الفصل الثالث

1K 41 0
                                    

       كيف سيتصرف الناس ﺇن اجبروا على التعايش مع وضع ما ! البعض يلجئ للإنكار والمقاومة نادرا ما ينتج عنها نتائج ايجابية ، البعض اﻵخر يحاول التأقلم ولكن هناك نوعية من الناس تبتكر شخصية ﺃخرى ، في خيالها حيث كلما تذكرت وضعها تركت القيادة لها ، وهذه الشخصية غالبا ما تكون قوية نرجسية لا يخيفها شيء ٬تكمن قوتها في كونها خيالها فلا ﺃحد يستطيع المساس بها .

و اناستازيا كانت الشخصية الثانية لاسيل ، التي لم تستطع التعايش مع واقعها القذر الذي اجبرت عليه ،فالبارحة كانت شقراء وغدا قد تكون حنطية البشرة ، ﺃما اليوم فقد قررت٬أن تكون فتاة مراهقة صهباء بملابس مدرسية مكونة من قميص ابيض و تنورة قصيرة منقوشة ٬بمكعبات بيضاء وحمراء .

وقبل ﺃن يوقضها ضميرها ، جذبت" آنا "كيسا صغيرا من حقيبتها كان يحتوي على قرصين ابلعتهما بدون التفكير مرتين ،بعد ذلك اخذت رشفة من قارورة المياه التي كانت أمامها ، ثم اعادتها مكانها وهي تحدق ببرود بانعكاس صوتها في المرآة .

كان أكثر ما يعجب اناستازيا في هذا المخذر ٬هو أن مفعوله سريع ، ينتشر بسرعة الصوت في جميع جسمها ولكن مهمته الاساسية ،كانت اسكات ضميرها و اخماد وجع قلبها ، و اخراج للعلن شخصيتها الثانية تلك القذرة التي صار كل همها جمع الاموال وتكديسهم تحت وسادتها .

ولأنها تعلم جيدا بأن جلادها سيتمتع برؤية دموعها ، قررت أن تبتسم بكل وقاحة في وجهه كي لا يفرح بنجاحه ويشعر بالنشوة ، وبينما كانت تحضر نفسها صوت انثوي اتاها من الخلف اعادها إلى الواقع مجددا

_السيد دافيد يريد رؤيتك في مكتبه !

عادت اناستازيا لأخذ رشفة أخرى من قارورة المياه ، فالمخذر اللعين يجعل فمها جافا ، لتردف ببرود بينما تغلق قارورة الماء

_ولكنني سنصور بعد قليل ، اخبريه بانني مشغولة !

_ يعلم بانك ستصورين بعد قليل ٬ولكنه طلب مني أن لا اعود بدونك !

اردفت السيدة السمراء التي كانت تقف وراء اناستازيا ، حينها زفرت الصهباء بعصبية ٬ثم وقفت من مكانها بعد ذلك شقت طريقها ناحية مكتب دافيد وفي رأسها الف سؤال

ترى ما الذي يريده ذاك اللعين ، الم يعجبه نص المخرج ويرغب بإضافة بعض التعديلات عليه ، لحظات فقط حتى وصلت "آنا "الى المكتب حينها فتحت الباب ودلفت بدون استئذان ، لتجد دافيد جالسا على رأس الطاولة كعادته بينما برنادون يقف بجانبه مثل كلب صغير ، ووجهه متورم وكان شاحنة قد دعسته ٬ لابد من أن هذا العمل الفني من توقيع الأخ الأكبر ٬ لتضيف اناستازيا بينما تريح جسدها على الكرسي

_اخبروني بانك تريد رؤيتي وها أنا ذا ٬ ماذا هناك !

ادار دافيد شاشة الحاسوب لانستازيا ، وقد كان يريدها أن تشاهد لقطات من فيلم للراشدين ، حينها قلبت مقلتيها في السماء بملل ثم اردفت هازئة

مافائدة عذرية الجسد اذا كان العقل عاهرا / تاليف منال منولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن