العاطفة طريحة الفراش

440 34 507
                                    

-مكسيم غوركي:

وما زلتم يا بُثْنُ حتى لو أنني من الشوق أستبكي الحمام بكى ليا

-جميل بثينة.

الحب، كلمة تداولها الكثيرون، لكنها ليست مجرد كلمة أليس كذلك؟ لقد تغنوا بها وعزفوا الألحان، وخطت أنامل الكتاب أرقى الكلمات، لكن لمَ؟ ألا يكفي إظهار ذاك الحب للحبيب؟ أم هناك أمور مستقصدة من وراء الكتابة عن الحب والتغزل؟

-إينفي راونين:

بالطبع الحب ليس مجرد كلمة على ورقة، هو إحساس وشغف، إحساس عميق داخلي، ينقلك من دنيا التي تعيشها إلى أرض أخرى.

-مكسيم غوركي:

إن الحب كما كتب للحبيب؛ فقد كتب أيضًا لجميع الناس، إنه يعالج قضايا اجتماعية حساسة حول علاقة الرجل بالمرأة، قضايا التفرقة بين الجنسين، القضايا الطبقية، تشرح مفاهيم الناس حول ماهية الحب، تعالج قضايا الجنس... إلخ؛ فالحب إذًا ليس مجرد حب، بل هو أكبر بكثير.

-إينفي راونين:

أحيانًا حتى الأفعال لا توصل لنا معنى الشيء، نحتاج أحيانًا الكتابة عنه؛ لكي يتم فهمه وإخراج المعانى من وراء تلك الأحرف الذهبية، الحب وإن كان يطبق فعليًا، يجب علينا صياغته بحروف مبعثرة لنُري الحبيب كم هو يغيرنا! كم هو يبعث فينا معانٍ أخرى، نحاول شرح ولو جزء بسيط من إحساسنا له.

-داتو دي مونت:

هناك أمور بالطبع لطالما فكرت ما هي.

ربما أستخدم الكتابة عن الحب والغزل، ليس بالضرورة لإظهارها لمحبوب معين، فمثلًا: قد يكتب كاتب رواية عن الحب، ويريد فقط عرض نظرته تجاه الأمر، أو عرض الحب من جانب معين.

بالنسبة للكتابة الشعرية، فكذلك وُجدت لتظهر مشاعر مصاحبة للحب ونظرة الشاعر لمحبوبته، وكل شاعر وكاتب له نظرة.

الحب أصلًا مفهوم فلسفي، والكتابة محاولة لشرح والتعبير عن تلكَ الفلسفة؛ ولذلك نجد اختلافات ورؤيات ونظرات كثيرة للحب في حياة البشر، ولذلك صنعت الكتابة عنه.

قد يجد البعض الحب في أن يهدي حبيبته زهرة، وقد يجد الآخر أن يهديها قصيدة، ذاك يرى أن الزهرة الحمراء أكثر تعبيرًا، وذاك يجد الكتابة أكثر تعبيرًا.

وهناك من لا يعطي.

-إينفي راونين:

اخ داتو.. الحب في الروايات عظيم ورائع لولا ما أصبح عليه الآن، - اشمئز من مجرد التفكير أن هناك من يكتب رواية تحت مسمى الحب وهي بعيدة عن هذا المسمى النقي.

أوافق في أنه مفهوم فلسفي، ومحاولة الكتابة عنه هي طريقة للتعبير عن تلك الفلسفة، لكن ماذا لو كان من يكتبه لا يتقن الفلسفة حتى؟ -تهز رأسها بسبب الروايات التي قرأتها سابقًا-

مساجلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن