«19» | طيرًا مُهاجر يعودُ لعُشه

1.1K 139 162
                                    

.‎المكانُ مظلم، إنهُ مظلم لكنه ليس مخيفا

كم مضى مِنَ الوقت؟ كم مر مِنَ الوقتِ منذُ أن فتحتُ عيناي آخِرُ مره؟ أنا لا أتذكر..‎

دافئ.

‎ أستطيعُ سماع حركة الأقدام مِن حولي، و الهمسات؟ أصوات هادِئه و طنين مُكيف الهواء، أين أنا؟
جسدي يؤلمني عِندما أستعيدُ الشعور بساقي مرة أخرى، بدءًا مِن أطراف أصابع قدمي وحتى أفخاذي. إنه شعور ضيق و لاذع يجعلني أُريد أن أنوح لكنني لا أستطيع.. كيف لي أن أفعل وأنا أشعر أن حلقي مُتشنج وجاف كالصحراء؟
أصارع لفتح عيناي.

لماذا أشعُر أنني نمتُ للحظة قصيرة، لكن جسدي يتصرف كما لو كان في نومٍ طويل وقاسي؟
تمكنتُ من فتح عيناي، اذ كانت الاضواء البيضاء التي تبعتها الهمسات المحمومة تُثقِلُ كاهلي.
"إلكي" قال الصوت الرقيق، كنتُ لا أزال أحاول التعرف على ما كنتُ أرى، كما كانت عيني تتكيف مع كلُ شيء مِن حولي.
"إلكي" هذه المرة تعرفتُ على الصوت، لقد كانت جيني، أخيراً وجدتُ القوة لتحريك رقبتي لأنظُر نحو جيني المُبتسمة، كانت ابتسامتها سعيدة، في حين ابدت عيناها مزيجًا مِنَ الراحة والحزن.
انطلقت عيناي في أرجاء الغرفة، ولاحظتُ جيمين وجونغكوك اللذين كانا ينظُران إليّ بابتسامات صغيرة، فاتكأوا على الحائط مُقابل جيني وكانوا يراقبونني عن كثب.

"الجميلة النائمة استيقظت أخيراً" قال جونغكوك بهدوء، صوته كان ناعماً وبدا وكأنه يتعافى مِنَ البرد،
الضحكة الطفيفة التي كانت تعزف على شفتيه لم تكن كافية لإخراجي من ضياعي للحظة، نسيتُ ما حدث، ولماذا كنت في مستشفى....؟ لحظة لا.. هذا ليس بمستشفى هذا هو... المقر؟ أنا في الغرفة التي أقوم فيها أنا و جيني بعملنا.
انطلقت عيناي حول المكان، واتسعت مع تدفق ذكرياتي.

الملهى.. هوسوك.. لقد أصبتُ بطلقٍ ناري.. حاولتُ النهوض سريعًا ولكن الألم أتى بشكلٍ مفاجئ.

قالت جيني وهي تضع يديها على كتفي: "على رسلك." فتجاهلت كلماتها وجلست مرتعشه بسبب تيبُس فقرات ظهري.

"كـ..كيف" الكلمة الوحيدة التي تمكنت مِنَ الخروج مني تبدو رخوة و مكسورة كمثل إمرأة عجوز نسيت الكلام وقررت أن تزيل شبكات العنكبوت عن أحبالها الصوتية.

ذهبت يدي مُباشرةً إلى عنُقي، وأنا أنظر إلى جيني وهي مصدومة، ضحكت قليلًا، تنظُر نحو الرجلين الذين ضُغِطت شفاههم بإحكام معًا؛ أرادوا أيضا أن يضحكوا.
حاجباي ارتطما بإنزعاج؛ قالت جيني وهي تضعُ يدًا مُطمئنه على فخذي: "آسفة، لكنكِ تبدينَ مُريعة". ضحكت لبضع ثوانٍ قبل أن يتحول وجهها إلى اللون الأحمر.. في البداية، ظننتُ ان السبب هو الضحك المُفرط، لكنني سُرعان ما لاحظتُ الدموع تتجمعُ في عينيها.
فبقيت تبتسم، مُمسكة بيدي تضغطُ عليها بإحكام.
"نحن سعداء فقط لأنكِ استيقظتِ." قالت بهدوء، تُقاتل النحيب الذي شق طريقه إلى حلقها.

The Serendipity of Things. | JHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن