الفصل الثامن

919 34 0
                                    


 قيل عن اليائسين الزاهدين في هذه الدنيا ٬ قد قيل ﺑﺄنهم أحياء ولكن أموات ٬ أجساد فارغة وعقول سطحية تنام تستيقظ تأكل ثم تنام مرة أخرى ٬ يعيشون في حلقة مفرغة مثل حلقة الهامستر تماما .

وطموحاتي هي من جعلتني أهجر حضن أمي وأجرد أبي ٬من كل دينار في جيبه كي أحقق حلمي ٬ كثيرون حاولوا ردعي عن الجنون الذي كنت بصدد القيام به ولكنني أبيت ٬ إلا أن أكمل دراستي خارج البلاد ٬ فالأوروبيون يقدسون العلم ويشجعون العلماء هكذا كنت أظن .

ذاك الإعلان الذي نشرته تلك المؤثرة على خاصية ستوري ٬ على صفحتها الخاصة في انستغرام والذي كان عدد متابعيها ٬ يفوق الستة ملايين متابع ٬ كان بمثابة طاقة القدر " ٬لي على رأي اخوتنا المصريين وآخر شيء توقعته هو أن ذاك الإعلان كان فخا لا أكثر ولا أقل .

الدراسة في جامعة أمريكية ٬ كان الشيء الوحيد الذي كنت افكر فيه ليل نهار ٬ وبمجرد أن نشرت تلك المؤثرة ذاك الإعلان عن جامعة أمريكية تفتح أبوابها للطلبة الجزائريين ٬ نقرت على الرابط وسجلت بدون حتى أن آخذ رأي الأكبر مني .

ضغطت على والدي ذاك الأستاذ المتقاعد ٬وحرضت والدتي ضده ٬ التي صارت تمدح في الجامعات الامريكية ليل نهار ٬ وﺑﺄن من يتخرج منها يتوظف في الحال ٬ ايمان أبي وتمسكه بالعادات والتقاليد لم يصمد إلا شهرا ٬ أمام كيدي أمي العظيم ولكنني كنت ارغب أن ارفع رأسه وأن اشرفه ٬ كنت اريد أن يتحدث الناس عن أبي وعن ابنته الطبيبة أينما حل .

كل ذلك تبدد عندما وصلنا إلى أمريكا ٬ واكتشفت أنه لا يوجد أي جامعة بهذا الاسم ٬ وأن الجامعة التي سجلت فيه هي جامعة لذوات الهمم والعميد كان متواطئا مع جماعة ما ٬ بعدما قبض أخذ نصيبه وأعطي الباقي للرأس المدبر .

الرابعة صباحا ٬الولايات المتحدة الامريكية في مكان مهجور .

_من أنتم وما الذي تريدونه مني ٬ أنا لم أفعل أي شيء أقسم لكم لقد أتيت إلى هنا للدراسة اهئ اهئ !

أول سؤال نطقت به اسيل ٬بمجرد أن أزال أحد الرجال العُصابة من على عينيها ٬عندئذ تبادل الرجلين النظرات بينهما ثم تقدم احدهما من السمراء وباقي الفتيات وصار يقلدها

_من أنتم وما الذي تريدونه منا ٬ نفس الأسئلة الغبية والمملة كل مرة !

تقدم أحد الرجال من اسيل ووضع اصبعه على شفتها ٬ بينما هي ترتجف والعرق يتصبب معها ٬ في تلك اللحظة صار ذاك الوغد يطالعها بطريقة قذرة ٬ فمقلتيه جردتا السمراء من ملابسها قبل يديه الملطختين بالدماء ليسكتها في الحال

_ شششش لا داعي لكل هذا البكاء ٬ أنت من كنت ترغبين بالسفر والدراسة في أمريكا ٬ هذه غلطتك أنت عزيزتي لذلك لا تحاولي استعطافي !

في الحال عبرت بذاكرة اسيل صورة والديها ٬ بالأخص والدها الذي كان يحاول بكل ما أوتي من قوة تغيير رأيها ٬ عندئذ انفجرت مقلتيها بالدموع وصارت تترجى الواقف أمامها أن يرأف بحالها

_سأعطيك أي شيء ٬ سأعطيك أي مبلغ تريده ولكن دعني أذهب أنا ارجوك ٬أنا اعدك بانني لن أقول أي شيء فقط دعني أذهب !

كانت اسيل تنتحب كثيرا وهذا ما اغضب الرجل ٬عندئذ أعاد العُصابة على عينيها ٬ وطلب من رجاله البدأ في عملهم ألا وهو سلب الفتيات شرفهن وكسرهن من الداخل ٬ وكسر عزيمتهن وإيراداتهن على الهرب وعلى طلب المساعدة .

بعد مرور ساعتين .

لم تصدق عاليا ما الذي كانت تسمعه اذنيها ٬ التفاصيل التي حكتها لها اسيل كانت مرعبة ٬ وهي التي كانت تظن أن هؤلاء الأشخاص خياليون تم اختراعهم من اجل زيادة المتعبة في أفلام الجريمة ٬ في تلك اللحظة احتضنت السمراء وصارت تربت على ظهرها وتردد

_ ششششش لقد مضى !

انهارت اسيل مثل كل مرة تتذكر فيها تفاصيل تلك الأيام ٬ قديما لم تكن تملك من تفضي له بما يثقل قلبها ٬ أما اﻵن فهي تملك عاليا التي امسكت منديلا وصارت تمسح دموع السمراء ليأتي سؤالها لاحقا

_هل تريدين أن اتصل بوالديك ٬أنا واثقة من أنهم يبحثون عنك وبانهم قلقون للغاية !

في الحال هزت اسيل رأسها يمينا وشمالا بالنفي ٬ بعد ذلك شدت قبضتها على يد عاليا لتتغير ملامح وجهها وتصبح حادة ٬ بعد ذلك طلبت منها عدم فعل ذلك

_إن اتصلت بهم دافيد سيقتلهم ٬وسيفعل بشقيقتي نفس ما جرى لي وللفتيات ٬ لذلك من الاحسن أن اتركهم يصدقون ﺑﺄنني متت في حادث اصطدام قطارين كما اخبروهم!

_ولكن اسيل !

باستهجان علقت عاليا على قرر اسيل ٬ الذي كان فيه ظلما لها ولكن السمراء كانت قد أخذت قرارها ٬ولم لتكن لتسمح أن يصيب عائلتها مكروها لتقاطع الصحفية بنبرة حادة

_ بدون لكن عاليا ٬ بدون لكن لقد أخذت قراري وعليك احترامه هل فهمت هذا عاليا !

لم تتقبل عاليا الفكرة ٬ لكنه قرار السمراء وعليه احترامه ثم أن اسيل معها حق فهي تعودت على النار ٬ لكن شقيقتيها لن تصمدا كثيرا في هذا المجال ٬ هزت الصحفية رأسها ثم اردفت باستسلام

_كما تريدين ٬ هل أنت جائعة هل اطلب لك شيئا ما !

هزت اسيل رأسها بالنفي ٬ بعد ذلك اراحت ظهرها على الاريكة واكتفت بإغماض مقلتيها كجواب لعاليا التي قامت بتغطيتها ٬لاحقا ثم توجهت نحو السرير وبينما كانت الصحفية تعدل الملايات ٬ لمحت طيفا في الشرفة سرعان ما اختفى ٬ لتدرك أن يوسف كان يتنصت على حديثهما .

لم تنزعج الصحفية من فضول يوسف ٬ فتصرفه هذا وفر عليها المجهود والوقت لإدخال في رأسه السميك ٬ حقيقة أن اسيل وبعض الفتيات بريئات ٬ عكس ما يحاول صناع تلك الأفلام اظهاره من خلال تلك الفيديوهات اللعينة .

يتبع

مافائدة عذرية الجسد اذا كان العقل عاهرا / تاليف منال منولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن