مساجلات

صور من الذكرى

الحياة، مفهوم عميق ومعقد، وبالتأكيد لكل منا نظرة مختلفة عن الآخر إذا ما سألنا عن ماهيتها. لكن سؤالنا اليوم لا يتضمن كيف نرى الحياة وحسب، بل كيف يراها آباؤنا أيضًا.

فكيف نرى الحياة وكيف يراها آباؤنا؟

-أفروديت دو ريتشي:

الأجيال دائمًا في اختلاف دائم وكبير، اللاحق يفوق السابق بمراحل؛ وهذا يرجع لاختلاف وتطور العقول والتكنولوچيا.

لذلك نظرة الأبناء للحياة تقتصر على جيلهم، ننظر لها بانفتاحية على مدار الأيام تزداد، التحرر أصبح مصطلحًا يكثر استخدامه -إن لمْ يكن غالبًا-.

أما عن الآباء؛ فنظرتهم بحدود جيلهم، ما تعلموه وتربوا عليه هو ما يطبقونه، قد يقل استخدام مصطلح الحرية لديهم، ولكن هناك الكثير من الآباء المنفتحين على عكس المتمسكين بالعادات والتقاليد.

-داتو دي مونت:

دائمًا ما يكون هناك تضاد بين رؤية الآباء ورؤية الأبناء.

فمثلًا: يحمل الآباء آراءً ومعتقدات لا يفهمها الأبناء، ويرى الأبناء أن الكثير من تصرفات آبائهم غير مفهومة لهم، والعكس صحيح.

يحمل الأبناء نظرة التجربة والتهور والاندفاع لتجربة الحياة، بينما يكون الآباء قد أخذوا بالفعل هذه التجربة ولهم نظرة حولها، وبذلك يحصل هذا التضارب.

-مكسيم غوركي:

من جهتي، الحياة عبارة عن خليط من الفرص  المتفاوتة.

من جهة أهلي؛ فالحياة تعني الكدّ لجني ثمار تعبك، العيش على تقاليد وقوانين ساهمت في تنظيم حياتهم على عكس حياتي العشوائية؛ لهذا أسمع دائمًا تلك الكلمات التي تقول في زمني كنا، وكنا، أو يجب عليك كذا لتحصل على كذا.

لهذا قد نختلف كثيرًا في مفهوم الحياة بيننا.

-اوكتان سيفيدور:

كُلٌ منَّا يرى الحياة حسب منظوره وما عاشه، مثلاً آباءنا، الأغلب منهم أراد أن يُثبت نفسه لأجدادنا الذين كانوا لا ينفكون يرددون: لِتُصبحَ رجلاً افعل كذا، لا تفعل هذا وتُجلب العار لي، لا تسوّد وجهي إن فعلت كذا، أنا أضربك لِتُصبحَ رجلًا.

مما جعلهم يُركزون على ما يُمكن أن يجلب الفخر لآبائهم ويجعلهم جديرين بالاحترام في زمن بسيط لا يملك الكثير من الأمور البارزة مثل ما نعيشه الآن.

وهذا جعلهم كمن يعيش تجربة جديدة لا يستطيعون مواكبة العصر وتربية أبنائهم بطريقة آباءهم ولا يستطيعون تركهم في هذا العالم المنفتح جدًا بالنسبة لهم، ولا يستطيع الأغلب منهم خلق طريقة تصل العالمين ببعضهم البعض.

مما يجعل الجيل الجديد يراهم «رجعيين» وهم يرونه متبعًا لخطى الغرب الذي سيطر على أبنائهم بالأجهزة وما شابهها.