«12» | أُناس

1.8K 232 158
                                    

تستنِدُ بظهرها ضِدَ الجِدار، ثنَت رُكبتاها ضِدَ صدرها وخبأت وجهها بينَهُم، مُنكمِشه جدًا على نفسها لا تَدري كيفَ تُحلِل ما حدثَ توًا، تتنفسُ بهلَع.

جفلَت إثرَ صَوتُ طرقاتُ الباب القوية وصوتُ جارتها يأتي مِن خلفِه، "إلكي إفتَحي الباب هل أنتِ بِخَير؟"

رفعَت رأسها تدريجيًا بينما بدأت بالإستنادِ على الجِدار كي تنهَض أسرَع، لا تزالُ ترتَجِف، وقفَت أمامَ المِرآه وعدلَت مِن مظهرها سريعًا، لَم تنسى أن تُحدِق بحالتها الرثه؛ غادرَت الغُرفة وتوجهَت نحوَ بابُ الشقة، أخذَت نفسٌ عَميق قبلَ أن تُديرُ المِقبَض.

"أينَ كُنتـ- أوه تبًا ما هذا الذي في يَدك!" صُدِمَت السيدة فورَ أن رأت المُسدَس في يَدُ إلكي اليُسرى، سريعًا ما أعطتها الأخيرة إبتسامة مازِحة، قالت: "أنا بلهاء جدًا، كنتُ أُنظِف وأُلمِع مُسدسي وأطلقتُ طلقة بالخطأ أتَت في الخِزانة، الأن لدي خِزانة مَثقوبة" كانَت نبرتها خفيفة جدًا وكأنَ شيئًا لَم يَكُن.

بقَت السيدة تُحدِق بِها لثوانٍ بإرتباك، "أوه.. لَم أكُن أعلَم أنكِ تَملكينَ مُسدسًا.."

"فتاة تعيشُ بِمُفردها يجيبُ عليها توفيرُ الحِماية لنفسها، أليسَ كذَلِك؟" لا تزالُ تُحافِظ على نبرتها الهادِئة، مُحاولةً البقاءُ في أكثَرُ هيئةٍ عادية.

"صَحيح.." تحمحمَت السيدة بينما حاولَت إعطائها إبتسامة خفيفة، معَ ذَلِك كانَت تَبدو مُصطنعة جدًا، "سأعودُ لشقَتي إذًا، كنتُ فقَط أطمئن عليكِ."

"آسِفة على إقلاقِك." أجابَت إلكي سريعًا بينما تُشاهِدُ السيدة تعودُ لشقتها المُقابِلة لها، فورَ أن تأكدَت مِن أنها ذهَبت سارعَت بغلقِ بابها، تتنفسُ الصُعداء.

تُمسِكُ بسلاحها جيدًا بينما تستنِدُ بظهرها ضِدَ الباب، لاتزالُ ترتَجِف، بدأ ظهرها بالإنزلاق وسريعًا عادَت تجلِسُ على الأرضِ يائِسة، تدريجيًا بدأت بتحريكُ ناظريها نحوَ الجُثة الهامِدة على الأرض أمامَ عتبةُ غُرفتها، يسبحُ في بِركةً مِن دِمائِه بينما تستَقِرُ رصاصة في رأسه.

"يا إلهي ماذا علي أن أفعَل الأن.." همسَت بينما تُخبيء وجهها بيدها وبالأُخرى لا تزالُ تُمسِك بمُسدسها.

أجَل، إلكي أطلقَت الرصاص على مُقتحِمُ شقتها، لَم يسبِقُ لها وأن إستخدمَت سلاحُ والِدها الذي قَد أعطتها إياهُ والِدتها، ولَكِن ها هي... أخيرًا فعلتها.

The Serendipity of Things. | JHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن