مُختلفٌ عنْه

469 30 14
                                    








أنْ تشعُر بالخوف هذا ليسَ عيباً ، أنْ تشعُر بعدم الأمان ليسَ جُبناً ، و أنْ تكونَ قلقاً ليسَ مرضاً نفسياً ..

لا بأس أن شعرتَ بهذا ..

جميعُنا بشرٌ نخاف و نقلق نبكي و نصرخ ، هذه طبيعتُنا و طبائعُنا ..

عندما تضيقُ الكلمات بصدورنا و تتزاحم المشاعر المُفرغة تَجُدنا نصرخُ و نبكي

و ربما بعضُنا يتحمل و يصبر لكن تجدُ عيناه تكشفُه !  صوتُه يفضحه ! تجدُه صابراً لا يبكي و لا يتأفأف ..

ظاناً أنها الطريقة الصحيحة بكتمها و بتلعها ، لا يعرف أنْ هذا الفعل يأكُل داخله و دواخله

يلتهمُ روحه و يمزقها ..

بعضُنا لا يعرف ما يفعل ، تحتدم الأشياء ببعضها و يظل يكتم ، يُبقي نفسهُ صامدة هكذا

و البعض يبتلعُ غصته حتى لا يُزعجَ الأخرينَ و لا يقلقهم ! أو حتى لا يُشفقونَ عليه

هكذا كان دونغهي
يتوسدُ أوجعهُ ليلاً و يضحك و يلعب صباحاً ..

لا أحد منهم يعلم ما بداخله من حديث و قول ، فقط يرونَ هذا الطفل الذي صنعُه دونغهي حاجزاً وهمياً بينه و بينهم

لكن هذا الحاجزُ أنهدمَ اليوم ، أنهارَ و تحطم
ليظهر ذاك الفتى الخائف الحائر ، مُرتبكٌ و قلقٌ

يظهرُ المُكتئب و المُرهق
ذاك الذي يحتضنهُ كل يوم و كل دقيقة

مُتعب أو حتى واجم !
كان الذي بداخله مُختلفاً جداً عما بناهُ لهُم .

بعدَ أرتطام تلكَ الوقائع على شخصاً مثله ! حساس و يتأثر بسرعة ، يتكسر كالزُجاج مُتهالك !

تلك النظرة التي بعيناهُ دائماً
نظرةُ المستسلم الفاقد للأمل و ليلاً طويلاً يُخيمُ على أطرافها ..

لم يكُن أحداً يلاحظها !
لم يكُن من أصدقاء و أُناس يلاحظون ذاك الهالك بهمه

هل لم يُلاحظها أحد بسبب أنهم لا يهتمون ؟ أو لا ينتبهون ؟
كلا الأجابتين طريقُها واحد و مسلكها جهة واحدة

أنهم لا يكترثون ؟
هذه كانت أجابة قريبة من واقعه جداً

لا أحد يُريدُ زيادة همه بأخر
فـ كل شخص يكفيه حُزنه ، لهذا لا يكترثون و يظلونَ مُتجاهلين حتى ما لانهاية

هكذا ..



..


في ظلمة تلك الغُرفة كان كيوهيون يتوسدُ مضجعه ذابلَ العينين
تفكيره يطرحهُ عن النوم و يجعلهُ يُسايرُ عُتمة الليل و ضياء النهار

كانت الهلات الشاحبة تحتَ عيناه المتبلورة تزيدُ مِنْ خوفِ ريووك صديقة و رفيقة بالغُرفة

We Are Alone حيث تعيش القصص. اكتشف الآن