«6» | فقَط يومان

1.8K 254 82
                                    

كنتُ أضغَط على أزرار حاسوبي المَحمول، صَمتُ غُرفَةُ مكتَبي يبتَلعني، التَقريرُ الذي كنتُ أكتبُه لَم يَكُن ما يشغَلُ ذهني حقًا، كنتُ أكتُب فقرة كامِلة فقَط لأقرأها وأُدرِك أنها كانَت مُجرَد هُراء، همهَمتُ بإنزعاج وحفَظتُ الملَف قبلَ أن أُغلق الحاسوب بقوة اكثرَ قليلًا مِنَ اللازم، أُحدق في الجدار الأبيَض في مكتَبي، أُفكِر في خطوَتي التالية، هل يَجِبُ أن أقول شيئًا لمَجلِس إدارة المُستشفى؟

لا، هذه فكرة ليسَت حكيمة.. فهذا مِن شأنِه أن يُسبِب الكَثير مِنَ المشاكِل، بالإضافَة إلى ذَلِك، لقَد وعَدتُ بالفِعل جونجكوك أن أُبقي الوَضع سرًا، ثُمَ أنَني لو فعَلت سوف يَكشِفون عَن المُمارسات الطبية غَيرُ القانونية التي قمتُ بِها أكثرَ مِن مرة.

إستقَمتُ مِن مِقعَدي، أحكُ فَكي بأناملي، بينما في رأسي أدرُس كلُ خياراتي، لِماذا يُريدُ طَبيب؟ لِماذا يَجِب أن تَكون انا؟ انا مُتأكِدة مِن وجود أطباء يعمَلون في هذه الأشياء غَيرُ القانونية وسيَكونون سُعداء بالعمَلِ معَه.

تومِض ابتسامتَهُ الواثِقة في مُخيلتي مُجددًا، مِما يجعَلُ دمائي تَغلي أكثَر، أمسَكتُ بـبابِ مكتَبي أفتحَهُ تدريجيًا بِحذَر، ما الذي أفعله... أبدو كالأطفال؛ لَم أكُن مُتأكِدةً مِما كنتُ سأفعله في الواقِع، لَكِنَني في النهاية بالطَبع لا أُريدُ أن أكونَ عالِقة في هذه الغُرفة طوال الليلة.

كنتُ أشعُر بالاختناق وكنتُ بحاجَة إلى بَعض الهواء لأُريح رأسي، وإلى هذا الحَد فأنا ليسَ لدي الكَثير مِنَ الأشياء لأُنهيها، في الغالِب فقَط علي التحَقُق مِنَ المرضى بعدَ الجراحات معَ بَعضُ الأوراقِ والتقارير،  ظلَت يداي داخِل جيوب مِعطَفي الأبيض.

أبتَسِم وأُحيي المرضى وزُملائي المُمرضات بينما أُسرِعُ في الردهة، لَستُ مُتأكدة مِما إذا كانَ هوسوك لا يزالُ هُنا، عِندما نظَرتُ صوبَ إحدى ساعاتِ الحائِط، أدرَكتُ أن آخِرُ لقاءًا بيننا كانَ منذُ ساعتين فقَط، هو بالتأكيد رحَل.. فـبالطَبع لَن يُضيع وَقته هُنا فقَط لكي يُزعِجني، أليسَ كذَلِك؟

إستدَرتُ يسارًا لأتفاجأ برؤية مَجموعَة مِنَ الأطباء، ومِن ضمنهم الطَبيبُ 'لي'، لقَد لمحَني على الفَور، لتتفرَق شفتاه وتتَسِع عيناهُ كما لو كنتُ فقَط الشَخص الذي كانَ ينتَظره، ردَة فِعله دفعَت الأطباء الآخرين، والذين هُم رؤساء الأقسام، إلى توجيه انتباههم إلي، كدتُ أن أتراجَع إلى الوراءِ قليلًا بسبَبِ رداةُ فعلهم تِلك.

لقَد شعرتُ وكأنني كنتُ مَوضوع مُحادثة مُكثفة كانوا يجروها قبلَ أن يروني، أبطئتُ مِن سُرعَة سَيري عِندما إقترَبتُ مِنهُم، أخذتُ نظرة سريعة لِما ورائي على آمل أن أكون ببساطة أحجُب نظرهُم عَن شيءٍ آخَر؛ ومعَ ذَلِك، كنتُ مُخطِئة... لأنَني عِندما نظَرتُ إليهِم مرة أُخرى، كانَوا مُتقَدمين نحوي بإبتسامات عَريضة.

The Serendipity of Things. | JHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن