

فتحت مقلتي وطالعتها للحظات ٬كان وجهها منتفخا من البكاء وكانت ترتجف ٬حينها ابتعدت عنها قليلا وأنا اشعر بالاستهجان هل هذا جزاء الاحسان لكنني ولأول مرة لم اتصرف بتهور ولم اهاجمها ٬ عندئذ صرخت بأعلى صوتي

_عاليا ٬عاليا اللعنة أين أنت أنا احتاج الى المساعدة هنا !

خرجت عاليا إلى الشرفة لتجدني احتضن فتاة ٬لم تفهم ابنة خالتي أي شيء ولكن عندما اقتربت منا اكثر ٬ صدمت بحقيقة أن ابنة خالتي كانت تعرف الفتاة التي كانت على وشك انهاء حياتها ٬ بسرعة قرفصت وساعدتها على النهوض وبينما عاليا تتفقد الفتاة سالتها باستغراب

_ما الذي تفعلينه هنا !

_لحظة هل تعرفان بعضكما البعض !

خرج سؤال يوسف بينما يطالع الفتاتين باستهجان ٬عندئذ هزت عاليا رأسها بالإيجاب ٬ مؤكدة لابن خالتها فرضيته وهذا ما جعله يرفع يديه مستسلما مرددا بلامبالاة

_هل تعلمين لا يهمني ٬ولكن اخبريها أن الانتحار حرام لو سمحت !

صدمت عاليا كثيرا بما قاله لها يوسف لها للتو ٬ هل كانت حقا تحاول الانتحار ٬ بدون أن تشعر احتضنت الصحفية اسيل بكل قوتها وصارت تمرر يدها على ظهرها وتردد

_كل شيء سيكون على ما يرام ٬أنا أعدك بهذا كما أنني معك ولن اتركك لا تقلقي !

كلمتان صغيرتان تافهتان كانتا ثقيلتان ٬وكان وقعهما كبيرا على اسيل ٬التي رأت في عاليا حبل جناة ٬بل الخير كله والطيبة كلها حينها رفعت عاليا صديقتها الجديدة وقادتها نحو الغرفة ٬حيث طلبت منها الجلوس والتصرف على راحتها ثم همت لطلب كاس عصير ليمون لها ٬ رفعت سماعة الهاتف تحت انظار يوسف ثم قالت

مافائدة عذرية الجسد اذا كان العقل عاهرا / تاليف منال منولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن