بارت 12

317 31 14
                                    

تسمرت سوزي مکانها کالتمثال وقد تجمدت الدماء في عروقها عندما سمعت إسم الشخص الذي طلب یدها، هو نفس الشخص الذي أهان مهنة الطب و إقترف خطأ کبیرا هو نفسه من دمر حیاتها و قتل حلمها بالأمومة، هو نفس الشخص الذي جعل حبیبها جیمین یترکها و یتخلی عنها، نفس الشخص الذي جعلها تخسر کل شيء في لمحة البصر، کیف یعقل أنها ستتزوج شخصا مثل هذا ؟ هي لا تطیق حتی النظر لوجهه کیف ستتزوج به و ترافقه لیل نهار ؟ کیف ستتشارك معه نفس المنزل و تراه بإستمرار، لا یمکنها ذلك أبدا

کانت کل هذه الأسئلة تدور داخل عقلها فقط ا جعل الوضع یبدو صامتا لبعض الوقت حتی سألها السید باي ببداهة : هل هذا الصمت یعني أنکي موافقة ؟

أدارت له سوزي ظهرها و سارت بسرعة البرق نحو غرفتها دون أن ترد بأي حرف، تبعتها باي لین بنظراتها القلقة ثم إلتفتت لزوجها و سألته : هل أنت واثق أن شیومین هو المناسب لها ؟ أنت تعلم أنها لا تحبه بل تکرهه من المستحیل أن توافق علی هذا الزواج

أجابها السید باي : إن لم توافق فلن أجبرها لکن کان یجب أن أخبرها بذلك

إکتفت باي لین بالنظر و المشاهدة بقلق فیما سوزي کانت قد أغلقت الباب بقوة خلفها، الدماء ساخنة جدا في عروقها ولا تری أي شيء أمامها من الغضب، لو کان شیومین واقفا أمامها في تلك اللحظة لن تتردد أبدا بقتله و الشرب من دمه. حملت مزهریة و ضربتها بقوة علی المراة حتی تحطمت، ضغطت بقوة علی قبضة یدها و تمتمت من بین أسنانها : کیف یجرٶ ذلك الوغد علی طلب یدي من أبي من یظن نفسه ؟ کیف یظن أني قد أوافق علی الإرتباط بحقیر سافل دمر حیاتي؟ بأي وجه یطلب یدي، أرید أن أعرف کیف تجرأ علی ذلك

جملتها الأخیرة کان بصیاح وفي تلك اللحظة رن هاتفها، حملته بسرعة و ردت بحدة : ماذا ؟!

أجابها مارك : مرحبا سوزي هذا أنا، لقد دبرت لکي العقار ؟

إبتسمت سوزي بسعادة و سألته : حقا ؟! هل دبرت لي عقار سیملن بهذه السرعة ؟

مارك بجدیة : لدي صدیق في مستشفی طوکیو أخبرني أنه سیرسله إلي هذا الأسبوع، في هذه الحالة یجب أن تضاعفي المبلغ الذي إتفقنا علیه فهو یرید أجرته أیضا

سوزي بحدة : لا تقلق بشأن المال، ذلك العقار مهم جدا بالنسبة لي و سأدفع أي شيء للحصول علیه

مارك بجدیة : لکن یجب أن یتناوله کل یوم حتی یٶثر علیه و تعلمین أن هذا صعب قلیلا، یجب أن تکوني دائماً بالقرب حتی تتمکني من وضعه في طعامه

تجمدت الدماء في عروق سوزي في تلك اللحظة فلقد خطرت علی بالها فکرة لتنجح في خطتها لکنها لا ترید القیام بها، کانت تسیر ذهابا و إیابا في الغرفة وهي تهمس لنفسها : هل یجب أن أوافق علی الزواج من ذلك الوغد حتی أنجح في خطتي ألا یوجد حل أخر ؟ لا یمکنني حتی النظر لوجهه المشٶوم فکیف سأتزوج منه ؟!

وقفت مکانها فجأة و نظرت للفراغ قلیلا ثم قالت بحدة : أخش أنه لا خیار أمامي سوی القبول بهذا الزواج فأنا أخطط لفعل أشیاء کثیرة له و من المهم أن أکون بالقرب منه کي أتلذذ برٶیة ألمه

شیومین کان في مکتبه ینظر لبعض الملفات و حینها أتی إلیه دي أو مسرعا بالکاد یستطیع التنفس من الرکض و حدثه بقلق : قلب إحدی المریضات توقف فجأة أسرع لعلك تنقذها

وقف شیومین بسرعة لإنقاذ هذه الفتاة وهو یسأله : أین هي ؟

أجابه دي أو بسرعة : في غرفة العملیات الثانیة

رکض شیومین نحو المکان المذکور لکن دي أو بقي في المکتب و بمجرد ذهاب شیومین حتی إختفی قلقه و ظهرت علی ثغره إبتسامة صغیرة

وصل شیومین لغرفة العملیات لکن لم یکن هناك أي طبیب أو ممرض، وقعت عیناه مباشرة علی سریر في منتصف الغرفة یستلقي علیه جسد مغطی من رأسه إلی أخمص قدمیه بلحاف أبیض، جفت الدماء في عروقه من التوتر و تصبب جبینه عرقا و تقدم من السریر بخطوات حذرة فهو لیس علی إستعداد لمعرفة هذا الشخص الذي فقد حیاته، لأنه یحب جمیع مرضاه و یتألم کثیرا عندما یفشل في إنقاذ حیاة أحدهم، مد یده المرتجفة نحو رأس الجثة لرفع الغطاء عنها لکنها سبقته و رفعت رأسها عن الوسادة مصدرا صوتا مزعجا یُستعما عادة لإخافة الناس و فورا إنتفض جسده و تراجع للخلف بذعر محافظا علی نظراته لهذا الشخص الذي ملأ صوت ضحکته الساخرة أرجاء الغرفة

أبعد اللحاف عن وجهه لتظهر فتاة شابة جمیلة شعرها أسود طویل تضحك بسخریة لدرجة ظهور جمیع أسنانها الجمیلة لتردف ضاحکة : شیومین متی ستتخلص من خوفك أن یموت أحد مرضاك لن تستطیع إنقاذهم دائماً

قطب شیومین حاجبیه بإنزعاج و قال بتذمر : یوري ما هذه المزحة کاد قلبي أن یتوقف

إستقامت یوري في وقفتها و قالت بعفویة : حسنا أسفة أعدك أن لا أفعل هذا مجددا

شیومین بحدة : قلتي هذا في المرة السابقة أیضا، هل هذه فکرتك أو فکرة دي أو في الحقیقة لا یهم لأني سأعاقب کلاکما

أدار ظهره و سار خارج الغرفة لتلحق به یوري بسرعة وهي تقول بجدیة : هذه فکرتي لا علاقة لدي أو بالأمر بالمناسبة، لقد سألني عنك الجمیع في بوسان، ظنوا أنك توقفت عن العمل التطوعي لعلاج الفقراء مجانا

نظر لها شیومین بعد أن توقف عن السیر و قال : تعلمین أني لن أتوقف أبدا عن العمل التطوعي

مرت صورة سوزي في مخیلته و أضاف بلفظ رقیق : أنا فقط کان لدي مریض خاص

یوري بثقة : لا تقلق لقد أخبرتهم بذلك و طلب أن نأتي سویا في المرة القادمة

شیومین بتفهم : حسنا

رن هاتفه و ظهر إسم السید باي علی الشاشة لذا إستأذن من یوري و سار بعیدا عنها لیرد بقلق : نعم سید باي هل وافقت سوزي علی الزواج مني

إبتسم السید باي بجانبیة و قال : أردت أن أمزح معك قلیلا لکن یبدو أنك لا تستطیع تحمل هذا النوع من المزاح لذا سأخبرك الخبر السعید، سوزي وافقت علی الزواج منك

إبتسم شیومین بسعادة و کأنه إمتلك کل العالم في تلك اللحظة مع أن سوزي قد وافقت علی الزواج به فقط لتنتقم منه

______________Sheitana23__________

طبیبي هو عدوي ( مکتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن